العراق وآفاق السلام
في كردستان تركيا
نشر موقع أمواج البريطاني مقالاً لباكير ايدوغان حول تأثر الأوضاع في كردستان العراق بما يجري من تطورات في سوريا وتركيا، والتي يمكن أن تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط بشكل كبير، أشار فيه إلى أن خطة أنقرة لما يسمى بالسلام مع حزب العمال الكردستاني، تستهدف ترتيب "الجبهة الداخلية"، وإضفاء ملعقة من السكر الشعبوي إلى التعديلات الدستورية اللازمة لأردوغان للبقاء في السلطة في ولاية رابعة، إضافة إلى السعي لكسب صناع السياسات في كردستان العراق ولاسيما فيما يتعلق بإعادة تنظيم الاتفاقات الدقيقة والمتشابكة بين الأحزاب الكردية وحلفائها، في ظل مخاوف تركية كبيرة من استغلال الكيان الإسرائيلي للفجوة الدبلوماسية الناتجة عن تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة.
تعزيز الاستقرار الداخلي
وتوقع الكاتب أن يعزز إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني، والعمليات المرتبطة بمكافحة نشاطه، الاستقرار الداخلي في تركيا والموقف السياسي للرئيس قبل انتخابات عام 2028 خاصة في ظل ما يلعبه التصويت الكردي تاريخياً من دور محوري في السياسة التركية. ورغم عدم تجاوب العماليين مع هذه الدعوات، فقد أعرب زعيمهم السجين منذ عقود، عن استعداده لدعم عملية السلام، حين تم إشراكه في المفاوضات.
كردستان العراق
وأكد الكاتب على أن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني قد أعربت من أربيل عن دعمها القوي لمبادرة السلام التركية المقترحة، ورحبت بما اسمته "الجهود الواضحة التي يبذلها أردوغان لدفن الأحقاد مع حزب العمال الكردستاني"، فيما التقى رئيس الإقليم مع أردوغان ووزير خارجيته ورئيس الاستخبارات، وذلك قبل أيام قليلة فقط من دعوة مضيفيه إلى التوصل إلى اتفاق مع أوجلان، وهي الدعوة التي علق عليها رئيس الإقليم بشكل إيجابي بإعتبارها ستعود بالنفع على المنطقة بأكملها، الأمر الذي دفع ببعض المراقبين إلى الاعتقاد بوجود رغبة لدى أربيل في العمل كوسيط بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، كما فعلت في الفترة 2013-2015.
وأشار الكاتب إلى أن الوصول إلى مثل هذا الاتفاق، يمكن أن ينهي أي مبرر للعماليين للبقاء في العراق، واستخدام أراضيه منطلقاً لنشاطهم في كردستان تركيا. ورغم أن تقلص نفوذ العماليين أو اختفائه سيعتبر انقلاباً ضد دور الاتحاد الوطني الكردستاني، المهيمن في السليمانية، والذي تتهمه تركيا بدعم حزب العمال الكردستاني وباقي الجماعات المسلحة الكردية الأخرى، كجزء من تحالفه مع طهران لتحقيق توازن أكثر مساواة في القوة بين الأحزاب الكردية وحلفائها الإقليميين، فإن اتفاق السلام قد يتحول في نهاية المطاف إلى نعمة لجميع الأطراف، خاصة إذا ما أدى قيام حزب العمال الكردستاني بإلقاء سلاحه إلى انهاء الادعاءات الأساسية التي تستخدمها أنقرة لتبرير وجودها العسكري المستمر في شمال العراق.
طموحات في ظل الإنقسام
وتوقع الكاتب أن يخلف الحل الناجح للصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني آثارا جيوسياسية أوسع نطاقا على الكرد العراقيين، خاصة في تعزيز استقلالهم الذاتي في الإقليم، وهو ما يتطلب الكثير من الدقة في التعامل مع بغداد من جهة وتوحيد البيت الكردستاني المنقسم على ذاته من جهة أخرى.
وذكر بأن خطط السلام قد توفر للقوى الكردية السورية الحليفة لأربيل، المساهمة في أي إدارة مستقبلية لحكم شمال سوريا، في تعاون وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية، التي دعا قائدها مظلوم عبدي في تشرين أول الماضي إلى دعم خطة السلام بشرط حماية قواته مشدداً على ضرورة الوحدة الكردية.
ووجد الكاتب بأن هذه الوحدة باتت ضرورة قصوى الآن، بعد إن اكتسبت تركيا نفوذًا هائلاً في سوريا إثر الإطاحة ببشار الأسد، وقيام حلفاء أنقرة من الميليشيات بالهجوم على قوات سوريا الديمقراطية بدعم علني من تركيا، ورفض الأخيرة أي دور لقسد في عملية ترتيب الأوضاع في البلاد، بما في ذلك رفضها لتعاون حلفاء أربيل معها.
وتوقع الكاتب في مقاله أن يؤدي ضعف أو تفكك حزب العمال الكردستاني إلى تصاعد نشاط قوى سياسية مؤيدة له حالياً، وتحولها لمنافس قوي للحزبين الرئيسيين، وهي منافسة متوقعة أيضاً إذا ما حافظ العماليون على نفوذهم وأُطلق سراح اوجلان ليقودهم في تركيا والعراق، وفق تصور الكاتب.