اخر الاخبار

جدد آلاف المحتجين في بغداد، الجمعة الماضية، العهد لانتفاضة تشرين مؤكدين استمرار حراكهم الاحتجاجي، لحين الخلاص من منظومة الفساد والمحاصصة.  

وفي الذكرى الثانية للانتفاضة، طرح ذوو الضحايا سؤالا على الحكومة التي قالوا انها لم تف بوعودها: “أين قتلة أبنائنا؟”، مؤكدين أنهم لن يحيدوا عن درب أولادهم الشهداء، حتى تحقيق المطالب. 

وطبقا لناشطين، ان احياء ذكرى تشرين ليس استذكارا للانتفاضة، انما هو “تجديد العهد على الثبات والاستمرار لحين إقامة الدولة المدنية على قاعدة العدالة الاجتماعية، والقصاص من القتلة والفاسدين”.

وأحيا آلاف العراقيين في ميادين مختلفة بالمحافظات، الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة تشرين، يوم الجمعة الماضي. فيما نظم نشطاء الجالية العراقية، في الايام الفائتة فعاليات مختلفة في العواصم الاوربية. (تقارير مفصلة في الصفحات الداخلية)

وانطلقت المسيرة في بغداد من ساحة الفردوس. ورفع فيها المحتجون رايات تحمل صور شهداء الانتفاضة، رافقتها الاهازيج والهتافات الوطنية، التي تؤكد مطالب الانتفاضة، وتستذكر بطولات شهدائها، حتى استقرت أخيرا في ساحة التحرير ليستقبلها هناك عدد كبير من المنتفضين. 

وطبقا لناشطين، فإن إحياءها لم يكن للاستذكار فحسب، بل من اجل تجديد العهد، والاستمرار حتى الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد. 

وحضر المسيرة ذوو الشهداء. بينما شاركت فيها قوى سياسية مختلفة، من اللقاء التشاوري لقوى تشرين، بالاضافة الى جمهرة واسعة من شباب وبنات الانتفاضة ونشطاء ومثقفين ونقابيين. 

فخور بولده

يقول والد الشهيد مرتضى الزبيدي (محمد خلف): “انا فخور بولدي مرتضى، فهو وسائر الشباب استشهدوا من اجل الوطن. من اجل الخلاص من المنظومة السياسية الحالية، التي تفننت بقتل المنتفضين في تشرين. هم لم يطالبوا الا بوطن”.

ويضيف خلف، ان تشرين كانت “حركة احتجاجية ثورية. لم يكن من المفترض ان يفجع الاهل بفقد ابنائهم”.

وفي حديثه عن محاسبة القتلة، يتساءل خلف لـ “طريق الشعب”: “اين القتلة؟ لم نر أي التزام من قبل الحكومة بتنفيذ وعودها. لم يجر عمليا تحقيق مطلب محاسبة القتلة، وهي غير قادرة على ذلك، لان الجهات المتنفذة اقوى بكثير، بل ونحن منبوذون عند مراجعة الدوائر الحكومية، لأن أولادنا من شهداء الانتفاضة”.

ويخلص خلف في حديثه الى “طريق الشعب”، أنه “لمناسبة الذكرى السنوية الثانية وبعد عامين على اندلاع الانتفاضة، أطالب بالقصاص العادل من قتلة الشباب المنتفض، وليس فقط ولدي مرتضى”.

ثبات واستمرار 

وفي السياق ذاته، تؤكد الناشطة المدنية رند رائد، ان تواجدهم في المسيرة هو “استذكار لانتفاضة تشرين الباسلة، وتجديد العهد على الثبات والاستمرار لحين تحقيق المطالب، وإقامة الدولة المدنية على قاعدة العدالة الاجتماعية، والقصاص من القتلة والفاسدين”.

وتوضح الناشطة في حديثها لـ “طريق الشعب”، أنه “لم تتحقق غالبية مطالبنا. نحن مقبلون على انتخابات، بينما الامن الانتخابي غائب، بوجود السلاح المنفلت وعدم محاسبة قتلة شبابنا المنتفضين”.

“لن نرضخ”

الى ذلك، يؤكد الشاب المتظاهر مؤمل جاسم لـ “طريق الشعب”، ان “هذه الاعداد التي أحيت الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة، هي خير دليل للقوى المتنفذة، بأن قصة تشرين لم تنته، والغليان الشعبي مستمر في داخل كل بيت عراقي”.

ويقول ان أسباب اندلاع الانتفاضة لا زالت قائمة، “ولا زلنا نردد شعار “نريد وطن””.

ويتابع قائلا: “لن نرضخ بمجرد إزالة الخيم، او باستخدام القمع الممنهج، والاغتيالات. سنبقى نطالب بحقوقنا، وحقوق 800 شهيد، وهذا اليوم هو وطني، وإرث ويوم لكل الاحرار العراقيين”، مشيرا الى ان” الحكومة لم تلتزم بوعودها، وتمارس أسلوب اللغط والمباغتة والضحك على الذقون مع الشعب”.

مستمرون.. حتى ازالتهم

وعلى صعيد ذي صلة، يؤكد الناشط المدني حسنين العميدي، ان “إحياء تشرين ليس استذكارا فقط بل رفض للطغمة الحاكمة في العراق، وللتأكيد على مطالب تشرين الحقة، ومحاسبة قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف وراءهم وتحميهم، ومحاسبة الفاسدين وفتح ملفات الفساد الكبيرة والصغيرة منها”.

ويتحدث العميدي لـ”طريق الشعب” عن سبب رفضهم المنظومة السياسية الحالية قائلا: “طالبنا بقانون انتخابات عادل ومنصف؛ فجاء البرلمان بقانون فصل على مقاس الكتل السياسية المتنفذة، ولم يطبق قانون الأحزاب، الذي يمنع كل حزب سياسي يمتلك فصيلا مسلحا من المشاركة في الانتخابات”.