اخر الاخبار

يواصل جيش الاحتلال الصهيوني مجازره الدموية في قرى وبلدات قطاع غزة، بينما يتكبد الخسائر البشرية والمادية في لبنان. وفي الاثناء يأتي الرد الإيراني الصاروخي الذي استهدف قواعد عسكرية إسرائيلية مساء الثلاثاء، ما أثار الخوف والقلق لدى الكيان الغاصب.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء والليلة الماضية، مجازر دموية ضمن عدوانه الوحشي والدموي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 362 على التوالي، وخلّف ذلك عشرات الشهداء، ما رفع الحصيلة الإجمالية بوتيرة متسارعة.

وذكرت وزارة الصحة في غزة في تقريرها اليومي لعدد الشهداء والجرحى، أن جيش الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها للمستشفيات 51 شهيدا و165 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

الهجوم الإيراني

وأعلنت إيران، يوم الثلاثاء، عن إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار مادية واسعة في منشآت عسكرية، وإغلاق للمجال الجوي، فيما هرع الملايين من الاسرائيليين إلى الملاجئ مع دوي صفارات الإنذار في أنحاء دولة الاحتلال.

وجاء الهجوم، كما أعلنت ايران، رداً على اغتيال إسرائيل لعدد من القيادات البارزة، من بينهم إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، والسيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إضافة إلى القيادي في الحرس الثوري الإيراني، عباس نيلفروشان.

خسائر الكيان الصهيوني

وأفاد مراقبون بأن حكومة الكيان الصهيوني حاولت التكتم على حجم الخسائر البشرية والمادية التي تسببت فيها الصواريخ الإيرانية، وكذلك على الخسائر الناتجة عن عملياتها في غزة ولبنان، حيث تمنع التصوير أو تداول المعلومات إلا عبر جهات إعلامية خاضعة لرقابتها.

وفي الرد الذي حمل اسم "الوعد الصادق 2"، استخدمت إيران للمرة الأولى صواريخ فرط صوتية من طراز "فتاح"، حسب وسائل إعلام إيرانية.

وأكدت إيران أن "90 في المائة من الصواريخ" التي أطلقت في هذا الهجوم، وهو الثاني خلال أقل من ستة أشهر، أصابت أهدافها بنجاح. وقال رئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال محمد باقري، إن الهجوم "سيتكرر بشكل أقوى إذا ردت إسرائيل"، مؤكدًا أن البنية التحتية الإسرائيلية ستكون الهدف الرئيس.

جيش الاحتلال يكشف الاضرار

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، امس الأربعاء إن عددًا من قواعده العسكرية تضررت جراء الهجوم الإيراني الأخير.

وأضاف في بيانٍ له؛ أن: “المباني الإدارية في قواعد القوات الجوية تعرضت لأضرار الليلة الماضية خلال الهجوم الإيراني على إسرائيل”، مؤكدًا أن الطائرات لم تتضرر.

كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قواعد جوية عدة تابعة لسلاح الجو تضررت جراء الهجوم الإيراني؛ لكن لا ضرر في بنُيتها التحتية. في المقابل، قالت القناة (13) الإسرائيلية إن الجيش اعترف بتضرر معسكرات لسلاح الجو بسبب الهجوم الإيراني أمس.

وفي شمال تل أبيب، أعلنت بلدية "هود هشارون" عن تعرض نحو 100 منزل لأضرار بسبب القصف الإيراني، مشيرة إلى أن إصلاح الأضرار سيستغرق وقتًا طويلاً، رغم عدم وقوع إصابات بشرية.

وأكدت إسرائيل، أن جيش الاحتلال والجيش الأمريكي "عملا معا في الدفاع والتعاون قبل الهجوم الإيراني وخلاله وبعده"، مشددا على أنه ‏سيواصل "تعميق العلاقة مع الجيش الأمريكي انطلاقا من التزامه بتعزيز الاستقرار الإقليمي والتنسيق بين الجيشين". فيما أعلنت فرنسا أنها حشدت مواردها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة ما وصفته "بالتهديد الإيراني".

من جانب اخر، ذكرت بريطانيا ان سلاحها الجوي ساهم في التصدي للصواريخ الإيرانية.

كما ان مديرية الامن والعام الأردنية، قالت في بيان لها ان "طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني".

حزب الله يتصدى للهجوم البري

وأعلن جيش الاحتلال مقتل 8 ضباط وجنود في معارك جنوب لبنان، وإصابة 7 آخرين من وحدة الكوماندوز الإسرائيلية إيغوز في معارك جنوبي لبنان.

فيما أعلن حزب الله في الساعات الأولى من يوم الأربعاء عن تصديه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة "العديسة" جنوبي لبنان، ما أسفر عن وقوع خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية، وأجبرها على التراجع. كما خاض الحزب اشتباكات مع جنود إسرائيليين تسللوا إلى بلدة "مارون الراس"، موقِعاً إصابات في صفوفهم.

وأكد الجيش اللبناني، أن القوة الإسرائيلية خَرقت الخط الأزرق لمسافة 400 متر قبل أن تنسحب. في حين، اعترف جيش الاحتلال بمقتل النقيب إيتان أوستر، قائد فريق في وحدة الكوماندوز خلال التوغل البري في جنوب لبنان.

"ضبط النفس" من جانب  واحد!

وحول تبعات التصعيد في المنطقة، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي أن قواعد الاشتباك بين إيران والكيان الصهيوني قد تسقط قريبًا، ما قد يقود إلى حرب مفتوحة، بالرغم من أن هذا الخيار ليس مُتبنى من معظم أطراف الصراع.

وأضاف الشريفي، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال يدفع باتجاه هذه الحرب، سعيًا لاستدراج الولايات المتحدة إلى صراع دولي، وهو أمر لا يتماشى مع قناعات واشنطن الحالية".

وأوضح الشريفي أن "المرحلة القادمة ستشهد ارتفاعًا في العمليات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، خاصة مع تزايد الإرهاق الذي يعاني منه نظام القبة الحديدية الإسرائيلي بسبب الهجمات الصاروخية الأخيرة من إيران".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة اتخذت خطوات لتعزيز قدرات الردع الصاروخي الإسرائيلية كإجراء دفاعي إضافي، مما يعكس القلق الأمريكي من تعثر التصدي للموجة الأولى من الهجمات".

وبين أن "فواعل دولية قد تدخلت من بينها بريطانيا، التي طالبت إيران بضبط النفس، وهو ما قد يمهد لإجراء حوار يهدف إلى احتواء العمليات العسكرية وجعلها تحت سقف العمليات المحدودة بدلًا من التوسع إلى حرب مفتوحة".

تواطؤ دولي مع الكيان الغاصب

من جانبه، أكد المحلل السياسي علي البيدر أن الرد الإيراني الأخير جاء مخالفًا لكل التوقعات، مشيراً إلى أن المنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة من التصعيد التي تحمل في طياتها سيناريوهات مفتوحة.

وقال البيدر، أن "الدعم الدولي لإسرائيل في هذه المرحلة يعزز احتمالات التصعيد في المنطقة، حيث أن الدول الداعمة لا تناقش من تسبب في الأزمة، بل تركز على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وأضاف، أن "العدو يستغل هذه الحالة من التواطؤ الدولي لصنع واقع جديد من الفوضى على حساب الاستقرار المفترض"، مشيرا الى أن "محور المقاومة يسعى إلى الظهور بموقف القوة، في ظل نظام عقائدي في إيران لا يمكنه ترك حلفائه تحت مرمى النيران".

وتابع البيدر قائلاً إن "التداخل في المصالح والرغبة في التصعيد تؤشر قدوم خريف أو شتاء ساخن في المنطقة، وسط تحولات جذرية سياسية، اقتصادية، وديموغرافية".

السوداني يوجه بـ"ضبط أمن" البلاد

وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجّه مساء الثلاثاء، برفع مستوى القدرات الأمنية للقوات العراقية، على خلفية الهجوم.

عرض مقالات: