أكد التيار الديمقراطي العراقي أن التغيير الحقيقي يأتي عبر إرادة شعبية لا تُفرض من أجندات خارجية. وذكر المكتب التنفيذي للتيار في بيان حصلت عليه "طريق الشعب"، أن "المكتب عقد صباح اليوم اجتماعه الدوري، حيث ناقش جدول أعمال التحديات السياسية والتنظيمية والانتخابية"، مستعرضاً "أبرز التطورات والمستجدات على الساحتين الوطنية والإقليمية، واتخذ عددًا من القرارات والتوصيات المهمة".
أكد الاجتماع أن "التحركات السياسية جاءت نتيجة إدراك الجميع للمرحلة الحرجة التي يمر بها العراق والمنطقة، في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعيد تشكيل ملامح الشرق الأوسط".
وأضاف أن "التغيير في سوريا، والذي جاء في خضم المشروع الأمريكي الصهيوني مستغلاً جرائم وفشل الأنظمة القمعية والدكتاتورية، يجب أن يكون درساً للمنظومات الحاكمة التي تهمش عمقها الاجتماعي وتقصيه في صناعة القرار، كما يجب أن يكون حافزاً للقوى الوطنية للإصرار على التغيير من الداخل، بعيدًا عن أي تدخل خارجي".
وجدد المكتب التنفيذي موقف التيار الديمقراطي الثابت بـ"رفض أي إشارة أو دعوة من قريب أو بعيد لإمكانية التعويل على الخارج"، مشددًا على أن "التيار الديمقراطي يؤمن بأن التغيير الحقيقي ينطلق من إرادة الشعب الحرة".
كما بين أن "التيار الديمقراطي والمخلصون من أبنائه يمتلكون كل المقومات لتحقيق ذلك"، مشددا على أن "التغيير الحقيقي إرادة شعبية لا تُفرض من الخارج".
كما شدد على "ضرورة معالجة أوضاع أبنائنا من المتطوعين في الحشد الشعبي ضمن وتحت إمرة المؤسسة العسكرية العراقية قولاً وفعلاً بما يضمن حفظ حقوق المقاتلين والشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل الوطن، مع التمييز بوضوح بين هؤلاء وبين من يحاول استغلال تضحياتهم لمصالح شخصية أو مكاسب سياسية".
وأشار التيار إلى "أهمية حصر السلاح بيد الدولة، مع التأكيد على ضرورة حل جميع المليشيات أو أي قوة مسلحة تعمل خارج نطاق الدولة ومؤسساتها الرسمية"، مبيناً أن "وجود مثل هذه القوى يمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الدولة وأمن المواطن، ويقوض جهود بناء دولة القانون والمؤسسات".
ولفت إلى أن "تضارب التصريحات الصادرة عن منظومة السلطة يعكس حالة الإرباك وفقدان الخطاب الموحد كنتيجة طبيعية لنظام المحاصصة والفساد، الذي عاث بالبلد خراباً"، معربا عن "دعمه وتأييده للمواقف المتوازنة وتعزيز هذه السياسة بما يضمن تحقيق المصلحة الوطنية العليا".
وأثنى المجتمعون وفقا للبيان على "مشاركة التيار الديمقراطي في المؤتمر الخامس للمجلس العراقي للسلم والتضامن"، مشيدين بـ"أهمية تعزيز الحوارات مع القوى الوطنية والمدنية لتحقيق السلم الاجتماعي".
كما استعرض الاجتماع "تفاصيل زيارة وفد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي إلى حزب الوفاق الوطني العراقي ولقاء الدكتور إياد علاوي، رئيس حزب الوفاق الوطني، حيث أكّد الوفد خلال اللقاء أهمية تعزيز التعاون بين القوى الوطنية والمدنية"، مشيرًا إلى أن "الحوار المستمر بين هذه القوى يعدّ خطوة أساسية لتوحيد الصفوف ومواجهة التحديات الراهنة التي تهدد استقرار البلاد ومستقبلها".
وبين أن "هذه الزيارة تأتي في إطار استراتيجية التيار الديمقراطي العراقي لتعزيز التنسيق والتعاون مع جميع الأطراف السياسية الوطنية التي تؤمن بأهمية بناء دولة مدنية قائمة على العدالة والمساواة وسيادة القانون".
وأكد البيان أن "التيار الديمقراطي سيواصل الحوار مع كل القوى الوطنية المخلصة للوطن، واضعين مصلحة العراق وشعبه فوق كل الاعتبارات الحزبية والشخصية".
كما ناقش الاجتماع تطورات تشكيل اللجان الانتخابية في المحافظات، واستعرض اللقاءات التي أجريت مع اللجان التنظيمية في عدد من المحافظات، مشدداً على "أهمية تشكيل لجان انتخابية قوية تضم الكفاءات والخبرات القادرة على الاستعداد الجيد للانتخابات القادمة، بما يضمن انعكاس برنامج التيار الديمقراطي وأهدافه على أرض الواقع".
ودعا إلى "ضرورة تعزيز العمل الانتخابي والتنظيمي منذ الآن، لضمان جاهزية التيار الديمقراطي لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بثقة وكفاءة، وتحقيق تطلعات الشعب العراقي نحو دولة مدنية وديمقراطية".
وأكد على "أهمية تكثيف العمل الميداني لكل التنسيقيات في مختلف المحافظات، والنزول إلى الجماهير من الآن، لتعزيز التواصل المباشر ونقل رسالة التيار وأهدافه". كما دعا الاجتماع إلى "تكثيف الجهود لحث المواطنين، وخاصة الشباب، على تحديث بطاقاتهم الانتخابية والمشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة، باعتبارها فرصة حقيقية للتغيير والإصلاح". وشدد البيان على أن "العمل الميداني المستمر يعدّ عنصرًا أساسيًا في نجاح التيار الديمقراطي في تحقيق رؤيته وبناء دولة المواطنة والعدالة".
وأكد على "أهمية الاستمرار في العمل الجاد لتحقيق الأهداف الوطنية للتيار الديمقراطي، وتجسيد رؤيته الإصلاحية على أرض الواقع".
كما ناقش المكتب تقارير اللجان المختلفة واستعرض الجهود المبذولة في تعزيز التنظيم والتواصل، وأهمية تعزيز الخطاب الإعلامي والتعريف ببرامج التيار وأهدافه، مشدداً على أهمية تعزيز دور المرأة في العمل السياسي والتنظيمي.