اخر الاخبار

شهدت المراكز الصحيّة، مؤخرا، إقبالا ملحوظا على تلقي اللقاحات بعد حملة تضليل وتجاهل، واجهتها الحكومة بمناشدات مكثفة من طرف وزارة الصحة وجهات أخرى، وفيما أكدت الوزارة أن اللقاحات هذه أثبتت فاعليتها، ولم تسجل أية حالات مقلقة، أوضحت إمكانية دخول موجة رابعة يمكن أن تكون شديدة، وهذا ما يتطلب الاستمرار في اتخاذ التدابير الوقائية وزيادة نسبة الملقحين. 

  

قفزة نوعية 

وأعلنت وزارة الصحة، مؤخرا، تجاوز العراق ذروة الموجة الوبائية الثالثة من فيروس كورونا، وأكدت أن الإقبال على اللقاحات يشهد قفزة نوعية. 

وأوضح المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر في تصريح صحافي، طالعته “طريق الشعب”، أن “الإقبال على اللقاحات شهد قفزة نوعية، والوزارة تعمل على استغلال هذا الإقبال، لتلقيح اكبر نسبة من الشعب العراقي، كما أنها مستمرة بسياسة زيادة المنافذ ومضاعفة كميات اللقاح”.

وأضاف البدر أن “تلقي اللقاحات ساهم في وقاية الكثير. كما أن اللقاحات المعتمدة في العراق أثبتت علميا تحقيق مناعة فعلية تتجاوز 90 في المائة، والحالات النادرة التي حصلت لإصابة الملقحين كانت بسيطة ولم تتطلب الدخول إلى المستشفى”.

وبيّن البدر أن “العراق لا يزال في الموجة الثالثة، ونعتقد أننا تجاوزنا الذروة في الموجة، لكن لا بد من التأكيد على الحماية من موجات جديدة مستقبلا، وهذا يعتمد على الجدية في تطبيق الإجراءات الوقائية”، لافتا إلى أنه “لا يوجد ضمان أن تكون هناك موجة رابعة أو خامسة أو وجود تحورات جينية مستقبلا قد تكون اشد خطورة كما شهدنا مؤخرا”، داعيا إلى “التركيز على أساسيات الوقاية وهي ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وتلقي اللقاحات. علما أن هناك فرقا بشأن نسبة الحالات الموجبة من كورونا عن الأيام السابقة، فذلك يعد مؤشرا جيدا، ونأمل تجاوز الموجة الثالثة”.

وفي وقت متأخر من يوم أمس، كشف الموقف الوبائي اليومي للوزارة عن تصاعد ارقام الملقحين حيث بينت بحسب الأرقام تلقي قرابة 3.5 مليون مواطن اللقاحات ضمن المعدل التراكمي منذ انطلاقة حملات التطعيم ولغاية الان، فيما بينت الأرقام تصاعد نسب التلقيح اليومي في المحافظات بشكل افضل من الفترات السابقة.

 

أهمية الفرق الجوالة

ورصدت “طريق الشعب” عبر منصات التواصل الاجتماعي آراء كتبها ناشطون ومواطنون بشأن تزوير البعض لبطاقات اللقاح، خصوصا “في ظل أوضاع تشهد انفلاتا وعدم مسؤولية وفوضى كبيرة داخل المستشفيات”.

وتعقيبا على ذلك، قال الممرض الأقدم في وزارة الصحة، سلام الربيعي، إن ما يقال بهذا الشأن يحصل فعلا في بعض الأماكن، لكنه ليس كما يصور البعض لأن اجراءات اللقاح صارمة وهناك تدقيق شديد.

وأوضح الربيعي لـ”طريق الشعب” قائلا: “في بداية الأمر كانت هناك حالات لتزوير المسحات خصوصا من بعض الموظفين من أجل الحصول على الاجازات عند تقديم أوراق طبية تثبت اصاباتهم. ولكن الأمر أيضا لم يتجاوز الحد المعقول لأن الوزارة والجهات المعنية تابعت الأمر، وفرضت رقابة شديدة على مراكز الفحص وحددت عقوبات صارمة”، مضيفا “أما في ما يتعلق ببطاقات اللقاح فإن النسبة الأعظم منها دقيقة، واذا حصلت عمليات تلاعب هنا وهناك فهي لا تقدر بنسبة أمام الجهود الكبيرة التي توفرها الوزارة من اجل حصول المواطنين على جرع اللقاح”.

وعدّ الممرض “نسب التلقيح الحالية جيدة؛ فهناك تغيير واضح واستيعاب مجتمعي لضرورة تعاطي اللقاحات، لكن الأمر يتطلب المزيد من الجهود لتحصين أكبر عدد ممكن من المواطنين مع الاشارة الى أن عدد الملحقين الحالي لم يصل الى عدد موظفي الدولة، وهذا ما يجعل المهمة كبيرة. ولكن بشكل عام فمراكز التلقيح تشهد منذ اسابيع اقبالا جيدا نتمنى ان يستمر على نفس الوتيرة”.

ودعا الربيعي إلى ايجاد “فرق جوالة في المناطق السكنية لتحث المواطنين على التلقيح، خصوصا وأن الكثير منها لا يملك الوقت أو يتردد في الذهاب للمراكز الطبية، كما أن هذا الاسلوب اعتمدته دول عدة، ونجحت فيه بعدما وصلت فرق الصحة إلى البيوت السكنية”.

 

فترات جديدة لجرع اللقاح

وبعدما تزايدت أعداد الملقحين في الاسابيع الماضية، حددت وزارة الصحة الفترة الزمنية الفاصلة بين الجرعة الاولى والثانية للقاح فايزر بمدة أطول من المعتاد ووفق السياقات الطبية لغرض اعطاء أكبر عدد ممكن من المواطنين جرع اللقاح الأولى.

وذكرت الوزارة في كتاب طالعته “طريق الشعب”، أنه “استنادا لتعليمات منظمة الصحة العالمية وموافقة اللجنة الاستشارية العليا الخاصة بمرض كوفيد – 19 وللمساعدة في تغطية اكبر عدد ممكن من المستهدفين بالجرعة الاولى من لقاح فايزر وكما معمول به في اغلب دول العالم، تقرر ان تكون الفترة الزمنية الفاصلة بين جرعتي لقاح فايزر ثمانية اسابيع (56 يوما) بدلا من ثلاثة اسابيع واعتبارا من تاريخ 1/9/2021 على ان يتم الاستمرار بإعطاء الجرعة الثانية في موعدها المحدد سابقا للملقحين قبل هذا التاريخ”.