تصدير النفط.. خلاف لا ينتهي بين بغداد وأربيل
في تقرير لها حول العراق، ذكرت جريدة "الواشنطن بوست"، بأن وزارة النفط الاتحادية أعلنت عن استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان عبر تركيا، والتي كانت متوقفة منذ ما يقارب العامين، إثر قرار غرفة التجارة الدولية بتغريم أنقرة عقاباً على سماحها بمرور نفط كردستان العراق عبر أراضيها بدون موافقة بغداد. ونقل التقرير عن الوزارة قولها بأنها أكملت الإجراءات اللازمة لاستئناف الشحنات عبر ميناء جيهان التركي وفقًا للوائح الميزانية الفيدرالية وحصة إنتاج العراق في منظمة أوبك وإنها تحث سلطات إقليم كردستان على تحويل النفط الخام المستخرج من حقول النفط في الإقليم إلى شركة تسويق النفط الحكومية، لتسهيل صادراته عبر خط الأنابيب العراقي التركي.
خلافات لم تحل
وأشارت الصحيفة إلى تواصل الخلافات بين بغداد وأربيل بشأن تقاسم عائدات النفط، والتي بدأت في عام 2014، حين قرر الإقليم تصدير النفط عبر خط أنابيب مستقل، رغم رفض بغداد ذلك ووصفها الخطوة بالغير قانونية لأنها تمت دون موافقة شركة النفط الوطنية، فيما رأت أربيل فيها تعويضاً عادلاً عن حصتها من الموازنة الاتحادية والتي حجبتها وزارة المالية. وتمكنت بغداد من إيقاف إرسال النفط عبر خط الأنابيب هذا في أذار 2023 وهو الإيقاف الذي ما يزال ساري المفعول بدون حلول.
ضغط أمريكي
ونقل التقرير عن مسؤولين في حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قولهم بأن على العراق السماح باستئناف صادرات النفط الكردية أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران، وذلك في مسعى لإنجاح خطة البيت الأبيض الهادفة خفض صادرات النفط الإيرانية إلى "الصفر" والاستفادة من نفط كردستان لتعويض خسارة النفط الإيراني في الأسواق العالمية.
تدني أسعار النفط
ولموقع "أسعار النفط" كتب جون بيني تقريراً أشار فيه إلى أن انخفاض أسعار النفط في الإسبوع الماضي، يأتي وسط توقعات باستئناف الصادرات من إقليم كردستان العراق وفي ظل عدم اليقين بشأن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا، حيث بلغ خام برنت 74.39 دولار للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط 70.25 دولارًا للبرميل. وأوضح التقرير بأن النفط المزمع تصديره سينقل عبر خط أنابيب يبلغ طوله 970 كيلومترا من منطقة كركوك إلى محطات التصدير في ميناء جيهان على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تركيا، وستبلغ الشحنة الأولى 185 ألف برميل يوميا وذلك من إجمالي إنتاج يصل إلى 300 ألف برميل يومياً في الوقت الحالي.
هل التسوية ممكنة؟
وأضاف الكاتب بأن الإعلان عن إستئناف التصدير يمثل نظرياً نهاية لخلاف طويل بين الإقليم والحكومة الاتحادية حول مشروعية الإنتاج والتسويق. لكنه عاد وتساءل عما إذا كان ممكنا التفاؤل بنجاح الطرفين في تنفيذ الإتفاق، لاسيما مع تشاؤم المراقبين من المستقبل، حيث نقل عن الاستراتيجي جيوفاني ستونوفو، قوله بأن "من غير الواضح مقدار الوقت اللازم لإعادة تشغيل خط الأنابيب مع تركيا، فيما لا ينبغي تفسير هذا التشغيل على أنه زيادة في الإنتاج العراقي، إذ يتم حاليًا تصدير الخام الكردستاني بالفعل عبر الشاحنات أو استخدامه محليًا، بينما يبقى العراق يؤكد التزامه باتفاقية إنتاج أوبك+، مما يفترض أن تتفاعل معه السوق بحذر شديد".
وأعاد الكاتب ذكر المعلومة التي يدعي أصحابها بأن إدارة ترامب كانت تضغط على العراق للسماح بإعادة تشغيل صادرات النفط الكردية أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران، وهو الضغط الذي شكّل عاملاً رئيسيًا وراء الإعلان المفاجئ لوزير النفط العراقي حيان عبد الغني عن خطط لاستئناف الصادرات من كردستان العراق. وذكر التقرير أيضاً بأن مستشار لرئيس الوزراء العراقي قد نفى خبر وجود ضغوط أو تهديد بالعقوبات من قبل واشنطن في جميع الاتصالات التي جرت بينها وبين بغداد. واختتم الكاتب تقريره بأن زيادة الإنتاج للسيطرة على الأسعار أو تخفيضها، تبقى احتمالاً قوياً مع ضعف احتمالات تحقيق سلام في أوكرانيا.