اخر الاخبار

انتفاضة تشرين تطفئ شمعتها الخامسة

في الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين، نشرت صحيفة ذي ناشيونال الناطقة بالإنكليزية، مقالاً للكاتب سنان محمود، أشار فيه إلى أن مجاميع الشبيبة التي أتعبها فشل النخبة الحاكمة واستشراء الفساد وتفاقم النفوذ الأجنبي وغياب فرص العمل وتدني مستويات الخدمات الأساسية، قد خرجت حينها إلى الشارع للاحتجاج، مواصلة حراكا جماهيريا، انطلق منذ عام 2011 ضد منظومة المحاصصة.

نريد وطنا

وذكّر الكاتب بأن شعار المحتجين العتيد (نريد وطن) جاء تكثيفاً لجميع أهدافهم، في قيام دولة مؤسسات وحريات وعدالة اجتماعية، ومحفزاً لآمالهم بالتغيير، رغم عدم تمكنهم من كسر قبضة النظام، في بلاد كانت وما تزال تتخبط بأزمة عميقة.

وأضاف بأن المنتفضين وهم يستذكرون تلك الأيام من خريف 2019، يواجهون ذات الحرمان من فرص العمل ومن عدم القدرة على إيجاد ما يكفي لإطعام أنفسهم، وهي ظروف قد يؤدي تراكمها إلى التحرك من جديد، إلى حد الاستعداد للتضحية بالنفس من أجل مستقبل أفضل.

وووجد الكاتب أسباباً أخرى تذكي أيضاً الجمر المتقد تحت الرماد، كاستمرار الفساد وتواصل التحاصص الطائفي وحمايته بقوة السلاح، الذي يقع قسم منه خارج الدولة، وضعف هيبة القانون وارتفاع مستويات التضخم وانتشار الفقر والجمود السياسي، إضافة لشعور بعض الشباب بضياع فرص التغيير الحقيقي.

القمع وجائحة كوفيد

وأعرب الكاتب عن اعتقادة بأن أول وأبرز العوامل التي أضعفت زخم الحراك الشعبي تمثل في القمع الشديد الذي واجهت به قوات الأمن وبعض قوى اللادولة، المحتجين، والذي شمل فرض منع التجول وتقييد الوصول إلى الإنترنيت وإطلاق الذخيرة الحية على الناس وهم عزل من السلاح، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات منهم، لاسيما بعد أن فقد المتنفذون صبرهم، وهم يرون استمرار الشباب بالتنسيق على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحدي السلطات، واعتماد نوع من التنظيم وإقامة الخيام وبروز نشطاء أصبحوا معروفين بين المحتجين. ولعبت الإجراءات الضرورية التي تم اتباعها لمواجهة جائحة كوفيد، دوراً سلبياً آخر، في تقليل زخم الإحتجاج.

لازالوا يريدون وطنا

وتوصل الكاتب في حواراته مع بعض النشطاء التشرينيين، إلى أنه وعلى الرغم من بعض النكسات، فإن المنتفضين مازالوا مؤمنين بإمكانية تحقيق التغيير، مستمدين هذه الثقة من تجربة تشرين، التي صمدت قوية لأشهر بوجه الرصاص ومدافع المياه والغاز المسيل للدموع ومختلف اشكال المضايقات والاعتقالات والاغتيالات. كما وجد بأن الكثير من هؤلاء المحتجين يرى بأن تهالك الخدمات العامة وفضائح الفساد التي كشفت عن نهب المتنفذين لمليارات الدولارات، سيُبقي حركة الاحتجاج حية.

وتطرق الكاتب إلى النضال الذي يخوضه بعض هؤلاء النشطاء، ممن فازوا في عضوية مجلس النواب، لطرح صوت الناس داخل المؤسسة التشريعية، وما يتعرضون له من تشويه وتخوين ومضايقات ودعاوى قضائية وحتى تهديدات بالقتل من المتنفذين الحاكمين، مذكّراً بأن الكثير من هؤلاء النشطاء، مازال مفعماً بالأمل بالمستقبل، الذي سيلد من تراكم الاحتجاجات، ويُحدث انفجاراً لبركان جماهيري، لن تتمكن منظومة المحاصصة من احتواء حممه.

عرض مقالات: