التغيير في سوريا ماذا يعني للعراق؟
كتبت المحللة الإستراتيجية مايا كارلين مقالاً لمركز المصلحة الوطنية الأمريكي حول التطورات الأخيرة في سوريا، أشارت فيه إلى أن الانهيار الدراماتيكي لنظام عائلة الأسد في سوريا، والذي استمر لأكثر من خمسة عقود، وحظي بدعم من إيران وروسيا، ووجهت له اتهامات خطيرة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، سيرسل موجات صدمة عبر الدول المجاورة.
التأثيرات على دول الجوار
وأكدت الكاتبة على أن العراق ربما يكون من أبرز تلك الدول، وكذلك طهران التي تتمتع بنفوذ كبير بات يغطي جميع قطاعات المجتمع تقريباً، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وذلك منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003.
وأشار المقال إلى أن الدولة الفيدرالية التي بُنيت بعد هذا السقوط ما تزال ضعيفة ومحتكرة من قبل أقلية متنفذة، ولا تتمتع باستقرار اقتصادي، مما يجعلها هشة بدرجة ما في مواجهة هذه المتغيرات، على حد تعبير الكاتبة، التي اعتمدت على تصريح لمتحدث باسم الحكومة العراقية أكد فيه ارتباط ما يحدث في سوريا بشكل مباشر بالأمن الوطني العراقي، وبالتالي عدم قدرة العراق على البقاء بعيدًا عن فهم التطورات ودراسة مدى تأثيرها عليه الآن وفي المستقبل.
مخاطر الإرهاب
ورجعت الكاتبة في مقالها إلى ما يزيد على عقد من الزمان، حين كانت هيئة تحرير الشام، التي تستعد لتشكيل حكومة سورية جديدة اليوم، مصّنفة منظمة ارهابية وجزءاً من تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن زعيمها الجولاني، كان قد رفض دمجها مع داعش فيما بعد، وسعى للتخلص من هذه التهمة بالتصريح بأنه لا يملك تطلعات للتمدد خارج حدود سوريا. وأضافت بأن الوقت وحده هو الذي سيخبرنا ما إذا كانت الهيئة تشكل تهديدًا مباشرًا للحكومة العراقية أم لا.
وأعربت الكاتبة عن تصورها بأن على العراق أن يتعامل مع الكثير من الأمور المعقدة في الأيام القادمة، في ظل تراجع نفوذ طهران في الشرق الأوسط ووجود نظام جديد على حدوده الغربية، وهو ما بدا جلياً برأيها في تصريح المتحدث باسم الحكومة من "إن العراق يرفض تعريض الشعب السوري لمزيد من المعاناة والألم بعد هذه السنوات الطويلة من المحنة والشتات. ويحذر بجدية من العبث بالأقليات الوطنية والدينية أو محاولة إثارة الانقسامات في النسيج الاجتماعي السوري وتأثيراتها على الجوار".
"جهادي" مخضرم
ولصحيفة لوموند الفرنسية، كتب بنيامين بارثي مقالاً ذكر فيه بأنه وبعد ساعات قليلة من تسلل المتمردين إلى دمشق، دخل زعيم هيئة تحرير الشام، القوة الدافعة وراء الهجوم الذي أنهى حكم بشار الأسد في نهاية المطاف، إلى العاصمة السورية، مرتديًا قميصًا وبنطالًا كاكي اللون، وألقى خطابًا يحتفل فيه "بالنصر للأمة الإسلامية، والسجناء، والمعذبين، والذين عانوا من الظلم" على حد تعبيره. وأكدت الصحيفة على أن هذا الرجل الأربعيني، الذي يعرف الناس كم كانت قدماه مثبتتان في الشبكات الإرهابية رغم ادعائه بقطع الصلة بها، يحمل الآن مفاتيح حقبة ما بعد الأسد، أو على الأقل جزءا كبيرا منها، وباتت لرؤاه قيمة ما لدى العواصم الغربية وجيرانه العرب، والعراقيين منهم بشكل خاص.
مخاوف مشروعة
وحول احتفال العراق بالذكرى السابعة لانتصاره على داعش، كتب سنان محمود تقريراً لصحيفة "ذي ناشيونال" الإنكليزية أشار فيه إلى أن المخاوف من عودة محتملة للجماعة المتطرفة وانتشار العنف الطائفي، بسبب عدم الاستقرار في سوريا المجاورة، قد طغت على هذا اليوم الذي يرمز إلى الأمل، رغم انتشار آلاف الجنود على الحدود الغربية والثقة التي تحدث بها رئيس الحكومة وأكد فيها على أن من ينتظرون الفرصة لبث الحياة في من تبقى من داعش لا يخدعون الاّ أنفسهم.
وأشار المقال إلى أن شكوك بغداد من نوايا "النظام الجديد" في دمشق، لقيت صداها في واشنطن التي أعربت عن نفس المخاوف، مؤكدة على التزامها بالتصدي لأي تهديد للجوار السوري، وهو ما نفذته عملياً في شن عشرات الهجمات الواسعة ضد فلول داعش في سوريا، خاصة بعد أن كشفت الأنباء عن مساعي التنظيم الإرهابي استغلال هذه الفترة لإعادة تأسيس قدراته، وإنشاء ملاذات آمنة.
تصريح مثير للقلق
من جانبها نقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن أمين مجلس التنسيق الأعلى لرؤساء السلطات الثلاث تحذيراً من إمكانية مهاجمة العراق من قبل 11 ألف عنصر من تنظيم داعش يتدربون في "معسكر أمريكي" شمال سوريا، وإنهم قد يهاجمون الموصل أو تكريت خلال الأشهر المقبلة، دون أن يتم تأكيد الخبر من مصادر أخرى.