العراق ومعادلة الصراع
نشرت صحيفة (The Cradle) مقالاً للكاتب خالد نصر الله حول موقع وموقف العراق من الصراع المحتدم في الشرق الأوسط، أشارت فيه إلى أن سعر برميل النفط قد يرتفع من 80 دولار إلى ما لا يقل عن 300 دولار إذا ما نُفذت التحذيرات التي انطلقت من البلد، وهددت بتكبيد العالم خسارة 12 مليون برميل من النفط يومياً وبضرب قواعد ومصالح واشنطن في العراق والمنطقة، خاصة وإن إغلاق مضيق هرمز الذي تعبره ناقلات تحمل 17 مليون برميل يومياً، سيُحرم العالم من 20 في المائة من إجمالي استهلاكه.
«من الفرات إلى النيل»
وتطرقت الصحيفة إلى الغضب الذي سرى بين العراقيين بشكل خاص من فيلم وثائقي حديث، عرضه سياسيون يمينيون من غلاة المستوطين الصهاينة، يشيرون فيه إلى أجزاء من العراق على أنها أرض يجب احتلالها لإنشاء "إسرائيل الكبرى"، وهو ما يجعل من ضرب مواقع في الجولان وايلات من قبل فصائل عراقية، أمرا بعيداً عن الرمزية، وذا سمات متطورة نسبياً، قد تسعى لإيجاد دور لبغداد في تشكيل مستقبل المنطقة، حسب رأي المهاجمين.
حين يقترب اللهيب
وتوقع المقال اتساع رقعة الحرب الدائرة في غزة وجنوب لبنان لتشمل العراق، إذا ما تطورت الأوضاع بقوة في غير صالح حزب الله أو شملت ضرب إيران، لاسيما مع إعلان الفصائل تمسكها بما اصطلح عليه وحدة الجبهات ورفضها لوجود خطوط حمراء في المواجهة. وأشار المقال إلى أن مشاركة هذه الفصائل اتخذت مراحل ثلاث، تمثلت الأولى بإستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق، تلتها فترة من الهدوء، قبل أن تبدأ المرحلة الثالثة قبل حوالي شهر، وتضمنت تعاوناً وثيقاً ومباشراً مع القوات اليمنية وزيادة في وتيرة الهجمات، في مسعى لتأكيد دورها في المحور وممارسة الضغط على صناع القرار في تل أبيب وتنويع مصادر الهجوم على قواتهم.
واستنتج الكاتب بأن هذه التطورات قد تدفع بحكومة نتنياهو لتوجيه ضربات إلى الفصائل العراقية عندما تسنح الفرصة وتنخفض حدة المعارك في لبنان وغزة، مستدركاً القول بأن انشغال تل أبيب بالحرب في لبنان ومواجهتها الأوسع مع إيران، يجعل الاشتباك المباشر مع العراقيين أقل احتمالاً في الوقت الحالي.
اختلاف أم خلاف
من جهته نشر موقع فرنسا 24، مقالاً لأحمد الربيعي حول نفس الموضوع، ذكّر فيه بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة العراقية لمنع الفصائل العسكرية الحليفة لإيران من جر العراق إلى حرب إقليمية، يسببها توسع القتال في غزة ولبنان، مشيراً إلى أن هذه القوى سبق وقامت بضرب مواقع في إيلات وتل ابيب، تضامنا مع الفلسطينيين واللبنانيين. وأشار الكاتب إلى أنه ورغم أن قوى هذه الفصائل والأحزاب الحليفة لها، هي من يقود الحكومة، فإن بغداد تريد منع العنف الذي يمزق المنطقة من الانتشار إلى أراضيها، خاصة بعد ما عاشته البلاد من عقود من الحروب والأزمات المتعاقبة. لكن ذلك لم يمنعها من التعاطف مع ضحايا حرب نيتنياهو ورفضها بشكل مطلق استغلال المجال الجوي العراقي لضرب إيران.
وأعاد الكاتب التذكير بمقولة رئيس الحكومة بأن بلاده عملت بجهد كبير لتجنيب العراق التصعيد، ولإنقاذ المنطقة من شرور حرب لن تترك وراءها شيئًا، إضافة إلى ما قاله مستشار الأمن القومي من أن الحكومة هي الوحيدة التي لديها السلطة الحصرية لإصدار قرار الحرب والسلام، وليس لدى العراق أي نية للدخول في حرب قد تكون لها عواقب وخيمة. وأشار الكاتب إلى أن تمنيات بغداد بالسيطرة على الأحداث على أرضها وبمنع أي رد فعل من خارج البلاد، لا تبدو واقعية، فالفصائل المسلحة التي أُبلغت بعدم شن هجمات تعرض البلاد لخطر ضربات جوية من العدو الإسرائيلي، حثت الحكومة على عدم التدخل، وتركها تتحمل المسؤولية عن أي عواقب لوحدها.