اخر الاخبار

انسحاب تام أم صيغ جديدة؟

لصحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية كتبت هاديا العلوي وسنان محمود وتوماس واتكنس مقالاً عن العلاقات العراقية الأمريكية، ادعوا فيه اقتراب بغداد وواشنطن من التوصل إلى اتفاق، ينهي تواجد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، بعد يومين من المباحثات بين وفدي البلدين، أجريت في واشنطن.

انسحاب أم تغيير؟

وأشار المقال إلى ما تعانيه الولايات المتحدة من قلق كبير بشأن الانسحاب من العراق وسط استمرار وجود داعش وما تعانية حكومة بغداد من ضغوط داخلية متزايدة للاتفاق على جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية، والتي يّشكل الأمريكيون معظم أفرادها.

ورغم أن الجانبين باتا يعتقدان بأن مهمة هذه القوات تقترب من نهايتها، فإن هناك فقرة هامة على جدول التفاوض تتعلق بتحويل التواجد الأجنبي لشراكات أمنية مع كل دولة ممثلة في التحالف الدولي اليوم، في وقت لازالت تعتقد فيه واشنطن بأن انسحاب قواتها يجب أن يقترن بعدم تمكن داعش من الظهور مرة أخرى، وهو ما ذكره السكرتير الصحفي للبنتاغون الميجور جنرال بات رايدر في معرض تعليقه على المباحثات التي اجراها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في الأسبوع الماضي، مؤكداً على قدرة داعش على العودة وتمسكه بها، وهو ما تعكسه هجماته المتواصلة وتحريضه المستمر.

صيغة جديدة

وأضاف المقال بوجود يقين لدى الحكومة العراقية في قيام بعض القوات الأمريكية العاملة تحت مظلة التحالف البدء بالإنسحاب في القريب العاجل، وذلك بعد أن تُنظم لبعضها الآخر اتفاقيات أمنية جديدة، تبرر بقاءها كتكليفها بتدريب قوات الأمن العراقية على سبيل المثال. ونسب المقال لأربعة مصادر عراقية وجود اتفاق بين بغداد وواشنطن على منح صفة استشارية للقوات التي لن تنسحب.

وذكر المقال استناداً إلى مصادر عراقية، بإن واشنطن منفتحة على سحب قواتها من قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق، إلاّ أن الإنسحاب من قاعدة الحرير الجوية في أربيل لا تزال نقطة خلاف بين الجانبين.

كما لا تزال واشنطن مصّرة على أن وجودها هناك ضروري لتنسيق العمليات ضد داعش في سوريا، وهو مبرر لم تكن بغداد قد حددته عند دعوتها لقوات التحالف القدوم إلى العراق في عام 2014، تلك الدعوة التي تم خلالها إعادة نشر الآلاف من القوات الأمريكية والدولية في المنطقة للمساعدة في قتال داعش، إثر استيلائه على جزء كبير من العراق وسوريا.

معارضة متباينة

وتطرق المقال إلى تواصل المعارضة للوجود الأمريكي والدولي، من أطراف متعددة، بعضها حليف لرئيس الحكومة، واستمرار المطالبة بسحبها. واضاف بأن لهذه المعارضة تمظهرات مسلحة كقصف قاعدة عين الأسد مؤخراً بطائرتين بدون طيار، وقبلها القيام بموجة من الهجمات على المصالح الأمريكية، خاصة بعد بدء الحرب على غزة في تشرين الأول الماضي.

ورغم توقف هذه الهجمات في اتفاق غير معلن في شباط الماضي، بحجة مساعدة الحكومة في مفاوضاتها حول جدولة الإنسحاب، فقد راح الهدوء يتلاشى ببطء في الأونة الأخيرة، وسط تحذيرات شديدة من عودة القتال إذا ما فشلت بغداد وواشنطن للتوصل إلى اتفاق.

عرض مقالات: