اخر الاخبار

العراق وإدارة ترامب

كتب محمد صخري مقالاً لموقع (مركز السياسات العالمية) الأمريكي حول المواقف المتوقع أن تتخذها إدارة الرئيس ترامب تجاه العراق، ذكر فيه بأن واشنطن وافقت، استجابة لمطالب بغداد، على الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية، بسبب تضاؤل مخاطر داعش وتحسن قدرة القوات العراقية على معالجة التحديات الأمنية بشكل مستقل.

تداعيات حرب غزة

الاّ إن تطور الأحداث في حرب غزة وما رافقها من تصاعد خطاب مناهض لأمريكا وهجمات على قواتها المتواجدة في العراق، احتجاجاً على دعم واشنطن المطلق للكيان الإسرائيلي، قد يجعل القوات الأمريكية في خطر مستمر، لاسيما إذا ما قرر ترامب استخدام القواعد في استهداف معارضيه في البلاد أو خارجها.

الأهداف الأمريكية

وعدّد المقال الأهداف التي تعتقد واشنطن بأن تحقيقها يستدعي وجوداً أمريكياً على الأراضي العراقية، كالحاجة لمراقبة وتعطيل طرق إمداد سوريا بالأفراد والأسلحة، ولموازنة النفوذ الروسي هناك من خلال عمليات الاستطلاع والمراقبة، ولمنع تعرض العراق لتمرد داعشي جديد، حيث مازال التنظيم الإرهابي يحتفظ بحوالي 10000 مقاتل ويحاول استغلال عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي للقيام ببعض العمليات ولتغذية الفتنة الطائفية. كما تسعى واشنطن أيضاً للحد من استخدام اتفاقية مبادلة الغاز بالنفط الأسود غطاءً لتصدير النفط الإيراني رغم العقوبات، والاستفادة من حركة التبادل على الحدود غير الخاضعة لسيطرة بغداد.

واعتبر المقال مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في العراق هدفاً للأمريكان، مذ أصبحت الصين موردًا مهمًا للأسلحة (بلغت قيمتها 1.2 مليار دولار) وبنظام يخلو من أجندات سياسية، ومذ صارت الصين أقوى منافس اقتصادي للولايات المتحدة في القطاع النفطي، حيث حلت شركة البترول الوطنية الصينية في أوائل هذا العام محل شركة إكسون موبيل باعتبارها المقاول الرئيسي لحقل غرب القرنة 1.

تحديات كبيرة

وذّكر المقال بان الوجود العسكري الأمريكي في العراق، والذي يشمل إضافة إلى قاعدة عين الأسد، قاعدة القيارة الجوية ومطار ألتون كوبري وأربع قواعد أخرى في سنجار وأتروش وحلبجة وقاعدتين في محافظة الأنبار، يواجه تحديات محلية وإقليمية، يمكن تلخيصها بالعلاقة التحالفية بين جزء رئيسي من الحكومة مع إيران، ومخاطر جرّ العراق إلى مواجهات مباشرة مع الكيان الإسرائيلي، وعدم الاستقرار في المشهد السياسي المحلي بسبب التنافسات بين الأحزاب السياسية وإمكانية اندلاع مفاجيء لحراك شعبي معارض، وعدم استقرار العلاقة بين يغداد وأربيل، ووجود السلاح خارج نطاق الدولة، فإضافة لسلاح الفصائل المعروفة تشير التقديرات إلى أن المدنيين يمتلكون ما بين 7.5 و10 ملايين قطعة سلاح، بعضها ثقيل، وأخيراً تدهور الاقتصاد وارتفاع تكاليف السلع والخدمات وانخفاض الأجور والقدرة الشرائية للمواطنين، والجباية غير الحكومية للضرائب وللكمارك والتي تبلغ ما لايقل عن 20 مليار دولار سنوياً.

سيناريوهات ترامب

وقبل معالجة السيناريوهات المحتملة للتدخل الأمريكي في عهد ترامب، نبه المقال القاريء إلى افتقار الرئيس الجديد وطاقمه إلى استراتيجية يمكن التنبؤ بها مشيراً إلى مواقفه المتناقضة طيلة ولايته الأولى، وخاصة ما يتعلق بالشرق الأوسط، حيث أعلن أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على البقاء شرطياً للعالم، في وقت انتقد فيه قرار البرلمان العراقي بطرد القوات الأجنبية من البلاد وهدد حتى بفرض عقوبات.

وأضاف الكاتب بأن اختيارات دونالد ترامب الأخيرة لإدارته تشير إلى سياسة متشددة تجاه المنطقة ودعماً غير محدود لتل أبيب، مع العودة إلى حملة "الضغط الأقصى" من العقوبات ضد إيران، ولهذا فمن المتوقع أن يركز ترامب على الأهمية الاستراتيجية للعراق والتي ينبغي أن يتم ضمانها في ظل بقاء تأثير طهران على المشهد ضعيفاً. غير أن هناك من لا يتفق مع هذا الرأي لأنه يرى في ترامب براغماتياً يحدد الخطورة على أساس الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، فالعلاقة آمنة إذا كان هناك فائض في الميزان وخطرة عند وجود عجز فيه.

وخلص الكاتب إلى القول بأن واشنطن ستحافظ على وجودها العسكري في العراق أو ربما تزيده طالما كانت الإدارة الجديدة معادية لإيران. ولهذا فقد يعدل البيت الأبيض عن الانسحاب الكامل بحلول عام 2026، ويركز بدلاً من ذلك على تعزيز المصالح الاستراتيجية الأميركية أو ربما فرض عقوبات جديدة على العراق وتحويل البلد لساحة تصفية الحسابات بين واشنطن وطهران.