اخر الاخبار

لم تتمكن الحكومة العراقية حتى الان من معرفة عدد القطع الاثرية المسروقة والمحطمة في متحف الموصل، الذي تعرض للتخريب والسرقة  بعد سقوط المدينة بأيدي تنظيم داعش الارهابي عام 2014. وفيما يعمل فريق متخصص على اعادة اعمار هذا المتحف، أكدت جهات معنية قرب افتتاح متحف ميسان الذي اوشك على الاكتمال.

ويبلغ عدد المتاحف الموجودة في عموم البلاد 14 متحفا، عدا متاحف اقليم كردستان. افتتحت وزارة الثقافة حتى الان، خمسة منها، بينما تستعد لافتتاح متحفها الخامس في محافظة ميسان “قريبا”.

وتعرضت المتاحف في العراق الى سرقات كثيرة من قبل كبار تجار الاثار والمهربين، حيث تؤكد تقارير صحفية ان هناك جهودا حكومية لاسترداد الاثار المهربة وهي في اكثر من اتجاه، اولها جهات وطنية تعمل وفق تنسيق عالي تجمع وزارة الثقافة والخارجية وجهاز امني متخصص بالملف، بالاضافة الى سفارات العراق في مختلف البلدان. كذلك هناك جهود مع المؤسسات المعنية في مكافحة تهريب الآثار في باقي البلدان.

وأشارت التقارير ذاتها الى ان هناك طرقا حديثة ذكية في تعقب الاثار المسروقة؛ حيث ان قطاع المصارف والبنوك وتحديداً الجهاز المعني بغسيل الاموال في اوربا، رصد حركة غير طبيعية للأموال بين بعض البلدان، وبعد المتابعة من قبل المصارف، اتضحت انها اموال بيع بعض القطع الاثرية التابعة للعراق.  

ويصادف في 18 ايار اليوم العالمي للمتاحف، الذي اقره المجلس الدولي للمتاحف في باريس، الذي أنشئ في عام 1946، وانضمت له حوالي 164 دولة.

متحف الموصل

وتعمل السلطات العراقية مع أطراف دولية داعمة على إعادة بناء متحف الموصل، واستعادة المدينة مكانتها كمركز حيوي للثقافة في العراق.

وفي عام 2019، زار فريق من مؤسسة سميثسونيان بواشنطن، المتحف لتقييم الأضرار والبدء في وضع خطة لإعادة الإعمار، كجزء من مشروع بالتعاون مع متحف اللوفر الفرنسي، وصندوق الآثار العالمي، ومؤسسة أليف بسويسرا.

وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن المتحف الذي كان رمزا للتعدد الثقافي داخل المجتمع العراقي، حاول تنظيم داعش تدميره خلال الثلاث سنوات التي خضعت المدينة لحكمه، قبل أن يطردوا منها في عام 2017.

وقال الباحث بمعهد سميثسونيان، ريتشارد كورين، الذي يشارك في مشروع تأهيل متحف الموصل، إن “عملية الترميم من الممكن أن تساعد العراقيين في التغلب على الدمار الذي أحدثه تنظيم داعش”. وفقاً للصحيفة ذاتها.

وبجانب عملية إصلاح مبنى المتحف المتضرر بشدة، فإن الفريق المسؤول عن المشروع يواجه تحديا آخر، وهو فرز آلاف القطع الأثرية المختلفة التي دمرها تنظيم داعش.

وصمم الفريق شبكة على الأرض، حيث وضع علامات على كل قطعة أثرية قبل نقلها بعناية إلى منشأة تخزين، مخصصة للترميم في المستقبل وإعادة التجميع المحتملة.

وبعد أن قام فريق الترميم بتأمين المتحف، وإصلاح السقف الذي أصابته قذائف الهاون، وغربلة أكوام الحطام، انخرط مدير المتحف، زايد غازي ومساعدوه الآن، في “عملية التخطيط الدقيقة للعصر القادم للمتحف”، بحسب وصف الصحيفة الأميركية.

وقال غازي للصحيفة الأميركية، واصفا لحظات هدم داعش للآثار بالمتحف في عام 2015، “كان أمرا لا يصدق.. لقد ظهرت الكراهية العميقة في قلوبهم”.

تدمير وسرقة

من جانبه، قال رئيس هيئة الآثار، في وزارة الثقافة، ليث مجيد لـ”طريق الشعب”، ان “الموجودات التي كانت في حوزة متحف الموصل جزء منها تعرض للتدمير، كما بينت لنا اشرطة الفيديو المصورة، والجزء الاخر تعرض للسرقة”.

وأضاف انه حتى الان “غير معروف كيف تم تهريب القطع الاثرية، والى اي جهة ذهبت والتصوير الذي وصلنا عن التخريب بين لنا عمليات التدمير فقط، ولم يكشف لنا عن عمليات سرقة”. 

وأوضح رئيس الهيئة، انه “غير معلوم لدينا عدد القطع الاثرية التي استحوذت عليها تنظيمات داعش”، مبيناً “أننا لم نرصد في سوق الاثار العالمي القطع الاثرية المسروقة من متحف الموصل”.

وعن طريق تتبع القطع الاثرية المسروقة، قال مجيد ان “الطريقة الوحيدة الموجودة لتتبعها تسمى طريقة المياه الذكية، حيث توضع هذه المياه الذكية على كل قطعة اثار، ويوجد فيها رقم سري منظم، لا يمكن لاحد رؤيته، ولكن ليست كل اثار العراق قد تم تطبيق هذا النظام عليها، ونحن بدأنا تطبيق هذا النظام”.

وأشار الى أن “الحكومة العراقية تطالب بشكل رسمي عن طريق سفارتها بأسترداد اي اثر عراقي يظهر في اي مكان في العالم، وفي بعض الاحيان تظهر آثارنا في المزادات العالمية للآثار تتم متابعتها من قبل قسم الاسترداد ووزارة الخارجية”.

ترسخ الهوية الوطنية

وقال وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم، ان “المتحف له قدرة على ترسيخ الهوية الوطنية، كونه يربطنا بتاريخنا وهو تمهيد لاعداد ثقافة الاجيال الجديدة، لكي تتعرف الى تاريخها وترتبط به وترسخ هويته العراقية”. 

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “كثيراً ما يكرر الاعلام على ثم وجود قصدية من قبل الحكومات بالاهتمام بقطاع معين واهمال الاخر”، مشيراً الى ان “السنوات الماضية كانت كلها حروب ودماء، ولم تتمكن الحكومات من الاهتمام بالعديد من القطاعات، ومنها المتاحف وحيث كانت المحاصصة سيدة الموقف في قيادة الدوائر الثقافية، بالاضافة الى ان المبالغ المرصودة للمتاحف كانت دون المستوى”.

متاحف حضارية

وقال معاون مدير عام دائرة المتاحف العامة، في وزارة الثقافة، عباس عبد منديل، لـ”طريق الشعب”: ان “متاحف العراق تختص بحضارات وادي الرافدين، بينما المتاحف العالمية تضم اثارا لحضارات مختلفة”.

وأضاف ان “عدد المتاحف الموجودة في عموم البلاد يبلغ 14 متحفا، عدا متاحف اقليم كردستان، فيما المفتتح منها لا يزيد على خمسة، وهي المتحف العراقي في بغداد، ونماذج اخرى مصغرة من هذا المتحف في اربع محافظات، وهي:  بابل، السماوة، الناصرية والبصرة”، مؤكدا ان المتحف الخامس سيفتتح قريبا في ميسان، كما انه يوجد في اربيل متحف كرميان للفلكور.

ولا تزال البنى التحتية لبقية المتاحف مدمرة، منذ العام 2003. واكد ان “اول من اهتم بالمتاحف، هو الحضارات العراقية من خلال جملة من الشواهد التاريخية والحضارية، من بينها متحف الملك نبوخذ نصر”.

وخلص الى أن “المتاحف في العراق تمثل اقدم فكرة متحفية في العالم”.