اخر الاخبار

قللت إيران من أهمية هجوم الكيان الصهيوني على أراضيها، مؤكدة نجاح مضادات البلاد الجوية في التصدي للهجمات المعادية، بينما أعلن الكيان الصهيوني تنفيذ 20 ضربة على مواقع عسكرية بمشاركة نحو 100 مقاتلة. في هجوم جاء بأقل من المتوقع بعد كمية التهديدات لقادة دولة الاحتلال.

وفي تلك الاثناء، تصاعدت دعوات دول الغرب لحكومة إيران بضرورة وقف التصعيد مع دولة الاحتلال، من دون أن تبدي أي تحرك ملحوظ تجاه الانتهاكات والمجازر اليومية التي ينفذها الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين ولبنان.

هجوم مباشر

وجاء الهجوم على إيران، مباشراً وعلنياً، رداً على ثاني هجوم علني ومباشر شنته طهران على تل ابيب مطلع الشهر الجاري، بعد هجوم آخر منتصف نيسان الماضي، ردت عليه إسرائيل حينها دون تبنٍّ علني.

وأعلن المقر المركزي للدفاع الجوي الإيراني في بيان، عقب انتهاء الهجوم الإسرائيلي، أن القصف استهدف مواقع عسكرية في ثلاث محافظات هي طهران وخوزستان في جنوب غرب إيران، وإيلام في غربها.

وأكد الدفاع الجوي الإيراني أنه رصد وأحبط بنجاح الهجوم الإسرائيلي، متحدثاً عن "أضرار محدودة لحقت ببعض النقاط"، من دون الكشف عن طبيعتها، مشيراً إلى أن أبعاد الهجوم قيد الدراسة والتحقيق.

فيما أكد الجيش الايراني في بيان له، مقتل جنديين منه، جراء العدوان.

الحق في الدفاع عن النفس

وفي الأثناء، قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إنها "تدين بأشد الأشكال العمل العدواني الإسرائيلي ضد عدة مواقع عسكرية في إيران، في انتهاك سافر للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أن ايران طالما أكدت حقها الذاتي في الدفاع المشروع تطبيقاً للمادة الـ51 لميثاق الأمم المتحدة، وهي تعتبر أنها "محقة وملزمة بالدفاع عن نفسها أمام الأعمال العدوانية الأجنبية".

العراق يستنكر

واستنكر العراق ودان "بأشدّ العبارات" الهجوم الإسرائيلي على إيران، وجدد تضامنه ووقوفه معها، كما جدد الموقف الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والعمل الإقليمي والدولي الشامل على دعم الاستقرار في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الحكومة في بيان "يواصل الكيان الصهيوني الغاصب سياساته العدوانية وتوسعة الصراع في المنطقة، ومنهج الاعتداءات السافرة، التي يرتكبها دون رادع، وهذه المرّة يوجه يد العدوان نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما اقترفه من اعتداء جوي على أهداف إيرانية". وأضاف، "لقد سبق للعراق أن حذر من مغبة النتائج الخطرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الصهيوني الوحشي، تجاه أهلنا في فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك العدوان الجديد على إيران". وجاءت ردود فعل على الهجوم من سوريا والسعودية وسلطنة عمان وقطر والإمارات،.

وأيّدت سوريا حق إيران في الدفاع عن نفسها، فيما أعربت قطر عن قلقها من التداعيات الخطرة لهذا التصعيد، ودعت لحل الخلافات بالحوار.

فيما دانت السعودية الهجوم واعتبرته انتهاكاً للسيادة، مؤكدة موقفها الثابت في رفض التصعيد، وحث جميع الأطراف على التحلي بالهدوء.

وأعربت الإمارات عن قلقها العميق إزاء التصعيد وأهمية ضبط النفس، مشددة على ضرورة الحوار والالتزام بالقوانين الدولية.

تقليص نطاق الهجوم

من جهته، أكد المحلل السياسي فراس إلياس أن إيران نجحت في تقليص نطاق الهجوم الإسرائيلي عليها الذي وصفه بأنه "هجوم محدود التأثير" يهدف لإرضاء غرور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها المرشد الإيراني علي خامنئي.

وأوضح إلياس أن هذا الإنجاز الإيراني تحقق بفضل الدبلوماسية المكثفة التي قادتها الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية الإقليمية في الساعات الأخيرة، بالإضافة إلى الجهود التي بذلها عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، والعروض التي قدمها لدول المنطقة في الأيام الماضية.

وأضاف إلياس، أن إيران لم تُظهر تراجعاً بل تبنت "تكتيك الخطوة إلى الوراء" بهدف تحقيق مكاسب استراتيجية لاحقة. فقد قبلت بالضربة الإسرائيلية، لكنها نجحت في الحفاظ على برنامجها النووي ومواقعها الحيوية. كما استطاعت إيران توسيع أمد الصراع دون أن تجر نفسها إلى حرب مفتوحة، حيث حصرته في نطاق غزة ولبنان، ونجحت في تأجيل الحرب الشاملة التي طالما راهن عليها نتنياهو.

وأشار تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أن إسرائيل أخطرت إيران قبل تنفيذ الهجوم وطالبتها بعدم الرد لتجنب تصعيد أوسع، وفقاً لمصادر أمريكية مطلعة.

وذكر الموقع أن إسرائيل أرسلت رسائل لطهران قبل ساعات قليلة من الضربة تطلب فيها تجنب التصعيد.

عرض مقالات: