اخر الاخبار

تحتفل نساء العالم كل سنة بعيدهنّ المجيد، الذي أقرّته الأمم المتحدة منذ سنوات، ونحن نقدم أجمل الورود للمحتفلات وغير المحتفلات بعيدهنّ إكراماً لتضحياتهنّ ولشجاعتهنّ، ولصبرهنّ.

بالرغم من كل ذلك لازالت المرأة العراقية تراوح مكانها. لا، بل بدأت بالتراجع من حيث القوانين والمكتسبات التي حققتها، بسبب ما وصلت اليه البلاد من تدهور من كل الجوانب، وانعكس هذا على سلوكيات دخيلة ومرفوضة تمارس ضدها، إضافة إلى العنف الأسري والمجتمعي تجاهها.

لكن هذا لم يمنع النساء من حمل غصن الزيتون، ورفع شعار " الخبز والورود" والمساهمة الفعّالة في انتفاضة تشرين الباسلة، حد الموت، رغم حبهنَ للحياة، بل كان نضالهنّ من أجل حياة أفضل لهنّ ولعوائلهن. 

حرص الحزب الشيوعي العراقي كل عام على الاحتفال بعيد المرأة أن يحتفي بالمرأة من خلال صحافته ومنابره الإعلامية، وهو السبّاق في الاحتفال والمطالبة بحقوقهنّ، في المساواة والعدل بينها وبين أخيها الرجل.

بين أيدينا كتابات وأصوات نسائية عراقية يعشن في مختلف بلدان العالم، يعبرن عن مشاعرهنّ بالعيد وتمنياتهنّ أن تحظى المرأة العراقية بالسلام مع دعوات لإنصافها، وبعضهن نقلن تجربة تلك البلدان وقوانينها المتحضّرة تجاه المرأة. 

 

1- سليمة قاسم - الولايات المتحدة الأمريكية

 تحيّة للمرأة العراقية، وهي تناضل من أجل نيل حقوقها المشروعة في المساواة وتشريع القوانين التي تحميها من العنف والاضطهاد بما يكفل لها العيش برخاء وسلام في مجتمع تشكل هي نصفه، وتربي وتعلم نصفه الآخر.

 قد يكون الاحتفال بيوم المرأة آخر ما تفكر فيه النساء هذا العام في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها البلد من تردي الوضع الاقتصادي وجائحة كورونا، لكننا نشد على يدها ونشجعها للمضي قدما لتكمل مشوارها الذي بدأته مع شريكها الرجل في ساحات التظاهر وفي خطوط المواجهة، أو تقديم المساعدة الطبية أو الخدمية وكسر حاجز الخوف الذي منعها من أداء دورها المعهود لتمكين المرأة من ممارسة حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يضمن مشاركتها الفاعلة في مؤسسات الدولة ككل. 

يوم المرأة العالمي مناسبة طيبة للإقرار بتضحيات النساء العراقيات اللواتي فقدن الزوج أو الإبن أو الأخ، ووجدن أنفسهن المعيل والمربي لعوائل كبيرة في ظل تراجع الدور الحكومي لدعمهن، وأن لا ننسى المطالبة بتشريع قانون الحماية من العنف الأسري الذي ظل حبيساً في أدراج مجلس النواب ليعيد للمرأة كرامتها المهدورة ويحميها من العنف والاضطهاد.

 

2-فاتن ياسر – بريطانيا

في يوم المرأة العالمي أقدم أجمل تهنئة لنساء العالم وللمرأة العراقية بشكلٍ خاص

مازالت المرأة تعاني من الاستغلال والعنف وعدم المساواة وخاصة في الدول العربية وبالأخص العراق، ولما يمر به البلد من وضع استثنائي من سيطرة الأحزاب الطائفية والفاسدة التي تعتبر المرأة مخلوقا من درجة ثانية.

عانت المرأة العراقية من العنف والقسوة والاستغلال، و للأسف هناك نساء تعنف نساءً أخريات، ولكن هناك جانب آخر برزت فيه نساء، وأثبتن أنهنّ بطلات، وخضن أسمى أنواع التحدي وأثبتن جدارتهنّ في ساحات الاحتجاج وفي مشاركتهن في ثورة تشرين 2019، وهذا شرف للمرأة العراقية.

ولا ننسى تجربة نسائنا النصيرات في كردستان، ممّن أبدين شجاعة فائقة في الثمانينات وحملن السلاح ضد النظام الدكتاتوري، ولا زالت المرأة مستمرة في نضالها لنيل حقوقها كاملةً، وأنا كامرأة أدعو النساء في كل العالم لمساندة بعضهن البعض لتحقيق المزيد من المكتسبات، وتحقيق العدالة التي تحقق أمنياتهنّ في العيش الكريم لهنّ ولعوائلهنّ.

 

 ٣-

8 آذار الخالد.. مسيرة نضال وتضحيات

ميسون يوسف

8 آذار يوم يحتفل العالم به بمن وهبت الحياة والحب والعطاء والتضحيات.. إنه عيد المرأة العالمي.

إن الظلم المجتمعي والسياسي والظروف القاسية من عنف وتهميش وسلب الحقوق الذي تعرّضت له المرأة خلال كل حقب التأريخ دفع بعض آلاف من النساء العاملات في مصانع النسيج في مدينة نيويورك الأمريكية عام 1856 إلى الإضراب العام، والخروج بتظاهرة كبيرة وسط شوارع المدينة، وهن يرفعن شعارات تطالب بتقليل ساعات العمل وبرفع ألأجور وبالضمان الصحي، وقد تم تفريق هذه المظاهرات من قبل رجال الشرطة، لكنّ هذا اليوم ظلّ خالداً في ذاكرة جميع نساء العالم، وخطّ في تأريخ نضالهن أثراً لا يمحى.

وفي عام 1910 تكرّر الفعل الإضرابي في نفس مدينة نيويورك، إذ خرجت آلاف المتظاهرات وهنّ يجبن الشوارع ويحملن الخبز اليابس والورد، وقد أخذ هذا الإضراب صدى بعيدا وصل إلى بعض الدول الأوربية كالدنمارك وألمانيا وسويسرا والنمسا، وفي عام 1917 منحت الحكومة الموقتة في روسيا حق التصويت للنساء أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث تمّ تحديد يوم الثامن من آذار يوم المرأة العالمي وذلك بعد أن طالبت النساء الروسيات بالخبز والسلام ورفعن شعارات:

1 ـ حق المرأة في العمل.

2 ـ التصدي للعنف ضد النساء.

3 ـ إبعاد النساء والأطفال عن الحروب.

4 ـ حق مشاركة المرأة في الانتخابات والحكم. 

5 ـ إلغاء الفوارق الطبقية بين الرجل والمرأة.

 

وأخيرا تم اعتماد يوم الثامن من آذار عام 1975 كعيد للمرأة في الأمم المتحدة.

وإذا ما قارنا حال المرأة الشرقية عامة والعربية خاصة، لتبيّن لنا سعة الفارق بين مظلومية الأخيرة مقارنة بمظلومية النساء في أوربا والعالم الغربي عموما، وذلك يعود إلى أسباب عدّة؛ أهمها الإجحاف الصارخ بحق المرأة الشرقية ممثّلا بخضوعها إلى التشريعات الدينية والدنيوية والأعراف والتقاليد البالية، وكمثال على النظرة الدونية للمرأة في الشرق وخاصة في الأقطار العربية هي:

1 ـ حصتها في الإرث نصف حق الرجل.

2 ـ للرجل حق الزواج بأربع بينما المرأة لا يحق لها طلب الطلاق.

3 ـ عدم وجود قانون يحمي المرأة من العنف والقتل، أو حتّى حقها بطلب الطلاق إذا ما كان زوجها سيئ الخلق والسلوك.

4 ـ ليس للمرأة حق برفض الزواج الجبري الذي يفرضه الأهل حتى وإن كان غير متكافيء في السن والسلوك.

5 ـ عدم وجود قانون يحمي القاصرات من الزواج، أو منعها من أن تمارس حقها بالتعليم أو اختيار الزوج، أو رفضها الختان في بعض الأقطار، والحجاب أو تعرضها للقتل غسلاً للعار دون عقوبات للجاني.

أمّا بخصوص المرأة العراقية التي ناضلت ضمن صفوف رابطة المرأة العراقية حتى تحقق لها الانتصار الكبير، وهو إصدار قانون الأحوال الشخصية الذي ساوى الرجل بالمرأة بعد ثورة تموز الخالدة، إلاّ أنها عانت الويلات في عصر النظام الدكتاتوري خلال الحروب التي ورط العراق بها، كما عانت من سطوة رجال الدين الذين استلموا الحكم بعد زوال الدكتاتورية، وعودة التقاليد العشائرية والقبلية والطائفية وسيادة الجهل الذي تفشى في المجتمع كوباء ليس له علاج إلاّ بعودة النظام المدني التقدمي الذي يحترم المرأة ويمنحها المكانة التي تستحقها في قيادة المجتمع . 

   

٤-

تحية للمرأة أينما تكون، وهي تناضل من أجل نيل حقوقها

ابتهاج شمخي – استراليا

بعد الإعلان الأممي عن يوم المرأة العالمي حدثت تطورات تاريخية في العالم من ثورات وانقلابات وكوارث بيئية وتطورات في كل مجالات الحياة. وكان للمرأة دور فاعل في كل ما حدث. ففي أفريقيا كانت المرأة تناضل ضد العنصرية والتخلف والاستعمار وضد القبلية والعادات والتقاليد البالية من ختان وتعدد الزوجات وتجارة النساء والعبودية للسلطة الذكورية وقدمت الكثير من التضحيات.

وفي آسيا أيضا كان للمرأة الدور الريادي في دفع عجلة التطور نحو الأمام سوية مع الرجل، خصوصا في الصين واليابان وهونغ كونغ وسنغافورة ودول عديدة، وتسنمت مناصب عالية في الدولة والمرافق الأخرى، إضافة إلى نضال المرأة في آسيا وفي البلدان الفقيرة على وجه التحديد ضد التخلف والجهل والجوع والبطالة. وفي قارة أمريكا اللاتينية وقفت المرأة بشرف ضد كل أنواع الدكتاتورية والأنظمة الفاشستية من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وقدمت الكثير من التضحيات من خطف وقتل وتعذيب. وفي القارة الأسترالية تتمتع المرأة بدور قيادي في المجتمع وتسنمت مواقع رئاسية في الكثير من الولايات كما أنها تحرز تقدما واسعا في كل صنوف الحياة. أما في أمريكا وأوربا فالمرأة تناضل بقوة ضد هيمنة الرأسمالية وتكافح في سبيل حياة أفضل كما أنها أحرزت انتصارات رائعة في مجالات السياسة والاقتصاد والتاريخ والأدب والفن. عموما المرأة في العالم سجلت حضورا تاريخيا وحصدت الكثير من الأوسمة والجوائز في كل مجالات الحياة.

أما في العراق، وفي حضارة وادي الرافدين وتحديدا في العصر السومري فكانت المرأة مقدسة، وكانت كل الآلهة مؤنثة كآلهة الخصب والحياة والمطر والريح والجمال، وعشتار مثال على ذلك، إلا أن الحروب والطوفان حالا دون أن يبقى شيء من المدونات التي تؤكد عمق دور المرأة في الحضارة القديمة. إن المرأة العراقية ومنذ تأسيس الدولة العراقية كان لها حضور متميز في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلا أن تعاقب الأنظمة السياسية الفاسدة حال دون أن تلعب المرأة العراقية دورها الريادي، وذلك لوجود النظرة الدونية واستفحال الدور الذكوري اللذين كانا وراء تراجع المرأة كي تؤدي وظيفتها التأريخية الفاعلة في دفع عجلة التطور نحو الأمام، وخصوصاً بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003، ومجيء حكومات فاسدة لا تنتمي إلى العراق بسبب ولاءاتها إلى أجندات خارجية وعند ظهور الحراك الشعبي ضد الفساد، برز دور المرأة العراقية لتشارك في المسيرات الاحتجاجية وخصوصا في انتفاضة  تشرين الباسلة عام 2019 التي أججت الشارع العراقي ضد الفساد والتخلف، فكانت المرأة العراقية في الصفوف الأمامية في هذه الانتفاضة، وتعرضت إلى المضايقات والخطف والسجن والتعذيب وصولا إلى أعلى مراحل الشهادة من أجل وطن ينعم باستقلاليته، وحياة حرة كريمة ومستقبل واعد للأجيال القادمة.

تحية اعتزاز وتقدير للمرأة العراقية في يوم المرأة العالمي، والمجد والخلود لشهيدات الحركة الوطنية في العراق والعالم أجمع.

تحية من القلب للمرأة في يومها العالمي

 

٥-

الثامن من آذار.. المرأة.. بين الحرية الزائفة والتقييد القانوني

 أحلام محمد القاضي

في الثامن من آذار من كل عام.. تحتفل نساء العالم بعيدهن العالمي.. متمنية أن يحقق قانون العدالة والمساواة بين الجنسين.. النساء والرجال.. لكن الحقيقة بعيدة جدا عن تحقيق هذا المطلب(المساواة) في كل دول العالم دون استثناء..

بيولوجيا المرأة تمتلك صفات لا وجود لها عند الرجل، كذلك بعض صفات الرجال التي لا تملكها النساء.. وهنا يبدأ عدم المساواة. لكن ليس هذا هو المطلب الشعبي، بل أن الحكومات – التي تدّعي بأنها مع المساواة بين الرجل والمرأة- مازالت حتى اللحظة تصر على أن برلماناتها يجب أن تحتوي ليس أكثر ولا أقل من 25% من أعضائها من النساء.!! أي حرية وأي مساواة وأي ديمقراطية؟؟!!! 

منذ تعالي صيحات الشعوب في منح المرأة المساواة مع الرجل، قررت هذه (الشركات والمؤسسات) العائدة لتلك الدول، إجبار المرأة على العمل وترك أطفالها عند دور الحضانة والمربيات.. الخ ما يؤدي إلى تقليل الارتباط الحميمي بين الطفل وأمه – والتي هي غريزة طبيعية - وبالتالي ظهور مجتمع متفكك - عائليا – كل يفكر بنفسه دون وجود أي ارتباط – إنساني – بين أفراد العائلة الواحدة. 

وهذا ما ندعوه بالحرية الزائفة والتقييد القانوني، والذي شوه المطلب الحقيقي لنساء العالم بمنحهن حقوقا لا تتجاوز ولا تتساوى مع الرجل؛ بل هي حقوقها التي سلبت منها، وبالذات حق الأمومة واختيار العمل والحماية والعدالة..

تحية للمرأة في يومها الدولي، وكلنا أمل في تحقيق مطالبها المشروعة. لك كل الحب والتقدير في يومك الأغر.

 

٦-

عراقية انتِ

نهلة ناصر - ايطاليا

يا شجرة العطاء النابضة بالحياة، يبدو أنه لم يحِن الوقت بعد لتنعمي بما تستحقين، بعد كل وقوفكِ الشجاع أمام العواصف، بل وأصبح دوركِ أكبر، ونحن على أبواب انتخابات مصيرية ستوصلنا إلى بر الأمان في حال اخترنا كل شريف حريص على بناء البلد، وإنقاذ شعبه من هذه الأزمات التي تكاد تؤدي إلى نهايته. سيكون دوركِ معززاً لتصدركِ التظاهرات، ووقوفكِ إلى جانب المنادين بالحرية والعيش الكريم.

كل عام وأنتِ الإشراقة التي تزرع البسمة حيثما حلّت. 

كل عام وأنتِ أمل المحبين بكل مسمياتهم.

كل عام وانتِ أنتِ; العراقية الجميلة الحنون الصابرة الكفوءة الغيورة على بلدها.

كل عام وأنتِ بألف خير في عيدكِ الأغر.

  

٧- 

سفانة الفارس - أستراليا

لماذا نحتفي بالثامن من آذار

عندما يحلُ شهر آذار من كل عام، نقول جاء الفرح، وهَلَّـت المناسبات الواحدة تلو الأخرى. فمنذُ اليوم الأول منه، والعراقيون جميعاً يحتفلون بعيد المعلم، هذا اليوم الذي خُصص للتذكير بمن أنجب وربى أعظم القادة والأطباء والمهندسين والمحامين وباقي المهن التي يرتكز عليها أي مجتمع متطور.

كما وتحتفل جميع النساء في العالم بالثامن منه تخليداً لنضال آلاف النساء اللواتي خرجن في عام 1856 للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كُنَّ يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفي الثامن من آذار سنة 1908 عادت الألاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك، لكنهن هذه المرة حملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار (خبز وورود)، طالبت المسيرة بتخفيض ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال، ومنح النساء حق الاقتراع، شكلت مظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة، خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف.

بدأ الاحتفال بالثامن من آذار كيومٍ للمرأة في أمريكا تخليداً لتلك التظاهرات سنة 1909، وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص يوم واحد من السنة للمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة في الولايات المتحدة الأمريكية. غير أن تخصيص يوم الثامن من آذار كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة، ذلك لإن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة، وكان ذلك عام 1975 عندما أصدرت الأمم المتحدة قراراً يدعو دول العالم اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار يوم الثامن من مارس، وتحول ذلك اليوم إلى رمز للنضال تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن، وكذلك تكثيف الندوات التثقيفية والتوجيهية بضرورة مشاركة المرأة في صنع القرار.

كما تحتفي نساء العالم أجمع، ومعهن كل الشرفاء والخيرين الذين ينادون بمساواة المرأة مع الرجل، ويؤمنون بأن لها الحق في العيش بكل كرامة في الحياة.

لم تكن المرأة العراقية غائبة عن المشهد السياسي العراقي ومنها تظاهرات تشرين /أكتوبر، 2019 خرجت إلى الشوارع والساحات، وهتفت وحملت العلم، وطالبت بالحقوق كتفا إلى كتف مع أخيها الرجل، ونالت نصيبها من القمع والقتل والخطف، وما جاء هذا التحرك من فراغ أو وليد الساعة، وإنما هو امتداد للمشاركات التي قامت بها المرأة في الثورات والانتفاضات التي خاضها الشعب العراقي منذ الاحتلال البريطاني، فقد كان للنساء دور بارز في شحذ الهمم، وهن يرددن الشعر الشعبي (الكَولات)، واستمر دورها وصولاً لانتفاضة الجسر عام 1948.

ليس هناك شك في أن الانتفاضة هي نقطة تحول بالنسبة للنساء العراقيات، ونزولها اللافت لساحات التظاهر يستدعي منا الحديث عن الظلم الذي تتعرض له في المجتمع، فهي ضحية العادات والأعراف القبلية والدينية الصارمة طيلة قرون. ولكن الطريق إلى حريتهن مازال مليئا بالعقبات.

فتحية للمرأة العراقية في يومها هذا ولمنظماتها النسوية في الوطن والمهجر، وهي تحفر بيد من حديد من أجل أخذ حقوقها كاملة، ومساواتها مع أخيها الرجل.

كل التحايا والتقدير لأولئك الرجال المؤمنين بالمساواة، ومنع التمييز، وحظر خطاب الكراهية والعنصرية وكل العاملين معنا من أجل خلق حياتنا الإنسانية على أسس العدل والإنصاف وسلامة العلاقات في أجواء عراق ديمقراطي تعددي فدرالي موحد.

المجد والخلود لشهداء الحركة النسوية في العراق والعالم أجمع.

عرض مقالات: