في أجواء غير عادية، حضورا وطقسا، احتضنت حدائق أبو نؤاس مهرجان "طريق الشعب" بنسخته التاسعة، يوم السبت 9 تشرين الأول 2024، بعد تأجيل موعده من اول الشهر بسبب رداءة الطقس والامطار الغزيرة التي هطلت على البلاد، ليأتي الموعد الجديد بمكافأة للمنظمين والمشاركين والجمهور الحاشد الذي تفاعل مع فعاليات المهرجان، وعاش أجواء عالم الصحافة والنقاشات والفنون الابداعية المتنوعة.
وشهد المهرجان فعاليات تضامنية واسعة مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.
كلمة وافتتاح وقص الشريط
وكان الحضور على موعد مع افتتاح فعاليات المهرجان وقص الشريط في ظل علمي فلسطين ولبنان بجانب العلم العراقي، إيذانا ببدء الفعاليات؛ ففي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم البهيج، حيث ارتجل رئيس تحرير جريدة "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري، كلمة افتتاح فعاليات مهرجان "طريق الشعب" التاسع، مرحبا بالحاضرين الذين جاءوا في الموعد السابق أيضا في 1 تشرين الثاني، لكن الامطار التي نفرح بها عادة فرضت تأجيل الفعالية الى الموعد الجديد.
ورحّب الرفيق الجزائري بالصحف المشاركة التي تعرض نتاجاتها من كتابات وصحف ومجلات. كذلك بحضور شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية، الى المهرجان، مشيرا الى أن الفعاليات المتنوعة التي يحتضنها المهرجان، من ندوات ومساهمات مختلفة، كان قد تم الاعداد لها من خلال برنامج يقدم على المسرحين الرئيسي والثانوي. وفيه العديد من الفقرات الشعرية والغنائية ولقاءات وندوات مصغرة. وسعينا الى ان يكون هناك حضور لكل ما هو ضروري بالنسبة للمشاركين وزوار المهرجان، من أماكن استراحة وتقديم وجبات طعام.
ثم تقدم الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الى قص شريط الافتتاح، ويدعو الحاضرين الى جولة لمشاهدة المشاركات التي احتضنتها الخيام الممتدة والموزعة على جانبي الحدائق الواسعة.
ندوات "مميزة"
وبعد ساعة من الافتتاح بدأ زخم الحضور يتصاعد، وشهدت خيام المشاركات جلسات وفعاليات مختلفة، حيث الأغاني الوطنية والاهازيج والقصائد المعبرة، فيما بدأت خيمة الندوات بالاستعداد لاحتضان أولى الندوات، وكانت مخصصة لشخصية المهرجان الصحفي والكاتب الراحل إبراهيم الحريري، والتي ادارتها الكاتبة منى سعيد، وتحدث فيها الأساتذة مفيد الجزائري وفاضل ثامر وعبد المنعم الاعسم.
وقال الرفيق مفيد الجزائري في الندوة، انه "الى الان تراودني لحظات، صحيح انها متباعدة، أقول فيها مع نفسي متى يعود "أبو فادي" من كندا؟ فليس من عاداته ان يتأخر، ثم تستيقظ الذاكرة وادرك اننا فقدناه منذ قرابة 20 شهرا، وبدل ان يعود هو جاء الخبر الحزين برحيله".
الموعد الذي جددته الأمطار أزهر ألِقاً أنيقاً
وتحدث الجزائري عن مسيرة الراحل وجوانبها المضيئة، صحفيا وكاتبا وانسانا، والتي حفلت بالكثير من صور التضحية والوفاء والعطاء، والكثير من الوقائع الصعبة والقاسية التي عاشها الراحل إبراهيم الحريري، وهي لم تكن مسيرته وحده، انما مسيرة الكثير من المناضلين الذين عاشوا فترات الكفاح الوطني.
في الاثناء تحدث الناقد فاضل ثامر عن الجانب الادبي من حياة الراحل إبراهيم الحريري، مبينا ان هذا الفتى الشاب الشيوعي بدأ حياته مبكرا واستطاع ان يؤكد شخصيته الصحفية، لكن الجانب الادبي من تجربته بقي في منطقة الظل، ونحن في النقد العراقي نتحمل المسؤولية كوننا لم نحاول تسليط الضوء على تجربته القصصية الغنية.
بدوره، قال الكاتب والصحفي عبد المنعم الاعسم، ان هناك عالما عظيما ومعجزة تضاف الى اسم إبراهيم الحريري، وهو ان هذا الكاتب لم يبلغ الصف السادس الابتدائي في تعليمه، لكنهكتب وشغل الفضاء الثقافي والصحفي.
الندوة الثانية، والمخصصة للحديث عن “قانون حق الحصول عن المعلومة” ضيّفت الصحفي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ياسر السالم وعضو جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق المحامي ساطع عمار، وأدارها الصحفي بسام عبد الرزاق. وجرى فيها استعراض التحديات التي تواجه التشريع الذي ارسلته الحكومة الى البرلمان، وما يحتويه من إشكالات جوهرية في صياغاته، وامتعاض الوسط الصحفي والأكاديمي من مضامينه، التي تتجه نحو تقييد الوصول الى المعلومة، لا الحصول عليها.
الندوة الرئيسة
كان مسك ختام الندوات، الندوة الرئيسة للفعالية، والتي اصبحت عرفا مستمرا في مهرجان “طريق الشعب” وتحدث فيها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، الذي حاوره فيها على مدى ساعة ونصف الساعة، الإعلامي صالح الحمداني، عن مجمل التطورات السياسية في العراق والمنطقة، والتحديات الكبيرة التي فرضتها الأوضاع والحرب التي تتسع رقعتها الجغرافية ومخاطر وصولها الى العراق، فضلا عن الأوضاع الداخلية للحزب والموقف من المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقضايا مختلفة.
المسرح الصغير
واحتضن المسرح الصغير ضمن فعاليات المهرجان، العديد من الفقرات المتنوعة بضمنها فقرة غنائية قدمها الفنان علي حافظ على آلة العود، وقراءات شعرية للشعراء “فلاح نوري، حيدر جليل، ميثم الطفيلي وحيدر الميالي”، فضلا عن ندوة قدمها عضو المكتب السياسي للحزب حسين النجار عن انتفاضة تشرين، فيما اختتمت فعاليات المسرح بتقديم بفقرة رياضية لفريق MMA للفنون القتالية.
شعر وأوبريت
وتوجت فعاليات المهرجان بانطلاق الاحتفال الرئيس، الخطابي والشعري والفني، والذي انطلق بالوقوف دقيقة صمت، استذكارا وتقديرا لشهداء الصحافة والوطن، ثم القى الرفيق حسين النجار كلمة الحزب الشيوعي العراقي في المناسبة، بعدها بدأت فعاليات تكريم الفائزين بجوائز المهرجان، وتوزعت على الشكل الاتي:
جائزة الشهيد كامل شياع للتنوير نالها الكاتب والشاعر الدكتور حميد الخاقاني.
جائزة الشهيد هادي المهدي لحرية الرأي والتعبير فاز بها الباحث والكاتب الدكتور حيدر سعيد.
جائزة شمران الياسري للعمود الصحفي حصلت عليها الكاتبة منى سعيد.
وتناوب على تقديم الجوائز الرفاق رائد فهمي وبسام محي ومفيد الجزائري. فيما حظي المحتفى بهم بشهادات ألقيت بحقهم اثناء فعالية التكريم.
ومن بعدها بدأت الفقرات الشعرية، اذ ألقى الشاعر الكربلائي المتميز د. عمار المسعودي قصيدة فصحى بالمناسبة، أعقبه الشاعر الشعبي طارق حسين الذي قدم قصيدتين وجاء بعد ذلك الحفل الفني الذي احياه نجم (ذا فويس) الفنان نزار كاظم وفرقة ينابيع، إضافة الى فرقة جمعية الموسيقيين العراقيين التي قدمت أوبريت “لا للظلم .. نعم للحرية”.
هذا وتضمنت باقة المشاركين في فعاليات مهرجان “طريق الشعب” التاسع، العديد من الصحف والمجلات ودور النشر والمنظمات، ابرزها مجلة الثقافة الجديدة ـ مجلة البارالمبية ـ جرائد: الحقيقة ـ الصباح ـ البينة الجديدة ـ الدستور ـ التآخي ـ المدى ـ الزمان ـ دار الثقافة والنشر الكردية - دار الشؤون الثقافية العامة ـ دار ثقافة الأطفال ـ المأمون ـ الرواد ـ التيار الديمقراطي ـ مؤسسة مسارات ـ تحالف المادة 188 ـ رابطة الأنصار الشيوعيين ـ رابطة المرأة العراقية ـ منظمة النجدة الشعبية ـ اتحاد الشبيبة الديمقراطي واتحاد شبيبة كردستان وعدد كبير من منظمات الحزب في بغداد والمحافظات.