اخر الاخبار

تنسحب أم لا تنسحب؟!

نشرت صحيفة (The cradle) الأمريكية تقريراً نقلت فيه عن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قوله إن الحكومة تسعى إلى تهدئة التوترات في الشرق الأوسط، داعياً إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومشدداً على أهمية ذلك لتحقيق هدوء ولو نسبي في المنطقة.

دور في التهدئة

وذكر التقرير بأن بغداد ترفض دفع المجتمع والدولة العراقية إلى حالة الفعل ورد الفعل، ولهذا تواصل الحوار مع دول مؤثرة من أجل تهدئة الأمور في غزة وخفض حالة التوتر، لأن دفع العراق إلى حالة الحرب أو انجراره إلى مواقف حرجة يعّد أمرأ خطيراً، حسب تعبير الوزير حسين، الذي كشف عن تأجيل إنسحاب قوات التحالف الدولي من بلاده، رغم تواصل المباحثات بشأن ترتيبات هذا الإنسحاب. وأضافت الصحيفة إلى أن قرار إرجاء الانسحاب جاء مفاجئاً، فقد سبق لأربعة مصادر عراقية أن صرحت لوكالة رويترز في 23 تموز بأن الانسحاب سيبدأ في أيلول القادم وينتهي بعد عام كامل مع بقاء بعض القوات الأميركية بصفة استشارية، يتم التفاوض عليها لاحقاً.

مكافحة الإرهاب

وللباحثة جيورجيا فالنتي، نشر موقع (The medialine) مقالاً حول الصعاب التي يعيشها العراق نتيجة تحالفه مع جهتين متخاصمتين هما الولايات المتحدة وإيران، أشارت فيه إلى أن علاقة العراق بالتحالف الدولي، تعود لتعاونهما في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، الذي خسر خلال الفترة 2014 و2017 ما يعادل 95 بالمائة من الأراضي التي كانت خاضعة له.

غير أن هذا النصر بقي ناقصاً، وفق المقال، حيث ما زال على حكومة بغداد استعادة الاستقرار ومعالجة مشكلة مليون نازح والتوفيق بين مصالح الأطراف المتصارعة وتنظيف مساحات واسعة من الألغام والذخائر غير المنفجرة وإعادة إعمار المناطق المدمرة وتقليل التلوث فيها، كل ذلك في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي، الذي يسببه الإعتماد التام على مبيعات النفط كمصدر رئيسي للدخل، وهي واردات غير مستقرة بسبب تقلب الأسعار في السوق العالمية، إضافة إلى بقاء الحكومة، الجهة الوحيدة تقريباً للتوظيف لاسيما مع فشل القطاع الخاص فى خلق فرص عمل. وأشار المقال بأنه ورغم كل ذلك، ورغم التحدي الأكبر الذي يشكله الفساد المستشري في جميع أرجاء الدولة، ورغم ما لإيديولوجية داعش من نفوذ يتناغم مع وجود ظروف حاضنة لنشاطه، فقد صارت الجماعة الإرهابية أضعف من أي وقت مضى، فيما تبدو القوات العراقية، أقوى وأكثر قدرة على محاصرة وربما القضاء على الإرهابيين.

بين المطرقة والسندان

وأعربت كاتبة المقال عن تصورها بأن داعش تحاول أن تنشط من جديد، بالتزامن مع نموها في آسيا الوسطى وإفريقيا، وهو ما تتخذه واشنطن ذريعة لرغبتها في بقاء قواتها في العراق وعدم سحبها من أراضيه، في وقت ترفض فيه إيران وحلفاؤها ذلك بقوة، فيما تعتقد بغداد بأنها بحاجة إلى تحالفات قوية، خاصة في تأمين السيطرة على أراضيها واكتساب الخبرة في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب وضمان النمو الاقتصادي.

وأضافت الكاتبة بأن هذا التناقض بين الطرفين المتخاصمين، يُجبر الحكومة العراقية على البحث عن موازنة في العلاقة بينهما، وهي موازنة تبدو غير ممكنة، حيث يرى المراقبون بأن أحد أهداف حلف شمال الأطلسي في الإبقاء على قواته يكمن في السعي لموازنة نفوذ إيران في البلاد، لاسيما مع قرب حصول الأخيرة على السلاح النووي.

قرار مفاجيء أم ماذا؟

وأشارت الكاتبة إلى أنه وفيما كانت وزارة الخارجية العراقية قد أكدت مراراً على أن المفاوضات المتعلقة بإنسحاب قوات التحالف الدولي، مستمرة، جاء إعلان وزيرها تأجيل الإنسحاب بسبب الوضع في المنطقة والانتخابات الرئاسية الأميركية، مثيراً للدهشة، وربما للتساؤل عن كواليس اتخاذه وعن ردود فعل المعارضين له، وهو ما يمكن أن تحمله لنا الأيام القادمة.