العلاقات العراقية الأمريكية في ظل إدارة ترامب
نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية مقالاً للكاتب توم اوكونور حول مستقبل العلاقات العراقية الأمريكية، تطرق فيه إلى أن مراكز القرار في المنطقة تترقب بحذر، الإعلان عن استراتيجية ترامب بعد عودته إلى منصبه، ومدى وفاء إدارته باتفاق سحب القوات العسكرية من العراق، خاصة بعد الإعلان عن نيته تقديم دعم قوي لإسرائيل وتشديد السياسة الصارمة ضد إيران.
هل سينسحبون؟
وبعد أن استعرضت المجلة تاريخ العلاقات بين بغداد وواشنطن منذ 2003 وحتى اتفاق الجانبين على إنهاء التواجد العسكري الأمريكي في العراق في غضون عامين، أشارت إلى أن الغموض الحالي في العلاقة قد وضع حكومة بغداد في مأزق، جراء سعيها إلى تحقيق التوازن بين المطالب الداخلية بانسحاب الولايات المتحدة، والآمال في توسيع العلاقات مع واشنطن، وعدم التورط بشكل أكبر في الصراع الإقليمي، وهو مأزق حاول المتحدث باسم الخارجية الأمريكية التقليل من أهميته حين أكد على الثقة بتطبيق الإعلان العراقي الأمريكي الخاص بإنهاء المهمة العسكرية للتحالف العالمي لمحاربة داعش في العراق.
أعدقاء
ولمعهد ابحاث السياسات الخارجية، كتب محمد الصالح مقالاً حول سياسات إدارة ترامب في الشرق الأوسط، أشار فيه إلى أنه ورغم اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعتها بغداد مع واشنطن في عام 2008 فإن العلاقة بين البلدين بقيت غير مستقرة، إلى الحد الذي لا يمكن فيه اعتبار البلدين حليفين حقيقيين ولا عدويين.
وتناول الكاتب بالتحليل الاتفاق العراقي الأمريكي بصدد انسحاب القوات الأميركية بحلول نهاية عام 2026، والذي لم تتم المصادقة النهائية عليه من قبل واشنطن، متوقعاً أن تجد إدارة ترامب القادمة في تنفيذ الاتفاق، سواء قبل الأوان أو وفقا للخطة المقررة، أمراً مغرياً، الاّ إذا ما خلق مسار الأحداث الإقليمية وسلوك بغداد في سياق الصراع الإقليمي الجاري ظروفاً مختلفة، يتقرر معها إبقاء القوات في العراق.
ضغوط متوقعة
وعلى عكس إدارة بايدن التي منعت إسرائيل من إضافة العراق إلى قائمة أهدافها، توقع الصالح حدوث تغيير في السياسة، يؤدي إلى فرض عقوبات على العراق وعدم السماح له بشراء الغاز الطبيعي الإيراني لمحطات الطاقة الخاصة به، وربما تعريضه لأعمال عسكرية إسرائيلية. ورأى بأن أقل السياسات الأمريكية تسامحاً ستشمل الاستفادة من التوترات الإقليمية الحالية للضغط على الحكومة العراقية لتنفيذ إصلاحات ذات مغزى في قطاع الأمن وحصر السلاح بيد الدولة، والإبقاء على وجود عسكري طويل الأمد في كردستان.
غموض وتناقضات
ولموقع ملتقى الشرق الأوسط، كتب إريك نافارو مقالاً ناقش فيه مستقبل الاتفاق بين بغداد وواشنطن حول سحب قوات الأخيرة من العراق، بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، فأشار إلى أن السياسة القادمة للبيت الأبيض في الشرق الأوسط والتي ستكون بعيدة عن استرضاء إيران وشيطنة السعودية، وتعتمد علاقات وثيقة مع نتنياهو ومحمد بن سلمان، لا تبدو واضحة المعالم فيما يتعلق بالعراق حتى الآن.
وتوقع الكاتب أن تحاول إدارة ترامب الاستفادة من دروس الانسحابات السابقة وما سببتها من تكاليف باهضة، ومن عمى استخباراتي، مما سيجعل تنفيذ اتفاق الانسحاب من العراق أمراً مشكوكاً به.
وأضاف الكاتب إلى إنه ورغم الانتقادات الحادة لخطيئة الوجود الأميركي في العراق، والذي لم يخدم خطط المستثمرين الأمريكان في هذا البلد، فإن إدارة ترامب قد تحافظ على الوجود في نقاط رئيسية مثل قاعدة الأسد الجوية، لتحقيق نتائج استراتيجية وعملياتية تعزز المصالح الوطنية الأميركية وتجنب الولايات المتحدة خلق فراغ قد تملأه الصين أو روسيا أو إيران، على حد زعمه. كما يوفر هذا الوجود القدرة لواشنطن على فرض قوتها في المنطقة من خلال الوسائل العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية والمعلوماتية، ويوفر مراكز لوجستية وتخطيطية لإطلاق عمليات عسكرية ويساعد في ممارسة نفوذ على الحكومة والشعب العراقيين بمرور الوقت، لجر العراق لجبهة حلفاء الغرب في قلب الشرق الأوسط.