اخر الاخبار

مع ارتفاع درجات الحرارة، صار البغداديون يعانون الامرّين: الكهرباء ومياه الشرب، اللذين غادرا منازل المواطنين في أقضية ونواحٍ عدة.

وخمّن المواطنون انقطاع المياه بأنه مرتبط بتراجع التجهيز الوطني من الطاقة، وآخرون عزوها الى شح المياه الواصلة للعراق من دول المنبع (إيران وتركيا).

واضطرت تلك المعاناة عشرات المواطنين الى تنظيم وقفات احتجاجية غاضبة من الفشل الحكومي في توفير الخدمات.

شح المياه في العاصمة

وشهدت أطراف العاصمة أزمة كبيرة بعدما استمر انقطاع مياه الشرب عنها لأيام، فيما تصاعدت المطالبات بإيجاد الحلول لتلك الأزمة التي ترافقت مع ارتفاع درجات الحرارة، وتراجع تجهيز الطاقة الكهربائية.

وبحسب المواطن سجاد جواد من أهالي الحسينية، فقد “عانى القضاء من انقطاع طويل لمياه الاسالة في الكثير من محلاته السكنية، ما اضطر الاهالي إلى الذهاب إلى مناطق أخرى داخل القضاء من أجل تعبئة المياه، بطرق صعبة جدا”.

وأشار جواد، وهو رئيس الحراك الشبابي داخل القضاء، خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “الأزمة لم تحل حتى مع نصب غطاسات جديدة لسحب المياه، وذلك بسبب استحواذ متنفذين على كميات الماء المخصصة للقضاء، وتحويلها إلى اراضي زراعية واسعة تابعة لهم”، لافتا الى أن “الشكاوى والاستياء لم تسفر عن أية حلول. لا تزال مديرية البلدية وقائمقام القضاء والدوائر المعنية عاجزة عن حل الازمة، بسبب نفوذ بعض الاشخاص الذين استفادوا من المياه”.

أما في النهروان فتحدث المواطن رافد عبد الله، عن لجوء عدد من الأهالي إلى حفر الآبار من أجل توفير مياه الإسالة، وضمان توفير احتياجاتهم اليومية منها للاستخدام المنزلي.

وقال عبد الله لـ”طريق الشعب”، “ما زال مشروع مياه الاسالة معطلا، حيث لم يتم انجازه رغم الوعود الكثيرة بذلك”، شاكيا من أن المواطنين يعانون مأساة مستمرة خصوصا وأن المياه تنقطع لأيام طويلة، وتأتي لفترة محدودة، ثم تعود للانقطاع مجددا”.

واضاف عبد الله، ان “تظاهرات غاضبة لهذا السبب اندلعت في المنطقة. كما أن الاهالي نظموا اعتصاما منذ اسبوع، وسيكون هناك تصعيد بخطواته في الايام القادمة، ما لم تحل هذه الأزمة المريرة في فصل الصيف اللاهب”.

وفي قضاء الزوراء، شرقي العاصمة، تظاهر الأهالي بسبب غياب مياه الإسالة عنهم، واضطرارهم إلى شرائه من الخزانات الأهلية، وبعملية عسيرة أيضا.

وأطلعت “طريق الشعب”، على صور تداولها ناشطون للتظاهرات التي نظمها المواطنون، فيما أشاروا إلى أن الأزمة هذه ليست في منطقتهم وحدها، بل وصلت إلى المناطق المحيطة بهم كالعبيدي والباوية، وصولا إلى المشتل وغيرها من المناطق السكنية.

وعلى صعيد متصل، أوضح المواطن علي محمد، إن “قضاء المحمودية أيضا يعاني من ذات المشكلة”، بالإضافة إلى قضاء اليوسفية ومناطق أخرى.

وبيّن محمد لـ”طريق الشعب”، إن “المسؤولين يعزون هذه المشكلة إلى قلة الإيرادات المائية من دول الجوار، وضآلة الأمطار لهذا الموسم، إلا أن ذلك غير كاف لأننا لم نر أي جهد حقيقي من الجهات ذات العلاقة لحل هذه المشكلة الازلية”.

أسباب مختلفة

ويوم أمس، تحدث مدير ماء محافظة بغداد المهندس رعد خيري عبد الله، عن أسباب هذه الأزمة.

وقال عبد الله في تصريح صحافي، طالعته “طريق الشعب”، إن “هناك اسبابا عدة ادت الى حدوث شح واضح في المياه في مناطق الاطراف كافة، منها تذبذب التيار الكهربائي وتسببه بتوقف عدد من منظومات الضخ، لا سيما في قضاء الزهور، فضلا عن انخفاض منسوب مياه نهر ديالى، نتيجة لقطع مصادر الماء الخام”.

وأكد عبد الله القيام بـ”نصب مضخات كحل مؤقت لتجهيز الماء الى بعض المناطق، الى جانب ارسال 500 الى 600 حوضية مياه إلى المناطق المتضررة من الانقطاع”، منبها الى أن “المشكلة الاساسية التي تعاني منها مناطق الاطراف تكمن بتأخر انجاز مشاريع الماء المركزية المحالة من قبل وزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة منذ العام 2012 بسبب عدم كفاءة الشركات التي تسلمت المشاريع”.

وذكر ان “هناك اجتماعات عدة عقدتها المحافظة مع وزارة الاعمار طالبت خلالها بتحويل هذه المشاريع الى مديرية ماء بغداد في حال عجز الوزارة عن تنفيذها، حيث تعهدت المديرية بإنجاز المحطة الخام لمشروع الحل في النهروان خلال 90 يوما من خلال شركة هندية، لكن الوزارة رفضت ذلك”، مضيفا “أن منطقة الحسينية تعاني ايضا من شح بالمياه نظرا لتغذيتها بنصف الطاقة المطلوبة،  بسبب عدم اكتمال مشروع الزهور المركزي الذي تنفذه شركة ماليزية”، فيما أكد أن “اغلب هذه المشاريع تجاوزت المدة القانونية والتعاقدية لها بدون تحقيق اي نسبة انجاز فيها”.