اخر الاخبار

حينما يجري الحديث عن أية ذكرى أو مناسبة انما يتبادر إلى الذهن تاريخ محدد بالذات وعن الشيء المقصود بهذه الذكرى أو المناسبة..

وعندما يجري الحديث ليس فقط عن الحزب الشيوعي العراقي كحزب سياسي فحسب بقدر ما ينصرف إلى الحديث عن تاريخ شعب لما يزيد عن ٨ عقود من الزمن بكل ما فيها من أمجاد وبطولات ومن شدائد وصعوبات، وعن كل ما قدمه هذا الشعب من تضحيات وما حققه من انجازات ونجاحات في سبيل الشعب العراقي ومن اجل مستقبل أفضل للأجيال.. الأمر الذي يمثل فيه الحزب الشيوعي العراقي في كل ما تقدم اعلاه المرآة التي عكست كل ما صورته تلك النجاحات في سبيل وحدة هذا الشعب والحفاظ على تماسكه وتجانسه الاجتماعي وتقاربه ووحدة مصالحه القومية والوطنية.

ففي الحادي والثلاثين من اذار من كل عام يحتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم بذكرى عزيزة على قلوبهم ألا وهي ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي.

وفي هذه الايام نستقبل الذكرى (87) لتأسيس حزبنا الذي لعب ولا يزال يلعب دورا مهما في تاريخ العراق الحديث وذلك من خلال استقطابه طاقات نضالية وفكرية كثيرة وخوضه معارك عديدة من اجل الاستقلال الوطني والتغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.. وقد كان حزبنا طيلة العقود الثمانية الماضية مساهما مع بقية أحزاب شعبنا الوطنية والديمقراطية في نضالات الشعب وهباته وانتفاضاته وثوراته وسائر معاركه المجيدة ومنها دوره المشرف في انتصار ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 واسقاط النظام الملكي الرجعي آنذاك، وكان الحزب في مقدمة المضحين من أجل انتصار قضية شعبنا وتحقيق أهدافه وقدم على هذا الطريق الآلاف من مناضليه وبضمنهم الكثير من قادته وكوادره يتقدمهم الرفاق فهد وحازم وصارم وسلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي الذين قدموا حياتهم فداءً لقضية الشعب والوطن، وعانى الآلاف من غيرهم صنوف الحرمان والآلام في سراديب التعذيب وفي السجون والمعتقلات وفي ظل ظروف الاختفاء والتشرد وغيرها من مظاهر التعسف والاضطهاد.

لقد اتسمت مسيرة الشيوعيين العراقيين الكفاحية في العقود الاخيرة وبالذات خلال فترة حكم نظام البعث الفاشي الذي أغرق شعبنا بالكوارث والمآسي والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلا بعزم واقدام وطيدين في مواجهة أبشع دكتاتورية تسلطت على رقاب ابناء شعبنا في تاريخه الحديث، دكتاتورية هي الاكثر دموية وإيذاء للشعب واضرارا للوطن.

لقد تعرض حزبنا خلال هذه الحقبة السوداء إلى حملات قمع وحشية استهدفت تصفيته عام 1978 وادت هذه الحملات إلى سحق منظماته في طول البلد وعرضها، وبعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 ظهر مجددا إلى العلن الحزب الشيوعي العراقي بعد ملاحقات وحظر دام نحو ربع قرن في ظل النظام الدكتاتوري السابق، واستطاع حزبنا ان يحقق انتشارا واسعا بين ابناء الشعب العراقي وخصوصا بين اوساط العمال والفلاحين وشغيلة اليد والمثقفين وسائر ابناء شعبنا العراقي بسبب تعبيره الصادق عن أحلام الشعب في التحرر والعدالة والتقدم الاجتماعية، ومنذ سقوط النظام الصدامي في عام 2003 ارتفعت إلى سماء المجد أعداد كبيرة من قادة وكوادر واعضاء حزبنا على أيدي الارهابيين والتكفيريين، ومازال الحزب الشيوعي العراقي حتى يومنا هذا يقدم الشهداء فداءً للوطن ومازالت اغنية الحزب على شفاه مناضليه ..

اليمشي بدربته شيشوف يا أبو علي .. لو موت لو سعادة

واحنه دربنه معروف يا أبو علي .. والوفه عدنه عاده

وهكذا فأن قوافل شهداء الحزب الشيوعي العراقي مثلت مصابيح مضيئة للمناضلين العراقيين من كل اطياف الشعب، ويمثل هؤلاء الشباب قاسما مشتركا لكل مكونات الشعب العراقي، وستبقى دماء الشهداء الشيوعيين شعلة منيرة يحملها أحفاد اولئك الإبطال في ساحات النضال الطبقية والوطنية ملتصقين بحزبهم وشعبهم.

ألف تحية لحزبنا الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى (87) لتأسيسه

تحية إجلال واحترام لشهداء حزبنا الذين وهبوا حياتهم في سبيل وطن حر وشعب سعيد.

عرض مقالات: