اخر الاخبار

العراق وتحديات العام 2025

نشر مركز دراسات الإمارات مقالاً باللغة الإنكليزية حول مجموعة التحديات التي يمكن أن يواجهها العراق، في ظل المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، ولاسيما ما حدث في سوريا ولبنان، وعلى الصعيد العالمي، فذكر بأن من أبرز هذه التحديات، التحديات الأمنية المتمثلة باحتمال عودة نشاط تنظيم "داعش"، سواء انطلاقاً من الأراضي السورية أو من داخل البلاد، خاصة بعد الإعلانات المتكررة من قبل القوى الأمنية العراقية عن تصاعد نشاطات التنظيم في مناطق جبال حمرين وبادية الموصل، والتحذيرات من احتمال إطلاق سراح عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم المحتجزين في سجون قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المهيمنة على شرق الفرات.

مفارقة غريبة

وأعرب كاتب المقال عن تصوره بوجود مفارقة أمنية في هذا التحدي، لأنه يفرض على بغداد من جهة الاحتفاظ بالمجاميع المسلحة الحليفة لطهران كاحتياطي عسكري لها، فيما تتصاعد من جهة أخرى حظوظ تمديد بقاء قوات التحالف الدولي بدل إنهاء مهمتها خلال العام الحالي كما هو معلن. ووجد المقال بأن هذه المفارقة تأتي من رفض هذه المجاميع لوجود التحالف، مقابل إصرار الولايات المتحدة، التي تهيمن على التحالف في العدد والقرار، على دمج هذه المجاميع في المؤسسة العسكرية للبلاد، وهو ما يبدو أمراً معقداً وصعب التحقيق بالنسبة للحكومة.

الجار الشمالي

واعتبر المقال التعاطي مع التوسُّع الجيوسياسي التركي بعد الإطاحة بنظام الأسد في سورية، تحدياً عراقياً أساسياً خلال العام الحالي، لاسيما وأن ترتيبات "الاتفاقية الأمنية" بين البلدين أتاحت للقوات التركية وضعاً أكثر تأثيراً في الشمال، قد ينتج عنه رفضاً محلياً وقلقاً من الجارة الشرقية، في خضم التنافس بين الجارتين على مراكز النفوذ في العراق.

التحدي الاقتصادي

واضاف المقال تحدياً آخر، يكمن في توفير الحكومة لسيولة نقدية كافية لسداد مرتبات الموظفين والمستحقين، في وقت تتعرض فيه سياساتها الاقتصادية لانتقادات كبيرة، حتى من قبل حلفائها، جراء فشلها في تنويع واردات البلاد غير النفطية وبقائها أسيرة التوقعات المتضاربة حول أسعار النفط خلال العام الحالي.

وذكر المقال بأن هذا التحدي ينذر أيضاً بتنامي الخلافات بين بغداد وأربيل، في ظل علاقات لا يُحسد عليها الطرفان خلال السنوات الماضية. كما تقع على بغداد مسؤولية تحديث الأنظمة المالية لتجنُّب المزيد من العقوبات الأمريكية المتوقعة ضد مصارف وشركات ومؤسسات رسمية عراقية تتهمها واشنطن بتهريب الدولار إلى إيران أو تسهيل تنصُّل طهران من أنظمة العقوبات.

تحديات سياسية

وعلى الصعيد السياسي، وجد المقال في الخلافات الحادة بين المركز والإقليم وبين القوى المتنفذة في البلاد، حول الموازنة وتنفيذ قانون "العفو العام" واحتمالات تفاقُم قضية "المغيبين" أو سحب "الحشد الشعبي" من المناطق الغربية، تحدياً كبيراً، خاصة في هذه السنة التي يفترض أن تشهد انتخابات تشريعية جديدة، وبالتالي المزيد من الدعايات والصدامات الانتخابية بين القوى المختلفة وعلى أسس وخلفيات متنوعة وجاهزة للاستخدام المسبق.

استحقاقات مستقبلية

وذكر المقال بأنه وأمام الارتفاع الملحوظ في مستوى التحديات المطروحة، فإن دوائر الفعل السياسي العراقية ستكون خلال العام الحالي في مواجهة مجموعة استحقاقات رئيسية، أهمها الإصلاح الأمني عبر حصر السلاح بيد الدولة، والإصلاح الاقتصادي في تنفيذ قرارات مصيرية تخص هيكلة مؤسسات الدولة العراقية وتحديثها وتقليل مصروفات الموازنة التشغيلية، دون اللجوء إلى توسيع سياسات الاقتراض أو تعويم الدينار أمام الدولار. كما لا بد من تطوير العلاقة مع إقليم كردستان والمناطق الغربية، وتحسين العلاقة مع واشنطن، على حد تعبير المقال، الذي اعتبر قضية انفصال كردستان مطروحة على المديين المتوسط والطويل.