اخر الاخبار

صامدات.. قادرات رغم العنف وجائحة كورونا

الثامن من آذار هو يوم نجدد فيه التزامنا بالعمل كمدافعات ومدافعين عن حقوق المرأة، ومساهماتنا الفعلية في حل مشاكل البلد عموما وحل مشاكل النساء والفتيات خصوصا، وتحسين اوضاعهن المعاشية والاجتماعية في جميع مدن وأرياف العراق، وتوفير احتياجاتهن الصحية والنفسية والقانونية وتخصيص الملاذات والسكن الملائم لحمايتهن من العنف والاستغلال والاتجار.

يأتي الثامن من آذار 2021 ونحن لازلنا نواجه الكثير من التحديات الصحية والبيئية بسبب جائحة كورونا وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن التعقيدات السياسية والامنية المربكة بسبب سياسة المحاصصة والفساد التي لازالت تسيطر على مقدرات البلد والانسان العراقي، والتي أثبت فيها النساء العراقيات قوة أرادتهن وقدراتهن العالية على مواجهة الصعاب والازمات.

وتؤكد المؤشرات والتقارير المحلية والوطنية والدولية على ان المرأة العراقية تعيش في ظروف انسانية قاسية وتتعرض للمزيد من الحيف والاهمال والعنف والتهميش والاقصاء بالاضافة الى عدم تكافؤ الفرص، بالرغم من انخراطها بالعمل ومساهمتها في مجالات مختلفة وعديدة، وسعيها لضمان حقها بالمشاركة السياسية الحقيقية في مواقع صنع القرار، ونضالها المستمر لمناهضة كافة أشكال العنف الموجه ضدها وإلغاء كافة القرارات والتشريعات المجحفة التي تنتهك كرامتها وتصادر حقوقها الإنسانية.

نحن في رابطة المرأة العراقية  ورغم الصعوبات التي تواجهنا كنساء في مختلف المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية، نواصل نضالنا من اجل توحيد الجهود الوطنية والمدنية لإصلاح العملية السياسية في العراق، ونؤكد على احترام أرادة الشعب في بناء نظام سياسي عادل ينصف المضطهدين وينتشل العراق من الأزمات الاقتصادية والصراعات السياسية، ونطالب  كافة الجهات المعنية الحكومية والبعثات الدبلوماسية والدولية بأهمية اعطاء المرأة حقها بالمشاركة وفي كافة المستويات لتأكيد مبدأ العدالة والنوع الاجتماعي والاعتراف  بدور النساء كشريك اساسي وفعال في عمليات التنمية والبناء والامن والسلام، واهمية تعزيز مشاركة النساء وتمكينهن اقتصاديا، وتأمين سلامتهن وتوفير الحماية لهن داخل الاسرة والمجتمع عبر الاسراع بإقرار قانون الحماية من العنف الاسري وتطبيقه من خلال تجريم مسببيه ومحاكمتهم وضمان عدم افلاتهم من العقاب،  وتوفير الضمانات الاجتماعية الكاملة للأرامل والمطلقات والعائدات من النزوح وذوات الاحتياجات الخاصة والنساء المعيلات لأسرهن والمتضررات من جائحة كورونا.

(الثامن من آذار) فرصة لنحتفل بصمودنا بوجه التحديات الكبيرة، وهو مناسبة نثبت فيها اننا قادرات على التغيير والبناء في كافة الميادين والمحافل، ولنا صوتنا الواضح في سوح الاحتجاج الرافضة لكل السياسات الخاطئة، ( الثامن من آذار ) يوم نذكر به كافة المسؤولين الحكوميين والدوليين بالتزاماتهم اتجاه قضايا المرأة وبما يتلائم مع حجم الجهود المبذولة والتضحيات التي قدمتها وتقدمها النساء كل يوم، ونطالبهم بضرورة اعتماد برامج تنموية من اجل انتشال المرأة وأطفالها وأسرتها من الفقر والعوز والحرمان، والسعي لتوفير الحياة الحرة الكريمة لها ولأطفالها وحماية حقوقها وإلغاء جميع القوانين والقرارات التي تسلبها حقها.

عاش الثامن من آذار عيداً أمميا لكل النساء، وألف تحية لكل امرأة تكافح من اجل أن تكون هذه الارض بيئة آمنة للجميع، عاشت المرأة العراقية في كل مكان.

المجد والخلود للشهيدات والمغيبات في العراق والعالم

كل عام والمرأة تعيش حياة حرة وكريمة وآمنة

 

رابطة المرأة العراقية

آذار 2021