اخر الاخبار

يعد مشروع مستشفى بغداد العام التعليمي المقارب لمستشفى الامراض النفسية والعقلية في حي الرشاد البغدادي، واحدا من المشاريع الاستراتيجية الكبرى في مناطق شرق القناة، والذي لو اكتمل إنجازه سيقدم الخدمات الصحية والطبية والاستشارية لسكان تلك المناطق.

تفاصيل المشروع

ووفقا لتفاصيل المشروع، فإن المستشفى سيضم 5 طوابق تسع في مجملها 400 سرير. كما يتضمن قسما للطب العدلي، ومبنى لسكن الأطباء، و16 صالة عمليات، ومركزا متخصصا في معالجة الأورام، وبنايتين لمعالجة الحروق، وقسما للعلاج الطبيعي ومختبرات حديثة، ومصرفا للدم ومنظومة أوكسجين طبي ومحطة لتحلية مياه الشرب ومهبطا للطائرات المروحية ومساحات خضراء.

هذا المشروع جرت المباشرة به مطلع تموز عام 2009، واستمر العمل فيه ثم توقف في العام 2011 لأسباب مختلفة، أبرزها الأزمة المالية التي عانتها البلاد. فبقي سكان شرق القناة ينتظرون استئنافه طويلا، لكن دون جدوى، حتى أكدت حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني منذ جلساتها الأولى أن أولويات برنامجها الحكومي الخاص بالقطاع الصحي، هي تأهيل المؤسسات الصحية وإنجاز مشاريع المستشفيات المتلكئة. لذلك استبشر سكان شرق القناة خيرا، وبدأوا ينتظرون الشروع باستئناف العمل في المشروع، الذي بقي منذ نحو 12 عاما عبارة عن هياكل ورافعات عملاقة منصوبة في أماكنها.

وبالفعل، جرى استئناف العمل في المشروع أخيرا، إلى جانب مشاريع مستشفيات أخرى في بغداد والمحافظات، ما أعاد الأمل في نفوس المواطنين.

وتتصدر مدخل المشروع لافتة مكتوب عليها: “تقوم وزارة الصحة ودائرة المشاريع والخدمات الهندسية ودائرة صحة بغداد بإنشاء مستشفى تعليمي بسعة 400 سرير”. وقد دوّن على اللافتة تاريخ المباشرة، وهو 1 تموز 2009، وتاريخ الافتتاح وهو 1 كانون الثاني 2021.

هذا المستشفى، وفي حال اكتمل بناؤه، سيقدم خدماته لسكان أحياء الشهداء والعبيدي والشماعية والسفير والكفاءات والرحمة والرشاد والاورفلي وطارق والبتول، فضلا عن منطقة حسينية المعامل. فكل هذه الأحياء، إضافة إلى العشوائيات المتعددة المنتشرة فيها، تفتقر لوجود مستشفى عام.

فرحتنا كبيرة

وأعاد استئناف العمل في مشروع المستشفى، الأمل إلى نفوس المواطنين، بعد أن يئسوا سنوات من تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره.

وفي لقاء مع “طريق الشعب”، يقول المواطن كريم حميد، أن “فرحتنا كبيرة ونحن نشاهد عودة العمل في هذا المشروع، الذي لفه النسيان والإهمال سنوات طويلة”، مضيفا أن “قرارات الحكومة بإنجاز وإكمال تلك المشاريع المتوقفة، خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”.

ويؤكد أنه “بالإضافة إلى حاجتها للخدمات الصحية، تحتاج مناطق شرق القناة إلى الكثير من الخدمات، خاصة انها تتميز بكثافتها السكانية العالية”.

أمل في استمرار العمل

من جانبه، يأمل الموظف سعيد حسين أن يستمر العمل في المشروع وصولا إلى انجازه بصورة تامة.

ويقول لـ “طريق الشعب”، أنه “كنا قد شعرنا بأسف شديد وخيبة أمل حين توقف العمل في المستشفى. فالجميع يدرك أهمية هذه المؤسسة الصحية لأهالي مناطق شرق القناة، التي تخلو من مستشفى عام كبير رغم كثافتها السكانية العالية”.

ويتابع قوله أنه “من غير المعقول ألا تلتفت الحكومة إلى الواقع الصحي المتدهور الذي يعانيه أهالي مناطق شرق القناة. فنحن نضطر إلى مراجعة مستشفيين في مدينة الصدر القريبة، هما: مستشفى الصدر العام في الداخل، ومستشفى الإمام علي في الجوادر. وهذان المستشفيان في واقع الأمر، لا يمكنهما استيعاب الكثافة السكانية لهذه المدينة المكتظة بالنفوس، فكيف سيوفران الخدمات الصحية لسكان المناطق الأخرى؟!”.

ويشير حسين إلى ان “خطوة بناء مستشفى تعليمي كبير في شرق القناة، إيجابية ومهمة. ونحن نأمل ألا تواجه المشروع أية معوقات تحول دون إنجازه بالشكل المطلوب”. 

فيما يتمنى المتقاعد محسن قاسم، وهو من سكان حي الكفاءات في شرق القناة، مواصلة العمل في المشروع.  ويقول لـ “طريق الشعب”، أن “المواطنين فرحوا كثيرا بعودة العمل في المشروع، وتنفيذ وإنجاز بعض بناياته”، معربا عن أمله في استمرار العمل بهمة عالية، وإتمامه في الموعد المحدد.

خطوة تستحق الثناء

الطالب حسن محمد، يعرب أيضا عن سعادته باستئناف العمل في المشروع. ويقول أن هذا المستشفى كبير ويتمتع بمواصفات عالية، وأن خطوة استئناف العمل فيه تستحق الثناء.

ويضيف قوله أن مناطق شرق القناة كبيرة وتضم أحياء سكنية كثيرة وعشوائيات، لذا من الضروري أن تبنى فيها مؤسسة صحية بهذا الحجم.

أما المتقاعد حسن سوادي، فيقول أن سكان شرق القناة من الطبقات الفقيرة وذات الدخل المحدود، ومعظمهم غير قادر على مراجعة المستشفيات الأهلية والعيادات الخاصة، لذلك فرحوا كثيرا في استكمال مشروع مستشفى بغداد، معربا عن أمله في مواصلة العمل دون تعطيل أو عوارض.

إلى ذلك، يستذكر التربوي محمود جاسم كيف أصبح هذا المشروع محور حديث المواطنين عقب توقفه عام 2011، وحجم اليأس الذي لفهم وهم يشاهدون المواد الإنشائية وأسس البناء غير المكتملة، تتضرر بفعل عوامل الطقس.

ويؤكد أن بناء مستشفى بهذا الحجم في شرق القناة، حاجة ملحة وضرورية.

عرض مقالات: