اخر الاخبار

تصاعدت موجة الاحتجاجات الشعبية في عدد من المحافظات، على خلفية قيام القوات الامنية باعتقال عدد من الناشطين في الحراك الاحتجاجي في محافظة ذي قار.

وفيما وثقت مفوضية حقوق الانسان حدوث انتهاكات وجرائم، دعت رئيس الحكومة الى تولي ادارة الملف الامني بشكل مباشر من قبله.

وحمّل المتظاهرون، الحكومة والقوى المتنفذة مسؤولية توتر الاوضاع في المحافظة، مطالبين بالكف عن هذه الممارسات القمعية.

 حملات اعتقال

وتواصلت حملات الاعتقال من قبل القوات الامنية ضد عدد من الناشطين في الحراك الاحتجاجي خلال الفترة المنصرمة، كان اخرها يوم الخميس الماضي، والذي أسفر عن اعتقال عدد من الناشطين، من بينهم الناشط إحسان الهلالي.

ولم تعلق الحكومة حتى ساعة كتابة هذا التقرير على القمع الذي مورس ضد المتظاهرين في الناصرية، فضلا عن عدم كشفها أسباب ومبررات حملة الاعتقالات التي تطال متظاهرين في المحافظة، منذ رفع خيم الاعتصام في ساحة الحبوبي قبل شهر من الان.

 توثيق الانتهاكات

ودعت مفوضية حقوق الانسان، يوم السبت، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لإدارة الملف الامني في محافظة ذي قار، نتيجة لما شهدته المحافظة من انتكاسات وانتهاكات وعودة مسلسل الاغتيالات والخطف وتقييد الحريات في الآونة الاخيرة.

وقالت المفوضية في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، انه “في الوقت الذي تؤكد فيه المفوضية على حق المواطن بحرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي والامن والامان، فأنها تدعو كافة الاطراف الى التهدئة وضبط النفس وتغليب لغة الحوار، بدلا من لغة العنف والعمل معا للحفاظ على امن المحافظة وحقوق ابنائها”.

ووثق البيان، “حصول حالات اغتيالات واختطاف وحصول صدامات بين المتظاهرين والقوات الامنية؛ حيث استخدمت فيها القوات الامنية الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي. كما استخدم المتظاهرون الحجارة ضد القوات الامنية، فقد بلغ عدد الاصابات 43 من المتظاهرين والقوات الامنية، واغتيال اثنين، تلتها حملة اعتقالات قامت بها القوات الامنية ضد ناشطين ومتظاهرين، طالت 30 متظاهرا بينهم صحفي”.

احتجاج غاضب

وعلى خلفية هذه الاحداث، تظاهر المئات من المحتجين في اماكن متفرقة من المحافظة، معبرين عن غضبهم بقطع عدد من الشوارع الرئيسة، بسبب استمرار عمليات الاعتقال والترهيب للمحتجين.

وقال الناشط المدني حسين علي، إن “المئات من المحتجين حاولوا الوصول الى ساحة الحبوبي تلبية لدعوة اطلقها ناشطون للاحتجاج على تكرر عمليات الاعتقال، لكن القوات الامنية منعتهم من الوصول للساحة، وقابلتهم بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في محاولة لتفريقهم”.

وأضاف أن “الاحتجاجات امتدت لتشمل مناطق عديدة وسط مدينة الناصرية وقطع عدد من الشوارع منها النيل وابراهيم الخليل وطريق المرور السريع والجسور في المحافظة”.

وزاد ان “المحتجين تمكنوا من الدخول الى ساحة الحبوبي عصر يوم السبت بعد صدامات استمرت منذ ليل الخميس”، متابعا ان “القوات الامنية تواصل حملاتها لاعتقال الناشطين عبر اصدار مذكرات القاء قبض بتهم كيدية”، مطالبا بـ”الكف عن هذه التصرفات ورفع يد المليشيات والمتنفذين عن القضاء والقوات الامنية من اجل عودة الهدوء للمحافظة”.

وفي تطور لاحق، افرجت قوات الامن عن 13 ناشطا مدنيا تم اعتقالهم أثناء تلك الاحداث، متعهدة بالإفراج عن البقية اليوم الاثنين.

ويتساءل الناشط المدني ميثم صادق في حديث لـ”طريق الشعب”، عن “سبب اعتقال المتظاهرين وملاحقتهم، ومن ثم الافراج عنهم، ومن المستفيد من تأجيج الاوضاع في المحافظة؟”، مطالبا بـ”محاسبة المسؤولين عن هكذا تصرفات”.

وبُعيد الافراج عن الناشط احسان الهلالي، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يشكر فيه الهلالي المحتجين، فيما دعاهم الى التهدئة والانسحاب وعدم قطع الشوارع.

وحتى الان تبدو الصورة في ساحة الحبوبي، غير واضحة؛ حيث استمرت حالات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الامن، فيما تناقلت وسائل الاعلام خبرا عن استشهاد جندي برصاص عشوائي.

عرض مقالات: