اخر الاخبار

منذ تطلعي لقراءة وكتابة الشعر الشعبي تعرفت على الكثير من الأسماء المثقفة الهامة والذائعة الصيت.. من الشعراء الشعبين وغيرهم، وبالاخص البارزين منهم وكان أحدهم الشاعر الكبير كاظم اسماعيل الگاطع المتميز في عطاءه و كتاباته في الشعر الشعبي العراقي والمنحدر اصلا من الجنوب العراقي, وكان ذلك في العام ١٩٧١ من القرن الماضي ولحسن حظي تعرفت عليه وعلى الشاعر الكبير عريان السيد خلف وأبو هديل، فرحان قاسم، وكريم العراقي وبعض الأصدقاء والشعراء والمثقفين وهم كثرة. واستمرت مزاملتي معهم ومع البعض من الشعراء الكبار أمثال الشاعر شاكر السماوي وعزيز السماوي وطارق ياسين وعلي الشيباني وكريم محمد ويعرب الزيدي وكاظم إلرويعي وجبار الغزي وحامد العبيدي وأبوسرحان وإسماعيل محمد اسماعيل وعبدالسادة العلي وريسان الخزعلي ورحيم الغالبي وبشير العبودي وكريم العماري وزهير الدجيلي وناظم السماوي وكاظم الركابي وعبد الكريم القصاب وكامل الركابي وأبو سرحان ومهدي السوداني والقائمة تطول حتى ارتويت واشبعت رغبتي في القراءة والاستماع. و في أحد الايام  سألني الشاعر الگاطع موضوع البحث لماذا لا تكتب مثلنا فأجبته ماذا أكون لو كنت مثلكم حيث كان يشغلنا التميّز في الاسلوب لكل واحد منا. وكان الاصدار الاول للگاطع (قصائد دامعة) مشتركا مع الشاعر كريم راضي العماري ومن بعدها (شمس بالليل) الذي كان هو الأهم في مسيرة كاظم اسماعيل الگاطع الشعرية. من وجهة نظري. وإصدارات أخرى تبعت ذلك الاصدار ومنها (العيد ابو هلالين).. (غاب الگمر)..(گطرات الندى)..اوزان الشعر الشعبي. وغيرهما. نصوص غنائية  التي أداها وغناها أغلبية المطربين الشباب.

وكثيرة هي إصداراته الاخرى التي احتوٌت قصائده اليسارية الوطنية التي كان جل اهتمامه فيها والتي تشغله دائما.

هوه طريقين العمر..

واحد مذلّه ومزبلة تاريخ والثاني شمس..

وأثنيهن يتلاگن ابحلگ الگبر

ومن الملاحظ الأسلوب الشعري الذي انتهجه الشاعر كاظم اسماعيل الگاطع اظافة إلى حظوره الفني والعاطفي  وقدرته في ايصال الشعر السهل  الممتنع الى المتلقي .والذي لايتقاطع مع الشعراء الاخرين  الاٌ في الاسلوب والمهمة. وكثيرة هي إطلالاته الشعرية المعروف بها أوضح منها :

الموت مغناطيس يلگف كل حديد،

لو رايد شمس چاماصرتً سرداب ،

اصل الشايب شاب..واصل الغني اتراب

الطين ممكن يرجع اتراب..من لفحه وحده من شهر أب،،

وكثيرة هي الشواهد والدلالات التي تميزّ بها الشاعر الگاطع.

وفي رجوع ثاني لتكرار إبداعه التي تأخرت عن الكتابة عنها لكني استذكرتها وجوبا ومنها قصيدة الأّم ضمن هذه المجموعة الشعرية (شمس بالليل) والتي تتقارب مع قصيدة شاعرنا الكبير مظفر النواب، البراءه وكأنها مجاراة له..

يبني خنگوا كل ضواي وذبحوا ابصينتي شمعه

ونجمك اليضحًك ييمه امغنتب ومابيه لمعه

يبني والبستان ذاك امصوفر ومشلول زرعه

ودم ضحايانه ينزٌ ابكل مضيف ومابكت للزلم ربعه

والخبز مديوف بالدم..

گليّ.. گلي..

گلي خبز اليابس الينداف بالدم منٌ يجرعه..!؟

يبني جاعت الأمهات وديسها گامت ترٌضعه !

والسلف ياكل لحم موتاه يبني ..مالگه خبزه التشبعه!،،

ان لحجم هذه المأساة التي تتحد مع بعضها وتتصافح مع مثيلاتها من جراح الاخرين لم يغفل عنها شاعرنا الكبير كاظم اسماعيل الگاطع بل كانت من مهامه والكشف عنها بل كانت صرخة مدويّة بوجه الطغاة المجرمين وهكذا كان الشاعر مهموما بصرخاته المؤثرة. ان لمثل هكذا مشاهد تجعل من فيضه الشعري المتدفق صوتا متميزا والذي به يشير إلى هموم الاخرين من المصائب وهي القضية التي يعرق لها الجبين وتنهض همته وغيرها للاستئثار وبهمة عالية...

المزابل حولوها مقابر..!

والمراجيح التغني ابعيدنا صارت مشانق..!

چم شهيد العبٌر الثورة أعله ضلعه..!

يبني جلاد السجن ساطوره جايع.. گصله من زندك واشبعه

ايعزّ عليّ منشوركم يوليدي بالعلاگه ارجعه..

يبني ظل لابس حديدك لاتمل منهً وتنزعه..،،

ان لهذه المباشره بالفن والإبداع والايحائية الشعرية والالتماعات مابعد الاغماء ولحظة  الصحو كانت كمثيلاتها اغاني المواسم ومنها مثلا :

تگلي اضحك،،

تگلي اضحك جيب اشوي فرح وأگطع نفس جرحك

جيب اشوي فرح واگطع نفس جرحك..،،

سنّ الماضحك بالعيد چايوم الطبّگ يضحك !

ان الغناء الروحي الذي ينتاب الشاعر في زمن غياب الفرح كان ابتهاجا مأساويا واضحا.. يوقظه مجددا

أجه طيفك يدگ البوب ياباب اليدگه امقفله بوبه

اجه ايعاتب نشد أهله لگه الدله ابمضيف الحسره مگلوبه

شاف الغيم يشرب ماي حالوبه

وشاف الناس تشرب بالجماجم ماي..

گال اشمال هاي الناس تشرب بالجماجم ماي..

وأشماله شهر عاشور مامش طوس بحبوبه !؟

وفي انتقالة اخرى لقصيده ثانيه.،، منشار الورق،، وهي المتميزة الأخرى في هذه المجموعة الشعرية الجميلة (شمس بالليل) أثارت انتباهي كثيرا حتى جعلتني صاغيا لها وباستمرار والتي يقول فيها..،

ياشراع امهاجر وعين الشواطئ امتانيه اليوم البعيد..،

اتظل بعيد وتبخل أهله الصايمين بلا صبر بهلال عيد..!؟

أنسيت لو راضي ابغربتك..!؟

ماسمعت الطاح غفله وفرفح ابگلبه النشيد !؟

ولا نده نومك عتبنه..

وهذا وكت البيه منشار الورق گص الحديد!