اخر الاخبار

التطورات في سوريا ومرارات العراقيين

نشر موقع (المنطقة الجديدة) تقريراً حول تطورات العلاقة بين العراق وسوريا، ذكر فيه بأن رئيس مجلس الوزراء قد أكد على احترام بغداد لإرادة الشعب السوري والتزامها بدعم العملية السياسية الشاملة في جارتها الغربية، وذلك إثر أول زيارة قام بها وفد حكومي عراقي رفيع المستوى لدمشق، والتقى فيها بالحاكم الفعلي الجديد للبلاد أحمد الشرع.

وكانت الحكومة العراقية قد كشفت، حسب التقرير، عن قيام الوفد بمناقشة التطورات على الساحة السورية ومتطلبات الأمن والاستقرار على الحدود المشتركة بين البلدين، وإبلاغ الإدارة الجديدة برؤية بغداد فيما يتعلق بالوضع الحالي، وحرصها على التنسيق مع سوريا لضبط الحدود، محّذرة من أن أي اضطراب في سجون سوريا سيدفعها لمواجهة الإرهاب.

قلق بين العراقيين

من جانبها نشرت صحيفة "ديترويت الكاثوليك" الأمريكية تقريراً حول شعور المسيحيين في المنطقة بالقلق مما آلت إليه أوضاع سوريا، رغم التطمينات التي دأبت الإدارة الجديدة في دمشق الإعلان عنها. وأشارت الصحيفة لتصريحات بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم الكاردينال لويس ساكو، والتي أكد فيها على وجود بعض الخوف بين الناس من التداعيات التي قد يخلفها هذا التغيير في سوريا على العراق، مذّكراً بقيام تنظيم داعش وتنظيم القاعدة قبله، والذي كانت الإدارة الجديدة في دمشق مرتبطة به قبل عقد من الزمان، بطرد نحو 100 ألف مسيحي عراقي حين كانوا مسيطرين على مساحات كبيرة من البلد، وهو ما فعلته في سوريا أيضاً.

تباينات في الرأي

التقرير الثالث الذي نشرته مجلة (The Cradle) حول العلاقة بين البلدين تطرق إلى أن مناقشات رئيس جهاز المخابرات العراقي مع السوريين كانت أمنية وتركزت على ملفات ذات صلة. وبين التقرير بأن هناك تذمرا معلنا من هذه الزيارة لدى بعض حلفاء رئيس الحكومة، الذين يرون فيها استجابة لضغوط أمريكية وخليجية، رغم أن حلفاء آخرين ذكروا بأن الحكومة لم تقرر إرسال مبعوثها، إلا بعد التشاور مع الجميع، ومن أجل تحديد الخطوط الحمراء للسوريين فقط.

قنبلة موقوتة

وذكرت الصحيفة بان وجود 10 آلاف مقاتل من داعش في عشرات المعسكرات المؤقتة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية يعّد قنبلة موقوتة، بسبب خشية العراقيين من احتمال هروبهم أو تهريبهم باتجاه حدودهم، خاصة إذا ما تحققت مخاوف السلطات الكردية السورية ودخلت قواتها في قتال مع الأتراك، أو مع ميليشيات يدعمونها.

حقل ألغام

وفي نفس المجلة كتب خليل حرب مقالاً حول تداعيات ما جرى في سوريا وتأثيراتها على العراق، ذكر فيه بأن العراق برز كنقطة محورية لأزمة إقليمية متصاعدة، رغم عدم اتضاح الصورة لدى العراقيين خاصة  حجم التحديات التي يواجهونها اليوم وامتدادتها الإقليمية، معرباً عن اعتقاده بأن رئيس الحكومة يمضي بحذر شديد، وكأنه يسير في حقل ألغام نشط، فإدارته مثقلة بالضغوط الداخلية والتهديدات الأمنية والديناميكيات الإقليمية في حين تكافح أيضا المطالب الأجنبية.

الدور الإقليمي لبغداد

وتنقل المجلة عن مصدر حكومي قوله بأن العراق يشترك في مخاوفه المتزايدة مع جيرانه العرب من أن يكون الحلقة القادمة في سلسلة زعزعة الاستقرار الإقليمي، خاصة بعد إن بدت واضحة أهداف الهجمات على غزة ولبنان والمتمثلة بكونها جزءًا من استراتيجية غربية واسعة لإعادة تشكيل توازن القوى في غرب آسيا.

وتدفع هذه المخاوف بغداد – حسب المقال – إلى تحشيد عسكري ويقظة على طول الحدود مع سوريا، ومراقبة دقيقة لحشد القوات التركية في منطقة سروج بالقرب من كوباني، ولتوغل القوات الإسرائيلية في الجنوب السوري. كما نقلت المجلة عن خبراء توقعهم أن تقبل بغداد بتمديد فترة بقاء قوات التحالف الدولي في العراق، بل وحتى السماح للأميركيين برفع عددهم لتحسين مراقبة الحدود، لاسيما بعد أن تسربت أنباء عن زيادة هذا العدد في سوريا من 900 إلى 2000 شخص.

وخلص المقال للإستنتاج بأن بغداد لا تريد بسياستها حماية العراق من الفوضى التي تجتاح جيرانه فحسب، بل وأيضًا ترسيخه كقوة استقرار في منطقة مضطربة على نحو متزايد، وهو ما يتطلب الدبلوماسية والقيادة المرنة، فضلاً عن الدفاع الدؤوب عن سيادة العراق ضد الضغوط الجيوسياسية المستمرة.

عرض مقالات: