اخر الاخبار

عشر سنوات على المأساة

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً للكاتبة مارتا بيلينجريري بمناسبة الذكرى العاشرة لمأساة إبادة وتهجير الإيزيديين على يد تنظيم داعش الإرهابي، أشارت فيه إلى أنه ورغم مرور عقد من الزمان على تهجير وقتل واستعباد مئات الآلاف، فإن العديد من أفراد المجتمع المتبقين لا يزالون يعيشون في مخيمات اللاجئين.

استذكار الضحايا

وكانت الكاتبة قد حضرت حفلاً عند النصب التذكاري لهذه الإبادة الجماعية، استذكاراً لمائة وإحدى عشرة أمرأة طاعنة في السن، قام إرهابيو داعش بقتلهن بالرصاص أو دفنهن أحياء، حيث ألقيت الكلمات وتليت القصائد ورددت الأناشيد من قبل المتواجدين في الحفل، وأغلبيتهم الساحقة من الإيزيديين.

والتقت الكاتبة أثناء الحفل بعدد من النساء اللواتي حضرن حفل الإعدامات ذاك، قبل أن يتم اختطافهن واستعبادهن من قبل الإرهابيين، حيث نُقل بعضهن إلى الموصل ومنها إلى الطبقة ودير الزور والرقة في سوريا، وتم بيعهن مراراً خلال أربع سنوات لأعضاء داعش من الجنسيتين المغربية والسعودية، وبقين مستعبدات حتى تم دفع آلاف الدولارات كي يُّخلى سبيلهن.

صعوبات جمة

وذكر المقال بان مساعي السلطات لاستعادة المختطفات والتعرف على مصير المفقودين، لم تكن سهلة على الإطلاق، ففي إطار البحث عن جثث القتلى، تم اكتشاف 93 مقبرة جماعية مرعبة في محافظة دهوك، باستثناء القبور الفردية، والتعرف على جثث 243 قتيلاً فقط من أصل 2055 مفقودًا. ونقل المقال عن مديرية الطب العدلي في بغداد، قولها بأن السبب يكمن في أن معظم القتلى الإيزيديين هم جزء من نفس العائلة، لذلك من الصعب الحصول على عينات الحمض النووي منهم، إضافة إلى أن الكثير من المكون باتوا لاجئين خارج العراق، ويصعب العمل معهم. وذكر المقال بأن السلطات قد نجحت في الخريف الماضي بجمع عينات الحمض النووي في شتوتغارت بألمانيا من 600 شخص، ومن المؤمل أن تفعل الأمر ذاته مع المقيمين في كندا واستراليا، لتواصل جهودها في البحث والتوثيق.

أغلبية نازحة

ووفقًا لما اعتمدته الأمم المتحدة، ذكر المقال بأن عدد الإيزيديين قد بلغ قبل عام 2014، 550 ألفًا، نزح منهم خلال الإبادة الجماعية 360 ألفاً، ولم يعد إلى ديارهم سوى 150 ألفًا. وأشار إلى أنه وفي الأيام الأولى من الإبادة الجماعية، فقد 1293 إيزيديًا حياتهم، وتركت المأساة 2745 طفلًا إيزيديًا يتيمًا، وتم اختطاف ما مجموعه 6417 شخصًا، بما في ذلك 3548 امرأة. وعلى الرغم من الأهوال، نجا 3550 شخصًا، بما في ذلك 1026 امرأة. كما أسفرت الإبادة الجماعية عن تدمير 68 معبدًا إيزيديًا.

لا حلول .. لا تغيير

وفي الحفل، أعرب العديد من الحاضرين عن تذمرهم من عدم حدوث شيء لمعالجة آثار الإبادة الجماعية، فيما عدا إحياء ذكراها السنوية، وعدد من المبادرات التي تنفذها «مبادرة نادية»، المنظمة التي أسستها الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد، فلا زال هناك أكثر من 100 ألف إيزيدي يقيمون في مخيمات النازحين في كردستان، ولازال الناس خائفين من استمرار هذه الإبادة الجماعية، والواقع القاسي الذي يعيشه الإيزيديون في العراق، ومن نفيهم حول العالم. كما لم يطبق من قانون الناجيات الإيزيديات سوى تعويض مادي قدره 800 ألف دينار شهرياً، فيما لا أحد يبحث بجدية عن النساء المفقودات في سوريا، أو يضمن حق الضحايا بمواصلة التعليم، أو يقدم الدعم النفسي للناجيات من المجزرة أو يعالج مشكلة النزوح ويؤمن العودة الآمنة للديار.

عرض مقالات: