اخر الاخبار

(للشاعر عريان السيد خلف:

 تبعد معتمد..

وتوز عليه الشيب)

فالشعر الشعبي يعد معلما ثقافيا ومعرفيا مضافا للذاكرة الانسانية..ووسيلة لغوية عميقة التأثير في مستهلكها (متلقيها)..كونها متماسة وحياته العملية والوجودية بتراكيبها الصورية البعيدة عن الضبابية والتعقيد اللفظي..فضلا عن قدرتها على التعبير عن مكنونات الذات والذات الجمعي الآخر بشكل مكثف..موجز العبارة..يسهل حفظه وخزنه في الذاكر من جهة والارتقاء بدلالة النص الشعري الى المستوى الذي يحقق انزياحا في تكثيف الصورة الشعرية وتجاوز الزمكانية وتفاعلها نفسيا وفكريا من جهة اخرى..كما في نص الشاعر الاستثناء عريان السيد خلف..

انزف صبر يا وطن .. بيه الك مية جرح

كلما يهيد الألم بجروحي اذر الملح

افديك ياوطني لو مية مرة انذبح

واشرب نخب هيبتك من المسا للصبح

مثلك محب ما الي ومثلك جرح مايصح

يا رمح بضمايري لا خطى ولا صابني

كلبي على وطني

فالشاعر يطوع اللفظة الموحية وينسجها في صوره الشعرية التي هي بناء تخييلي في نسيج النص..وشكل من اشكال التعبير والدلالة السايكولوجية..الكاشفة عن دواخل المنتج (الشاعر) بلغة ايحائية تفضي لتحقيق الفعل والقول الشعريين.. فيقدم صورة متحركة نابضة بالحياة والانفعال والتفاعل التصاعدي من خلال توظيفه تقنيات فنية في مقدمتها الرمز المزدحم وجوده في ذاكرة الشاعر بدلالته الموروثة المرتكزة في الوجدان. وللشاعرة احلام الزيدي..

ليش بكت الحلم مني

ياحبيبي

يادفو البهدومي

الدنية ظلمة بلاية  وجهك

يا ضواي

وتدري احبك يا كمر من يومي

فالشاعرة تنسج صورها الشعرية المركبة التي تنتمي الى ملكة الخيال بتطويع مفرداتها المستلة من المحكي اليومي..كونها المعيار الذي يكشف عن اصالة التجربة الشعرية عند الشاعرة لتحقيق الجانب السايكولوجي المقترن عضويا بالجانب النفسي .. وللشاعر علي المقداد..

تانيتكم

جلمة عشك

بشفايف اخرس مختنك

ما ترضه تطلع وينكم

فالشاعر يحاول تفعيل الصورة الشعرية والاشتغال على الانزياحات اللغوية والمجاز والمفاغرقة..لانه يعي ان قوة النص تنحصر في الالفاظ الموحية..المكتنزة بالافكار عن طريق الصور التي هي تشكيل فني متساوق في وظائفه التفسية والدلالية..فضلا عن انها تعد اساس الخلق الشعري..لانها كون جمالي يتشكل من التقاطات المنتج (الشاعر) الجزئية للمدركات الحسية وتشخيص المعاني .. وبهذا يكشف الشاعر الشعبي عن قدرة ابداعية مستقزة وحضور لافت بتميزه جماليا وبنائيا مؤثرا في متلقيه مجتمعيا...

عرض مقالات: