اخر الاخبار

لمناسبة الذكرى السنوية الثانية على اندلاع انتفاضة تشرين، أجرت “طريق الشعب” حوارات مع ناشطين بشأن محصلات تلك الانتفاضة وكيف تحولت الى درس ملهم للعراقيين المطالبين بحقوقهم. كما ركّزت الاسئلة والإجابات على الوعود الحكومية، وما جرت الاستجابة له من مطالب تشرينية حتى الآن. 

وقال المتحدثون، إن مطالب الانتفاضة تحقق منها اشياء مهمة، لكن المطالب المحلة لا تزال غير منفذة، ويقاسي الجرحى والمقعدون بسبب الإهمال الحكومي.

قوة لا يستهان بها 

يتحدث الناشط علي محسن فيقول لـ “طريق الشعب”، ان “تشرين اصبحت حدا فاصلا: فما قبلها ليس كما بعدها”.

ويضيف محسن، ان الانتفاضة “حققت أشياء مادية عديدة، شملت فضح المنظومة الفاسدة، وازاحة الفيتو عن كل شخص يدافع عن تلك المنظومة وتحت اي مسمى، وعرّت كل من يدعي الوطنية، وهو مشارك في منظومة الفساد، اضافة الى انها أعطت درسا لكل من شارك فيها، بأن السلمية والاساليب التي لازمت الانتفاضة، هي الأدوات الحقيقية لإصلاح ما دمرته السياسات الخاطئة”.

ويتابع قائلا: ان “أكبر تيار موجود الان في الساحة العراقية هو تيار تشرين، لكن ينقصه التنظيم الرصين. وان حجم تأثيرها على قوى السلطة واضح، من خلال تغيير خطاباتها تجاه الشعب”.

تشرين جديدة

ويجد محسن أنه من الممكن ان تعود الانتفاضة في اي لحظة “اقوى مما كانت، لان كل القضايا والأسباب التي انطلقت من اجلها تشرين لا تزال قائمة، لذلك غير مستبعد انطلاق تشرين جديدة، بطرق اخرى ووتيرة متصاعدة”. 

ويشير الى انه قبل ان يكون لتشرين فعل سياسي، يجب تنظيم الفعل الشعبي وتشكيل معارضة شعبية واسعة، من اجل ديمومة الضغط على الحكومات. 

عرّت المنظومة السياسية

الى ذلك، تقول الناشطة المدنية دينا الطائي لـ “طريق الشعب”، ان “انتفاضة تشرين كشفت عورات المنظومة السياسية القائمة على نهج المحاصصة والفساد، وزعزعت المنظومة السياسية الحالية، كما اجبرت الحكومة السابقة على الاستقالة، واستطاعت تشرين تشكيل أحزاب سياسية ناشئة، تطرح نفسها كبديل سياسي، بعضها قرر المشاركة في الانتخابات، والآخر مقاطع لها”.

وتضيف ان “فعل تشرين السياسي يتجلى واضحا بالخط الاحتجاجي، وخارطة الطريق التي حددت مطالب الانتفاضة”.

وطالبت دينا بـ”الكشف عن مصير الناشطين المغيبين قسرا، وملاحقة كل من تورط بقتل المنتفضين”.

ونوّهت بـ”ضرورة إيلاء جرحى الانتفاضة أهمية كبيرة، خصوصا المقعدين منهم”.

وأشارت الطائي الى انها تستشعر “غليان الشارع العراقي، خصوصا مع اقتراب الانتخابات، وتتوقع انطلاق شرارة جديدة لانتفاضة جديدة بشكل جديد”. 

وعللت الطائي الحراك المرتقب بـ”الوعي الذي يتنامى لدى المنتفضين والحركة الاحتجاجية، وارتفاع نسبة الفقر، وتزايد اعداد الخريجين العاطلين عن العمل، بل ان الأسباب التي أدت الى اندلاع الانتفاضة، تفاقمت أكثر”.