اخر الاخبار

غصّت ساحة التحرير أول أمس الاحد، بالشباب من كلا الجنسين، لمتابعة  ختام نهائيات مونديال كأس العام قطر 2022، في مباراة كانت حامية الوطيس، جمعت بين التانغو والديك الفرنسي.

وحضر المئات الى ميدان ساحة التحرير، كل فرد منهم لديه حلم، كلٌّ منهم ذو طموح، الا انهم مقيدون بأغلال سياسات منظومة التحاصص والفساد، التي قتلت احلامهم وغيّبتهم عن المشهد، بينما لا يزال الشباب يتطلعون للتغيير ويطمحون له.

وقبل انقضاء آخر أيام عامنا الحالي، التقت “طريق الشعب” بعدد من الشباب المشجعين، إذ تحدثوا عن أحلامهم في العام 2022، وأبرز ما واجهوه، وما هي أمنياتهم في العام الجديد.

شباب بلا أحلام

وتقول الشابة ريناد أزهر، ان “السنوات الأخيرة التي مرت عانى فيها الشعب عموماً ونحن الشباب على وجه الخصوص. أمام الشاب العراقي الكثير من التحديات والصعاب التي تتفاقم سنة بعد أخرى، وهو يواجهها لوحده في بلد تنخره الصراعات من كل حدب وصوب”.

واسترسلت في حديثها لـ”طريق الشعب”، متحدثة عن هذه الصعاب التي يواجهها الشباب: “في كل سنة يجد الشاب نفسه تائها بعد اكمال دراسته الجامعية، فما ان يغادر أبواب الجامعة حتى تقفل بوجهه جميع الأبواب في هذه الحياة، وهنا يصطدم الشاب بحقيقة كونه خريجا ضاعت كل سنوات عمره وتعبه واجتهاده هباءً”.

وأضافت الشابة أنها تجد أن “الكثير من الشباب الخريجين يمتهنون مهنا لا ترتبط بتخصصاتهم إطلاقاً، اما من لا يحالفه الحظ، فسيكون متظاهرا او يبيع الشاي او يحترف أيا من المهن الحرة وغيرها من الاشغال”.

وشددت على ضرورة أن تعمل الحكومة على “تحقيق أحلام الشباب وتطلعاتهم، فاليأس أحبط الشباب اليوم، الذين هم بالأساس المحطة الأولى وركيزة بناء أي دولة ومجتمع، إلا في بلدنا حيث لا يزال الشباب يطالب بأبسط الحقوق التي يجب ان تتوفر له بدون مطالبته بها”.

وخلصت الى تمنيها “ان يكون العام القادم هو عام للشباب، يحفلون به بمنجزاتهم ويحققون ما يرغبون فيه، وأتمنى من المعنيين ان يولوهم أهمية كبيرة، وان تقرن الوعود والاقوال بأفعال على ارض الواقع”.

تهميش وإقصاء

ولا يختلف اثنان على ان التقصير والإهمال موجودان بحق الشباب في جميع الميادين، وعلى صعد كثيرة ومختلفة.

وفي هذا الصدد، يأمل الشاب علي ماجد أن “تكون هناك التفاتة جادة وحقيقية لما يقاسيه الشاب العراقي اليوم، وتنمية طاقاتهم وتمكينهم، والاهم دعمهم للمشاركة في الحياة السياسية، لا اقصاؤهم من المشهد”.

 وأضاف في حديث خصّ به “طريق الشعب”، قائلاً: “كثيرة هي الصعاب التي نواجهها ولا نجد من يلتفت لها، فالسياسيون منشغلون بقضايا اخرى بعيدة عن مشاكلنا على الرغم من اننا سبب تواجدهم في مناصبهم، ونحن من منحناهم هذه الحياة”.

وختم ماجد حديثه متمنياً “عاما سعيدا ومريحا لجميع العراقيين، عاما نشهد فيه الخلاص من منظومة الفساد والتحاصص، ويحقق فيه الشباب احلامهم التي اجتهدوا من اجلها. واخيراً أتمنى أن تكون السنة القادمة هي سنة التغيير الذي نطمح له”.

أما الشاب علي انور، فوصف العام الحالي بأنه “عام المصاعب؛ ففيه شهدنا ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، ونشهد أيضا تأخير إقرار الموازنة الاتحادية، وتفشيا واضحا لظاهرة المخدرات التي تركت بدون حلول، وعوامل كثيرة اخرى جميعها فاقمت معاناة الشباب العراقي إلى حد كبير”.

وانتقد دور الحكومة في عدم “إيجاد حلول حقيقية تعالج مشكلة البطالة، بالإضافة إلى عجزها عن رفع المعاناة عن المواطن العراقي؛ فيوميا نشهد تغييرا مستمرا في سعر الصرف وارتفاعا مستمرا في الأسعار في جميع الأماكن. بينما يتحمل المواطن البسيط مشقات كبيرة”.

ما زلنا عاطلين

فيما شكا الشاب ياسر خزرج، وهو خريج كلية الهندسة من “تفاقم البطالة وارتفاع اعداد العاطلين عن العمل، بينما لا نجد تحركات حكومية جادة تجاهنا، ولا معالجات حقيقية لأزمتنا، ومع كل سنة تتفاقم اعدادنا بشكل كبير، بينما تقف الدولة عاجزة على استيعابنا”.

وأضاف لـ “طريق الشعب”، منتقداً أداء الحكومات المتعاقبة، إذ انها لم تهتم ببناء قطاع خاص يكون هو الحل والخلاص، بدل ان ينتظر الشاب بعد إذلال كبير وظيفة حكومية، فمن غير المعقول ان الشباب بعد سنوات الدراسة، لا يجد عملا له”. واكد انه “لو كانت حكومة شياع السوداني جادة في ما تقول فيجب ان تتحرك بشكل فعلي نحو بناء قطاع خاص منظم بقوانين تحمي المستهلك والعامل، وفيه ضمانات وهذا بالواقع سيخفف الحمل كثيرا وسيحتضن الالاف من الخريجين والشباب العاطلين”. وفي ختام حديثه قال “كانت سنة صعبة بكل ما فيها. ربما الفرحة الوحيدة فيها هو فوز منتخب الارجنتين بكأس العالم، نعم أصبحت فرحتنا اليوم مقترنة بكرة قدم، ولاعب أجنبي في ظل ما نقاسيه من متاعب وتحديات كبيرة. كل عام وجميع من البلاد بخير”.

عرض مقالات: