برغم تحذيرات جيش الاحتلال الصهيوني، عاد الكثير من النازحين اللبنانيين، منذ فجر الاربعاء، الى مناطق سكناهم فور سريان اتفاق إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، والذي أعلنه الرئيس الامريكي جو بايدن، فيما لا تزال الشكوك حول احتمالية صمود الاتفاق الذي حدد بـ60 يوما، في ظل انتقادات واسعة من الصهاينة. كذلك رفض سكان المستوطنات الشمالية العودة الى منازلهم.
الموقف اللبناني
وقال الجيش اللبناني، إنه يستعد للانتشار في جنوب لبنان، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار. فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن لبنان بدأ أمس مرحلة تعزيز حضور الجيش في الجنوب، وأن بلاده ستبدأ مسيرة إعادة الإعمار.
وأضاف، أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بتحقيق الاستقرار على الخط الأزرق وتطبيق القرار 1701، مشددا على أن هناك مسؤولية كبرى على الجميع.
كما طالب ميقاتي إسرائيل بالانسحاب من كل المناطق التي دخلتها، والالتزام بكل بنود وقف النار.
فيما قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في كلمة له: "نطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان، هددت شعبه وتاريخه".
وأضاف، أن لبنان وشعبه في أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب، مطالبا بالإسراع في انتخاب رئيس جمهورية.
ترحيب رسمي عراقي
ورحّب رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، بقرار وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني.
وكتب المشهداني في منصّة "إكس": "نأمل ان تثمر الجهود الدولية إيقاف الحرب في عموم فلسطين المحتلة وقطاع غزة بشكل خاص، وان يعمّ السلام المنطقة، وأن يحاكم مجرمو الحرب وفق قرار المحكمة الجنائية الدولية".
ورحّبت وزارة الخارجية بالإعلان، وقالت في بيان لها: "نأمل أن يسهم هذا الاتفاق في وضع حد للعنف والدمار والمعاناة التي يواجهها الشعب اللبناني الشقيق"، مؤكدة أن "العراق يدعم بشكل مستمر حكومة لبنان وشعبه وحرصه على تعزيز الاستقرار في المنطقة".
وأشارت إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان تجنب تصعيد جديد وتأمين حياة كريمة للشعب اللبناني، فيما دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
تأثير إيجابي
وتحدّث مراقبون ومحللون سياسيون عن تأثير إعلان اتفاق إطلاق النار المؤقت، على وضع العراق وتهديدات الكيان الصهيوني له.
ورأى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، أن "اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني سيكون له تأثير إيجابي على المشهد السياسي والأمني في العراق"، موضحًا أن العراق يتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بمحيطه الإقليمي.
وقال أبو رغيف، إن "الحكومة العراقية بذلت جهودًا دبلوماسية كبيرة مع الجانب الأمريكي لثني الكيان الإسرائيلي عن توجيه أي ضربات للعراق، ونجحت إلى حد ما، رغم التوترات التي تجددت بسبب التصعيد في المنطقة".
وأضاف، أن "التهديدات الإسرائيلية للعراق ستتراجع مع هدوء الجبهة بين لبنان وفلسطين المحتلة"، مؤكدا أن "السياسة في الشرق الأوسط متغيرة، والدليل موافقة الكيان الصهيوني على شروط الهدنة".
وعن دور الحكومة العراقية بعد التوصل للهدنة، قال أبو رغيف: "الحكومة الآن أمام تحديين رئيسيين؛ الأول يتمثل في إقناع فصائل المقاومة بالالتزام بالهدنة وعدم استهداف الكيان. والثاني مواصلة الجهود الدبلوماسية مع الجانب الأمريكي لضمان استمرار الهدوء وتعزيز الاستقرار".
واختتم أبو رغيف تصريحه بالتأكيد على أن "الحكومة العراقية ستسعى لترسيخ منطق السلم كبديل للاستهداف، بما يعزز من استقرار العراق في ظل الهدوء الإقليمي الراهن".
بناء منظومة ردع دفاعية
من جانبه، أكد الخبير الامني عدنان الكناني اهمية تعزيز القدرات القتالية والدفاعية في آن واحد.
وقال الكناني في حديث لـ"طريق الشعب"، إن هناك ضرورة لبناء منظومة دفاع جوي لحماية المواقع الاستراتيجية، وتأسيس منظومة ردع دفاعية من صواريخ بالستية وطيران مسير، مردفاً أن تحقيق ذلك مرهون بتوفر إرادة وطنية حقيقية وجادة تخلق الفرص وتسعى لحماية وصيانة سيادة البلد.
واختتم الكناني بان "الكيان الصهيوني رضخ لهجمات المقاومة اللبنانية، وبالتالي لجأ الى المفاوضات للخروج من هذه الازمة"، مؤكدا أن "هناك محاولة للكيان بالانفراد في غزة التي ستواجه اياماً صعبة" على حد قوله.