اخر الاخبار

العراق بين التجاذبات الداخلية والمتغيرات الإقليمية

نشر موقع "أمواج" البريطاني مقالين تحليلين عن المواقف العراقية على ما يجري في المنطقة، سواء في غزة أو في سوريا، أشار في الأول إلى أن ردود الفعل الإيجابية التي سرت في كافة انحاء العراق على الهدنة في فلسطين ولبنان، تعكس قوة مشاعر التضامن مع هذين الشعبين، رغم حدوث تباينات بين آراء الأطراف المتفقة على هذا التضامن، حيث اكتفى البعض بالنظر اليها كخطوة نحو السلام فيما اعتبرها آخرون انتصاراً للمقاومة.

مخاوف وقلق

وأفاد الموقع بوجود مخاوف لدى الكثيرين من أن يُنظر إلى بغداد على أنها قريبة من الفصائل الحليفة لطهران، مما قد يعرض العراق للخطر إذا ما منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكيان الإسرائيلي "ضوءًا أخضر" لشن هجوم على إيران، وتصعيد صراع إقليمي واسع النطاق، قد يقوض سيادة البلاد ويعرضها لهجمات إسرائيلية أو أمريكية. ورجح التقرير أن يركز العراق على تقديم المساعدات الإنسانية، ويحاول ان يقيم التوازن بين شراكته مع إيران والابتعاد عن التورط في مواجهة أوسع.

إعادة تنظيم

في المقال الثاني تحدث موقع "أمواج" حول مساعي بغداد لتحسين موقفها الأمني في مواجهة المتغيرات الجارية بالمنطقة، ولاسيما تلك التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فذكر بأن البرلمان العراقي أقر قانونًا طال انتظاره يعيد النظر في واجبات واختصاصات جهاز المخابرات الوطني، استجابة لمخاوف متزايدة من احتمال عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وحرص بغداد على كبح جماح السلاح المنفلت.

قانون جديد

وأشار الموقع إلى أن التشريع الذي يرسم هيكلية هذا الجهاز الحيوي ويحصر المناصب فيه بالمواطنين العراقيين المولودين من أبوين عراقيين فقط ممن لا تقل خدمتهم عن عشر سنوات، حظي بإهتمام كبار المسؤولين، حيث أكدت لجنة الدفاع والأمن البرلمانية على أن التشريع سيمكن البلاد من توسيع العمليات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتجسس، واعتبره رئيس الحكومة مهماً لخوض معارك ضد أعداء العراق والديمقراطية، فيما صرح نائب رئيس مجلس النواب بأن أحكام القانون صيغت بعناية نظرًا للتحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة حاليًا.

وتساءل كاتب المقال عما إذا كان هذا الجهاز قادراً على العمل ضد الجماعات المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة، وما إذا كان ذلك مناسباً في المرحلة الحرجة التي تعيشها الحكومة، ومدى خطورته إذا ما حدث بعض الاقتتال الداخلي.

وأشاد الكاتب بالرئيس الجديد للجهاز، والذي تبوأ منصبه بعد بقاء الموقع بإدارة رئيس الحكومة لفترة ليست بالقصيرة، مؤكداً على خبرة الرجل الطويلة ومشاركته النشطة في قيادة عمليات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك القبض على شخصيات بارزة في داعش.

تنسيق مع دمشق!

وزعم المقال بأن الرئيس الجديد للجهاز، قد أبلغ حكام سوريا الجدد، حين التقاهم كمبعوث للحكومة العراقية، التزام العراق بمنع التدخل في الشؤون السورية بشرطين، ألا يتدخل المسلحون في سوريا في العراق، وأن يتم تأمين الجانب السوري من الحدود بشكل فعال، وحثهم على حماية الأقليات السورية ومقدساتها.

واختتم الموقع مقاله بضرورة بذل بغداد كل الجهود لتطوير العلاقة مع حكام دمشق الجدد وتجنب التصعيد معهم، والذي قد يجلب مواجهة، ليس معهم فحسب بل ومع حلفائهم في أنقرة وتل أبيب.

عرض مقالات: