اخر الاخبار

عثرت قوى الأمن المسؤولة عن مخيم الهول، شمال شرق سوريا، مؤخرا، على جثة لاجئ عراقي، قُتل على يد مجهولين (يعتقد أنهم من خلايا تنظيم داعش النائمة)، لترتفع إحصائية القتلى الى قرابة 48 حالة، منذ مطلع العام الجاري، والتي طالت لاجئين عراقيين ونازحين سوريين، في هذا المخيم، الذي تحاول دول مختلفة، إيجاد حل لقاطنيه.

وكان من بين ما تفكر به الحكومة العراقية، هو نقل اللاجئين العراقيين فيه الى مخيم الجدعة في مدينة الموصل، الأمر الى لم يتقبله الكثير من المسؤولين والشخصيات القبيلة وغيرهم.

ويعد مخيم الهول من أكبر المخيمات التي تحوي أُسراً وأفراد تنظيم “داعش” في شمال شرق سوريا. ويقطن فيه أكثر من 60 ألف شخص من مواطنين سوريين وجنسيات أخرى مختلفة. بضمنهم 8256 عائلة عراقية، بعدد افراد 30738 شخصاً.

 

48 حالة قتل في المخيم

وعن عملية القتل الاخيرة، قال مصدر أمني: إن اللاجئ العراقي خلف مصلح حماد (٢٠ عاماً)، قتل بطلق ناري من قبل مجهولين في القسم الأول من مخيم الهول.

وهذه عملية القتل الثانية التي تطال لاجئاً عراقياً بعد انتهاء الحملة الأمنية ضد خلايا تنظيم داعش، في شهر واحد.

وكان لاجئ عراقي قد قتل فيما أصيبت لاجئتان عراقيتان ونازحة سورية، بعدة رصاصات من قبل مجهولين في القسم الأول من مخيم الهول شرق مدينة الحسكة، وذلك في 17 نيسان الماضي.

وحتى الان، جرى تسجيل قرابة 48 حالة قتل، و10 إصابات منذ مطلع العام الجاري، في المخيم.

وكانت قوى الأمن الداخلي التابعة لـ ‹قسد› قد أعلنت، عقب انتهاء الحملة الأمنية، اعتقال 125 عنصراً من خلايا داعش النائمة، بينهم 20 مسؤولًا.

 

هل نقلت أسر “داعش” الى العراق؟

وفي وقت سابق، صرّح النائب عن محافظة نينوى شيروان الدوبرداني، بدخول قافلة، تقل أُسر عناصر داعش الى الحدود العراقية قادمة من سوريا، لم يؤكد أحد من الجهات الرسمية صحة ذلك، حتى اعداد هذا التقرير. 

وقال الدوبرداني، إن “القافلة نقلت أسرا قادمة من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في جنوب الموصل، والبالغ عددها 100 أسرة، اي ما يقارب 700 فرد.

وأشار إلى أنه قد حذر في وقت سابق من خطورة ما يجري، ولكن دون فائدة، حسب تعبيره.

 

تحذيرات عشائرية

فيما حذر أمير قبيلة الجبور، الشيخ عبد الرزاق الوكاع، من أن نقل عوائل عناصر داعش إلى مخيم الجدعة في نينوى بمثابة “تسونامي” يهدد أمن المحافظة، مشيرا الى تفشي “الفساد الأخلاقي والمخدرات” في هذا المخيم.

وقال الوكاع في بيان، طالعته “طريق الشعب”، إن نقل عوائل داعش من مخيم الهول في سوريا إلى مخيم الجدعة “يعتبر قنبلة موقوتة لسكان المنطقة، والغاية منه إعادة تسونامي (داعش) مرة أخرى وإحلال عدم الاستقرار الأمني”.

واضاف “يوجد في هذا (المخيم) تمويل الإرهاب من خلال النساء الإرهابيات”، داعياً إلى تحويل مجمعات المهجرين إلى منطقة غرب القيارة وفي الجزيرة بعيداً عن القرى والمدن لـ”إبعاد خطر الإرهابيين عن منطقة جنوب الموصل وحقول النفط والغاز والكبريت في منطقة القيارة”.

 

رفض برلماني

من جانبه، عبّر عضو مجلس النواب احمد الجبوري، عن رفضه إعادة فتح المخيمات في جنوب الموصل للنازحين من مخيم الهول في سوريا، فيما اعتبر ذلك خطوة إلى الوراء في ملف النازحين.

وقال الجبوري في بيان تابعته “طريق الشعب”، إن “المنطق والشرع والقانون لا تجيز منع عودة النساء والأطفال وكبار السن من أبناء محافظة نينوى المتواجدين في مخيم الهول في سوريا”.  

واقترح الجبوري “قيام الحكومة المحلية في محافظة نينوى والأجهزة الأمنية بالتعاون مع العشائر والمجتمع لاحتواء النساء والأطفال وكبار السن في مناطق سكناهم القديمة أو أي مناطق أخرى وإعادة تأهيلهم بالمجتمع مع إخضاعهم للمراقبة الأمنية والمجتمعية”.

 

حقوق الانسان تطمّن..

الى ذلك، رد نائب رئيس مفوضية حقوق الانسان، علي ميزرا، على الاتهامات التي وجهها بعض السياسيين بخصوص الموقف الامني لنازحي مخيم الهول قائلاً، ان “الحكومة العراقية في عام 2017 قررت اعادة ما يقارب 18 الف عائلة من اصل 27 الف عائلة، كانت موجودة في مخيم الهول، وان العوائل كلها مدققة اسماؤها من قبل الجهات الامنية”.  

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “معارك الباغوز في سوريا عطلت عودة النازحين الى العراق”، مؤكداً ان “الجهات الامنية تؤكد سلامة الموقف الامني للعوائل المتبقية هناك”.  

واوضح ميزر أن “النازحين العراقيين في مخيم الهول هم من محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين”، مشيراً الى ان “هذه العوائل اذا عادت الى العراق ستتواجد في مخيمات الجدعة في الموصل”. 

واستدرك بقوله، ان “على الحكومة ان تتأكد من ان العوائل التي ستعود هي نفسها التي دققت اسماءها في عام 2017، على ان تهيئ برامج التأهيل كي يتمكن النازحون من اعادة الاندماج في المجتمع”. 

وتتواصل عمليات إعادة النازحين الذين أجبرتهم الحرب على ترك مناطقهم، ونقلهم من المخيمات إلى مناطقهم الأصلية، بدعم من الحكومة العراقية.

 

الهجرة والمهجرين لا تعلم

ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس، دخول لاجئين عراقيين من سوريا الى الموصل، لكنه أشار الى ان “هناك تحركا على عودة النازحين، وبالتحديد العوائل التي لم يسجل عليها ملاحظات امنية”. 

وأكد في حديث لـ”طريق الشعب”، ان وزارته لم يصلها “اي شيء رسمي بهذا الخصوص، وأنها ملزمة بتقديم الايواء والاغاثة لهذه الأسر، حتى لو ان التهم ملتصقة بهم، لكننا لا نعلم متى يعودون”.  

وأكد المتحدث ان “الحكومة العراقية تسعى الى اعادة هذه الاسرة النازحة، من أجل الحد من خطورتها في المستقبل، كونها الان في مخيم يحتوي على نازحين من مختلف البلدان، ومنهم أسر لعوائل داعشية، فاستمرار بقاء العائلات العراقية على احتكاك مع العوائل الاخرى يشكل خطراً في المستقبل على العراق”.

وأوضح انه “في عام 2017 عاد حوالي 27 الف شخص”، مبيناً ان “وزارة الهجر تكفلت في ذلك الوقت عودة 13 الف شخص من هؤلاء، فيما تكفلت جهات اخرى بعودة البقية”. 

 

لا توجد موافقات

وفي غضون ذلك، أكد عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية، كاطع الركابي، الجمعة، “عدم وجود موافقات حكومية على دخول عوائل مخيم الهول السوري إلى العراق”.

وقال الركابي، “لحد اللحظة لا توجد اي موافقة حكومية على دخول عوائل مخيم الهول السوري الى الاراضي العراقية”، مؤكدا ان “الحديث عن وجود موافقات او اتفاق حكومي على دخول العوائل غير صحيح حتى الان”.

ووجّه محافظ نينوى، نجم الجبوري، في 6 أيار الجاري، كتابا إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، يطلب فيه التريث في نقل نازحي مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في ناحية القيارة جنوب الموصل، وذلك لوجود رفض شعبي واسع لعودة عوائل تنظيم داعش، ومن عدة محافظات الى محافظة نينوى.

عرض مقالات: