لصحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة باللغة الإنكليزية كتب فرهاد علاء الدين مقالاً أشار فيه إلى أنه ومع تغير الإدارة في واشنطن، توقع العديد من المراقبين حالة من عدم اليقين بشأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وخاصة تجاه العراق، لاسيما مع معرفة الكثيرين بأن دونالد ترامب يولي القضايا المحلية مثل الهجرة والإصلاح الاقتصادي وتوفير فرص العمل، الأولوية. الاّ أن الطاقم الذي اختاره ترامب لإدارة السياسة الخارجية كشف عن رغبة واشنطن بالحفاظ على النفوذ الأميركي في الخارج بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص.
داعش وترامب
وذكر المقال بأن ترامب يعّد نفسه منخرطاً منذ فترة طويلة بمحاربة داعش، وكان أحد وعوده الانتخابية الرئيسية هو الهزيمة الكاملة لهذه الجماعة الإرهابية، ولهذا قد يبدي اهتماماً مناسباً بخطر ظهور التنظيم في سوريا، بعد هزيمته القوية في العراق، وقد يتطلب ذلك تعاوناً قوياً وضرورياً بين بغداد وواشنطن، يشمل العديد من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، لاسيما لمن يعتبر العراق مرساة استقرار للإقليم ولاعباً مهماً في الدبلوماسية فيه، ويتجاوب مع النهج المعتدل والشامل والقائم على المنافع المتبادلة، الذي تتبعه الحكومة الحالية.
تعاون متعدد الأوجه
وأعرب الكاتب عن تصوره بأن العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق تمتد إلى ما هو أبعد من التعاون العسكري والأمني، لتشمل قطاعات متنوعة مثل الطاقة والزراعة والتعليم والتنمية الاقتصادية، وهي أمور توفر فرصاً كبيرة للشركات الأمريكية خاصة في قطاع الطاقة، يمكن أن تصل لعشرات المليارات من الدولارات، مثل إكسون موبيل وشيفرون وجنرال إلكتريك وبيكر هيوز وكيه بي آر وهاليبرتون، وتوقع بأن تعلن الحكومة عن مبادرة مالية رائدة من شأنها أن تؤدي إلى تحويل المشهد التجاري في العراق وتعزيز علاقته مع الولايات المتحدة بشكل أكبر.
تطور سريع
واستناداً لشركة Trading Economics، وهي شركة بيانات وتوقعات، ذكر الكاتب بأن قيمة الصادرات الأمريكية إلى العراق بلغت 2.26 مليار دولار في عام 2023، بزيادة ملحوظة بنسبة 230 في المائة عن عام 2022 وأعلى بنسبة 280 في المائة عن عام 2021. كما بلغ إجمالي الصادرات الزراعية وحدها 357 مليون دولار، أي أكثر من ضعف ما كانت عليه في عام 2022. ووافقت الحكومة العراقية على برنامج لإرسال 5000 طالب إلى الخارج للدراسة في الماجستير والدكتوراه، ومن المقرر أن يدرس حوالي 3000 منهم في الولايات المتحدة، مما يقدم استفادة كبيرة للجامعات الأميركية.
صقر أم انعزالي؟
ولموقع Business inside كتب باول ايدون مقالاً عن العلاقات بين بغداد وواشنطن، اعتبر فيه العراق لوح اختبار لسياسة إدارة ترامب في المنطقة، بين من يراها انعزالية وتؤدي إلى سحب القوات الأمريكية وبين من يراها هجومية تنهي نفوذ طهران في هذا البلد.
ونقل المقال عن بعض الخبراء قولهم بأن التغييرات الكبرى في ميزان القوى داخل المنطقة، يدفع ببغداد للبحث عما يطمئنها، وربما عبر شراكة جيدة مع الولايات المتحدة، لا يشكل إخراج القوات الأمريكية بالطبع حافزاً لتبنيها. كما لا تنظر واشنطن في عهد ترامب بإرتياح للنفوذ الكبير جداً، الذي تتمتع به القوى الحليفة لإيران في الحكومة وأجهزة المخابرات والمؤسسات الإعلامية والاقتصادية، وتنتظر تغيير ذلك قبل أن يرى فريق ترامب العراق صديقاً موثوقاً به مرة أخرى.
شروط ممكنة أم تعجيزية
وأضاف الكاتب بأن المختصين يرون بأن نزع سلاح هذه الجماعات ليس قرارًا يمكن للحكومة العراقية اتخاذه بشكل مستقل، لأنها قضية أكثر تعقيدًا بكثير، وأن الإئتلاف الحاكم قلق من أن يعاقب العراق عسكرياً واقتصادياً من قبل إدارة ترامب بسبب علاقاته بإيران، فيما تلمح بغداد إلى أنها تريد الدعم العسكري الأميركي إذا ساءت الأمور. ويتوصلون، حسب المقال، إلى الاعتقاد بأن بغداد قد تكتفي بإزالة غلاف التحالف أو تسميته وتترك القوات الأميركية في مكانها كمهمة ثنائية، حتى في عين الأسد ومطار بغداد، الذي يعّد مهماً كخط إمداد وإخلاء مضمون للسفارة الأميركية وحلف شمال الأطلسي والبعثات الدبلوماسية الأخرى.