اخر الاخبار

خصص المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي حلقته من برنامج “يحدث في العراق” للحديث عن اوضاع محافظة نينوى، ضيف فيها الصحفية والباحثة سهى عودة والناشط في مجال حقوق الانسان حسام عبد الله والناشط السياسي وسام حازم، واداراها عضو اللجنة المركزية للحزب علي صاحب.

نقدم في ما يلي مقتطفات من هذه الندوة الهامة:

المركز:  بعد سنوات التحرير وسنوات الخلاص من داعش كيف تصفين المحافظة بشكل عام، هل خرجت المحافظة من الصدمة، هل عولجت الاشكاليات السابقة قبل احتلالها من قبل التنظيم الارهابي.

سهى عودة: افضل ما حصل هو الخلاص من تنظيم متطرف مثل تنظيم داعش، بعد ما عاشت المدينة والمحافظة ككل في السنوات التي مضت، لكن اليوم الحياة بطيئة الاداء الحكومي بطيء واداء الاعمار واعادة الاعمار بطيء جدا، هناك فوضى ادارية، فوضى في مؤسسات الدولة نفسها، الناس حياتهم عبارة عن فوضى وكأن الموضوع أصبح اننا تعودنا بان لا عودة للاستقرار، الوضع غير مستقر تماما وبالتالي تكون له تأثيراته على حياة المواطن، اضافة الى ان الاهالي نازحون بالمخيمات سواء تحدثنا عن الاهالي في مركز المدينة او نتحدث عن المواطنين من بقية الاقليات.

 

المركز: كيف تقيم الوضع داخل محافظة نينوى؟ كيف تقيم تجربة الحكومة المحلية، خصوصا وانها شهدت عددا من التغييرات ؟.

وسام حازم: العمل على ارض الواقع كان مسنودا في بدايات التحرير من بعض المنظمات مع الدعم الحكومي والذي كان دعما بسيطا، اذا تحدثنا اليوم كمشاريع استراتيجية  لدينا مستشفى في الموصل ولا تزال مدمرة، الجسور اغلبها مدمرة هناك فقط الجسر القديم تم اعادة تأهيله لجسر حديد، اما بخصوص الجانب الايمن فهو مدمر لغاية الان، وخاصة الاحياء التي تكون على ضفاف دجلة، لغاية الان الخدمات فيها قليلة، لكن بالمقابل الحكومة بدأت بالاونة الاخيرة خصوصا في الشهور الستة الاخيرة بدأت باكساء الشوارع في بعض المناطق الموجودة في الجانب الايمن.

 

المركز: بعد المرارات التي شهدتها المحافظة ما زال هناك خطاب للتطرف كما اشرت، ما هي المبادرات لايقاف هكذا نوع من الخطاب؟ او لمعالجته لا نقول ايقافه بمعنى الحل العسكري فقط والامني انما بالوعي؟.

حسام عبد الله: المبادرات المطروحة في مواجهة خطابات الكراهية الموجودة هي مبادرات مجتمعية مبادرات مدنية، الحكومة بعيدة كل البعد عن هذا الملف، يجب ان يكون هناك تفعيل لدور الادعاء العام في متابعة هذه القضايا في متابعة هذه الملفات وان يدعو الى القاء القبض على من يقوم بهذه الافعال حتى يكون رادع للاخرين ويكون هناك نوع من الخوف من عدم تكرار هذه الخطابات وعودة المدينة الى سابق عهدها.

 

المركز: عملية التحريض رافقتها مجموعة من العمليات التي كانت تستخدم المدنيين والبنى التحتية بشكل او باخر كمصدات استخدمها التنظيم بشكل جدا واسع من اجل صد تقدم القوات الامنية، هذا خلف دمارا هائلا في الموصل القديمة، هل من المعقول بعد كل هذه السنوات لا يوجد شيء ملموس على ارض الواقع؟.

سهى عودة: بخصوص المشاريع التي نفذت، في الحقيقة ما نفذ لا يكاد يذكر، اليوم فرحانين الناس ان هناك نافورة راقصة في الموصل لكن الحقيقة عندما تذهب ستجد الاسواق غير موجودة، ما تم اعماره من سوق السراي هو اعادة اعمار من قبل الاهالي انفسهم ، الجانب الايمن مشلول تماما, الاسواق التجارية هناك مشلولة تماما الحركة متوقفة فيها حتى النقل العام متوقف، كان هناك كراج مخصص للنقل العام هذا غير موجود الان، الناس رافضة للعودة لان الايمن مشلول، مطار غير موجود للان.

 

المركز: الان هناك قوة وافدة للمحافظة وهناك قوة تقليدية سياسية في المحافظة وهاتان القوتان تمتلكان السلاح والنفوذ وهذا مؤشر في بعض الاحيان ان تكون هناك اشتباكات في ما بينهم او ممكن تحدث احتكاكات هنا وهناك كيف ترى الوضع في المحافظة في ظل هذا الصراع الدائر؟.

وسام حازم: اذا حصلت توافقات سياسية بداخل المحافظة لا تتصور ان يحدث صراع، اذا حدث صراع سيكون على شيء اخر هناك خلاف على بعض المناصب او خلاف على بعض صفقات الفساد الذي يحدث داخل المحافظة، الآن وضع الموصل الامني جيد وهذا بالدرجة الاساس بسبب تعاون المواطن الموصلي مع الاجهزة الامنية، المواطن الموصلي يعرف حق المعرفة انه عندما يحدث صراع بين الكتل المتنفذة داخل الموصل سينعكس على الواقع الامني.

 

المركز: قبل اشهر تم توقيع اتفاق حول تطبيع الاوضاع في مدينة سنجار وحل الاوضاع مما يعني ما زالت  الى الان الاوضاع غير مستقرة ما هو الحل؟

حسام عبد الله: من أول يوم تم توقيع هذه الاتفاقية كان لدينا جملة من الملاحظات، على رأس هذه الملاحظات لا يمكن تنفيذ بنود هذه الاتفاقية ان لم يكن هناك توقيتات زمنية محددة تبين مسؤوليات الاطراف وحقوق الاطراف،ثانيا الاتفاقية بنيت على توافق سياسي ليس للجميع وانما لجزء كبير من الفاعلين السياسيين الموجودين في سنجار، ثالثا في ظل هذا الجو العام الموجود في سنجار من الصعوبة ان تتحقق او يتم تطبيق هذه الاتفاقية لانه لا زالت الحكومة العراقية قاصرة في البدء في اولى خطوات تطبيق هذه البنود بدءا من موضوع تعددية القوات الامنية انتهاء بموضوع ملف الخدمات وعودة النازحين، بما يعني ان الاتفاقية جاءت ركيكة ولا يمكن تطبيقها،  وكان من المفترض ان تكون الاتفاقية باتفاق جميع الاطراف في سنجار لتحقق خطوات فعلية على ارض الواقع.

 

المركز: الكثير من اللقوى المتنفذة في المحافظة لديها اذرع عسكرية، بشكل او باخر كيف تقيمين هذا الوضع، الا تشعرين اننا على جبل من البارود ممكن في اي ساعة ينفجر؟.

سهى عودة: اي حركة تحصل في اي محافظة سوف تتأثر بها نينوى، واي حركة تحصل في نينوى بقية المحافظات سوف تتأثر، واذا كانت موجودة بعض الاتفاقات من اجل مصالح معينة فهي موجودة لحين ان يتم الاختلاف على المصالح، الوضع غير مستقر والرؤية ضبابية، نحن لا نريد اخافة الناس لكن انا اعتقد ان المواطن يعرف هذه التفاصيل ولديه اطلاع كافً على الموضوع، البعض يسميها توافقات سياسية وهي تسمية اعلامية ويحبذها السياسيون لكن هي اتفاقات من اجل مصالح معينة مرهونة عادة بزمن الى ان تنتهي المصلحة، وتعدد القوى الامنية اللي تسيطر على الاراضي مع استمرار الاشتباكات كل هذا يوضح ان الوضع له مؤشرات غير مستقرة، واذا شهدنا استقرارا فهو مؤقت لا اكثر.