اخر الاخبار

رغم التعهدات الحكومية المتكررة، بحسم ملف المغيبين والمخطوفين، ما زال يصنف هذا الملف ضمن الملفات “المسكوت عنها”. ولا تملك أية مؤسسة حكومية وغيرها “قاعدة بيانات موحدة لمعرفة اعدادهم”. لكن مفوضية حقوق الانسان تقول انها بصدد نشر إحصائية جديدة بخصوص المغيبين، مؤكدة أنها تعد تقريرا في ذلك، وقد ركز على النشطاء في الاحتجاجات تشرين. وشهدت احتجاجات تشرين منذ انطلاقتها في العام 2019، موجة اختطافات كبيرة، نفذتها جهات خارجه عن القانون، بحسب ما اكده قانونيون. في حين يتحدث مراقبون عن أن الارقام الحقيقية لملف المغيبين هي أكثر بكثير من الارقام التي تطرحها مفوضية حقوق الانسان في العراق. وتقول المؤسسات المعنية بحقوق الانسان إن 36 حالة اختطاف حصلت بحق المدافعين عن حقوق الانسان ونشطاء منظمات المجتمع المدني، بين الاول من تشرين الاول 2019 لغاية الواحد والثلاثين من آب 2020.  ويواصل أهالي المختطفين مطالباتهم بالكشف عن مصير ذويهم وأقرانهم المشاركين في الاحتجاجات.

8 آلاف حالة

عضو مفوضية حقوق الانسان، أنس العزاوي، قال في حديثٍ سابق للبرنامج الأسبوعي “يحدث في العراق” الذي يبث على صفحة الحزب الشيوعي العراقي في فيس بوك، إن “جهات عدة تهتم بتسجيل ارقام المغيبين، بينما لا توجد قاعدة بيانات موحدة في العراق لجمع الاحصائيات المعنية بهذا الملف”.

وذكر أن “هناك من يتحدث عن احصائيات تزيد عن 15 الف مغيب، في حين ان مجالس المحافظات والحكومات المحلية قدمت قوائم تقول ان عدادهم يزيد عن 5 آلاف مغيب”.

وتابع قائلا: “المفوضية سجلت 8 آلاف ادعاء بالاختطاف من قبل ذوي المخطوفين منذ عام 2017 لغاية ايلول 2020، وكانت أسباب الاختطاف مختلفة”.

وأكدت المفوضية انها بصدد تحديث ارقامها بخصوص هذا الملف بحسب اتصال هاتفي مع مراسل “طريق الشعب”

علي جاسم

وتحدث والد المحامي المخطوف، علي جاسب لـ”طريق الشعب”، عن اختطاف ابنه قائلاً: “في الثامن من تشرين الاول 2019 جاء اتصال الى ولدي علي، وادعى المتصل بأنه بحاجة إلى استشارة قانونية، واتفق معه المتصل على موعد للحديث عن الموضوع”.  وقال انه “بحسب اخر تصوير لكاميرات المراقبة الموجودة في الشارع، ظهر علي يلتقي بامرأة قامت باستدراجه، ثم وجهت إشارة الى سيارة فيها مسلحين قاموا باختطافه، واقتادوه الى مكان مجهول في محافظة ميسان”.

وزاد “توجهنا نحو القضاء. وبعد محاولات أكد القضاء من خلال شبكة (أسيا سيل) ان الاتصال الذي ورد لعلي كان من شريحة غير مسجلة لدى الشبكة”، مردفا “توصلنا في ما بعد الى أن الشريحة كانت تستعمل من قبل إحدى الفصائل المسلحة في ميسان”، حسب قوله.

إحصائية: 168 انتهاكا في اقل من سنة

وأصدر مركز النماء لحقوق الانسان،مؤخراً، تقريراً إحصائياً، حول ما تعرض له مدافعو حقوق الانسان ونشطاء المجتمع المدني في العراق اثناء الاحتجاجات من الاول من تشرين الاول 2019 لغاية الحادي والثلاثين من اب 2020 ، أكد ان مجموع حالات الانتهاكات وصلت الى 168 حالة”.

وسجّل المركز في تقريره: 39 اغتيالا، و 36 اختطافا، و 7 حالات اختفاء قسري، و 35 اعتقالا تعسفيا، و 31 محاولة اغتيال، و 20 حالة مضايقة وترويع.

وجميع هذه الحالات لم تطل سوى نشطاء مدنيين، ومدافعين عن حقوق الانسان.

توقعات بتصفيتهم !

من جانبه، قال المختص القانوني سجاد سالم لـ”طريق الشعب”، انه “لا توجد جهة من حقها ان تعتقل شخصا او تخفيه قسراً، من دون أوامر قضائية”.

وأضاف أن “انتفاضة تشرين، والايام التي تلتها، شهدت نشاطاً لعمليات التغييب القسري التي طالت نشطاء الاحتجاجات والشباب المشاركين فيها”، التي قامت بها جهات مجهولة.

وتوقع سالم، بأن “الشبان الذين طال تغييبهم لأشهر طويلة تمت تصفيتهم”.

وأشار الى ضرورة ان “تظهر المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان جهودا اكبر، من اجل الكشف عن مصير الشباب المغيبين”، مبيناً أن العراق هو “عضو بالاتفاقية الدولية لمكافحة التغييب القسري”، وعلى الحكومة ان تفي بالتزامات العراق بهذه الاتفاقية”.

تشريع الانتهاكات؟

وقال الناشط المدني، في محافظة البصرة، علي المعلم، لـ”طريق الشعب”، إن “القوى السياسية المتنفذة ـ ومعظمها مرتبط بأجندات خارجية ـ تعتقد ان الناشطين الموجودين يطمحون لأخذ المناصب التنفيذية”.

وأضاف أن القوى السياسية “وضعت منهاجاً كاملاً” لمهاجمة المتظاهرين، وعملوا على تشوية سمعتهم “لتشريع الانتهاكات” التي يقومون بها في وقت لاحق.

وأوضح ان الحراك الاحتجاجي جاء “بمفاهيم جديدة خارج منهاج القوى السياسية”، واجبرت المجتمع على المطالبة بالحقوق والحريات، وهذا عكس ما تريده السلطة، لكنهم يجدونه يشكل “خطراً عليهم”.

وأشار المعلم الى أن “القوى السياسية الفاسدة تسعى لرعاية مصالح دول اخرى داخل العراق، في حين ان الاحتجاجات رفعت شعارات وطنية وحاولت ان تعزز الهوية الوطنية. وهذا عكس ما تطمح اليه بعض البلدان المجاورة”.

هذا ويستمر تغييب العشرات من الناشطين من بينهم جلال الشحماني، واعي المنصوري، فرج الحلو، علي جاسب، مازن لطيف، توفيق التميمي، وغيرهم الكثير.