اخر الاخبار

لا تعوّل كثير من القوى السياسية والاحتجاجية والمجتمعية على خطوة “الحوار الوطني” المرتقب، الذي دعا اليه رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي؛ إذ تلاحظ شخصيات ديمقراطية ان أغلب القوى المتنفذة لم تتعاط مع دعوة الحكومة، التي لم تطرح ورقتها السياسية في ما يخص الحوار حتى الان.

وما لم تقدم الحكومة أهدافا ومرتكزات واضحة، فإن بعضا من القوى المدعوة للحوار لن تشترك.

ووفقا لمحليين سياسيين، فإن ما يجري في البلاد مرهون بخطط وأجندات خارجية، وبالتالي فإن مخرجات الحوار المحتمل، ربما لا ترضي تلك الجهات.

ويشمل الحوار الوطني الذي دعت اليه الحكومة “اربع فئات”، هي: كتل سياسية، قوى معارضة، قوى مجتمعية وشباب محتج.

مبادرة حكومية

وقال مستشار رئيس الوزراء، حسين علاوي، إن مبادرة الحوار الوطني التي دعا اليها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي “فرصة لاستعادة الدولة، وأنها ستشمل جميع شرائح المجتمع”.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية، مؤخراً عن علاوي، قوله إن “هذه المبادرة تشمل جميع شرائح المجتمع”.

وأكد علاوي أن “اللجنة العليا في مكتب رئيس الوزراء تعمل على تحديد المسارات وتصميم الورقة المرجعية، وتحديد فريق العمل والفئات التي أوضحها رئيس الوزراء والشرائح الاجتماعية. وفي مقدمتها الشباب المحتجون وكذلك القوى المعارضة”.

وأوضح أن “الفئات الأخرى المشمولة تتضمن قوى سياسية ومجتمعية، منها العشائر والشباب والنساء وكذلك القطاع الخاص”، مبيناً أن “جميع هذه الشرائح الاجتماعية ستشارك في الحوار الوطني، وهي فرصة كبيرة جداً لاستباق عمليات التعاون التي تجري وتندفع في المنطقة نحو سياسة داخلية موحدة”.

وتابع علاوي أن “هذه المبادرة هي السبيل والكفيل لاستعادة الدولة العراقية والانطلاق نحو المستقبل”.

ورقة سياسية

المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي أحمد ابراهيم، قال انه “لا توجد معلومة مؤكدة لدى الجميع عن جدية دعوة الحوار الوطني، حتى القوى المشاركة في السلطة لم تتجاوب مع هذه الدعوة”، مشيراً الى أن “من يدعو لحوار وطني يجب ان يقدم ورقة سياسية، تحتوي على اهداف ومرتكزات واضحة، كي تتمكن القوى الاخرى من التعامل معها”.

وأضاف إبراهيم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “كل القوى السياسية المشتركة في الحكومة والبرلمان، تدعي المعارضة للسطلة.

ويجد ان “المعارضة الحقيقية هي معارضة الشارع المحتج، والقوى المدنية والديمقراطية”، مبيناً ان “القوى السياسية تتجنب ان تلتقي مع قوى المعارضة، لانها تدرك ان قوى المعارضة هي الند الحقيقي لمشروعاتهم السياسية”.

وأشار المنسق العام الى ان “القوى السياسية دخلت معترك الانتخابات وهي غير موحدة، رغم اتفاق الاطراف على النزول للانتخابات في ائتلاف واحد، لكن كل القوى لها آراء متخوفة، فيكف لها ان تجري حوارا بشأن المستقبل”، مؤكدا ان “الدعوى تهدف الى تهدئة الاجواء السياسية التي اصبحت معقدة جداً”. 

مصطلح عائم

الى ذلك، وصف المحلل السياسي جاسم الموسوي، مصطلح الحوار الوطني بـ”العائم”، مشيراً الى ان العديد من الشخصيات السياسية سبق وان طرحته.

وقال الموسوي، في حديث خص به “طريق الشعب”، ان “مصطلح الحوار الوطني عائم، وبين انه “مجرد كلام اكثر مما هو واقع تطبيقي، باعتبار ان قواعد اجراء حوار بين فريقين متناقضين، الاول يسعى لتجريد القوى السياسية من السلطة، واخر معترض على وجوده في السلطة، غير متوفرة، ولا تجمع بينهما اية مشتركات”.

وأضاف أن ما يطرح يبقى في “إطار الآمال” ، مشيراً الى أن “ما يجري في العراق هو خلاف سياسي مرتبط بأجندات خارجية، وهي تلعب دوراً كبيراً في العملية السياسية”. 

وأوضح أن “كل ما يقال عن ان رئيس الوزراء سيتبنى مشروع حوار مع الشباب، لن يفضي الى نتائج ايجابية”.

وأكد الموسوي أن “القوى المعارضة الحقيقية، هي الشباب المحتج منذ 11 عاما. بدأت هذه القوى بعد تشرين تنظم نفسها”، لافتاً الى أن “ما ورد عن مستشار رئيس الوزراء بأنهم سوف يحاورون قوى معارضة، اعتقد انهم سوف يتوجهون نحو قوى وشباب تشرين”.