اخر الاخبار

تواجه وزارة التعليم العالي تحديات كثيرة لغرض إكمال العام الدراسي الحالي، وأصدرت جملة من القرارات بشأن الدراسات العليا والأولية، فيما شدد اتحاد الطلبة العام على مراجعة آليات التعليم الإلكتروني ووضع استراتيجية واضحة للتعليم في البلاد. في المقابل، شكا عدد من الطلبة من آلية اعطاء المحاضرات عن طريق التعليم الإلكتروني بسبب جملة من القضايا والمشاكل التي يعانون منها منذ بداية جائحة كورونا.

قرارات جديدة

وذكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، أن “هيئة الرأي في الوزارة وافقت على التوسعة المؤجلة للقبول في الدراسات العليا تقديرا لقرار مجلس النواب وهي الأخيرة للعام المقبل 2022/2021 والأعوام القادمة. وشدد البيان، على “معالجة الحالات الاستثنائية في الإشراف على أطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير من خلال مجالس الجامعات على وفق استقلالها العلمي وصلاحياتها المخولة”. وأكدت الوزارة، على “مفاتحة وزارة التربية لغرض تزويد دائرة الدراسات والتخطيط بأعداد طلبة الدراسة الإعدادية الموجودين حاليا في المرحل المنتهية في الفروع كافة للوقوف على أعداد الطلبة المتوقع تخرجهم في هذه السنة الحالية ومقارنة أعدادهم مع خطة القبول في الجامعات”، مشيرا إلى “تشكيل لجنة لدراسة أعداد طلبة المرحلة المنتهية في الإعدادية ورفع توصية بمغادرة الدور الثالث”.

تخويل الجامعات

وخولت الوزارة، “مجالس الجامعات النظر في حالات الدور التكميلي ودراستها بناء على توصية من مجالس الأقسام ومجالس الكليات”، منوها إلى “اعتماد المنصات التعليمية العراقية بالتعاون مع الفريق الوزاري المختص والاستمرار بالتواصل العلمي من خلال آليات التعلم الإلكتروني”.

وأفصح البيان، عن “تشكيل لجنة من هيئة الرأي للتواصل مع السلطة التشريعية للنظر بقانون أسس تعادل الشهادات وتعديل بعض المواد بالسرعة الممكنة”، مؤكدا، “مفاتحة وزارة التخطيط بإدخال خطة الجامعات المستحدثة في الجانب الاستثماري للسنوات المقبلة واعتماد توصية تتعلق بالبنى التحتية للجامعات والالتزام بتعليمات صناديق التعليم العالي”.

وفي وقت سابق، أعلنت الوزارة عن تأجيل امتحانات الفصل الأول للدراسات العليا إلى السابع من آذار المقبل، والتحول إلى التعليم الإلكتروني في الدراسة الأولية، باستثناء الصفوف المنتهية لكليات المجموعة الطبية.

استراتيجية للتعليم

من جانبه، شدد عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، حسين علي، على مراجعة آليات التعليم الإلكتروني في الجامعات.

وقال علي، في تصريح لـ”طريق الشعب”، إن “التعليم الجامعي في العراق يمر بمحنة كبيرة في ظل اعتماد التعليم المدمج في بداية العام الدراسي ومن ثم العودة بشكل شبه كلي لاعتماد التعليم الإلكتروني في الدراسات الأولية، والذي فشل فشلا ذريعا خلال تجربة العام الماضي، كون اغلب الكوادر التدريسية غير مؤهلة، بالاضافة الى ضعف البنى التحتية، ناهيك عن الصعوبات التي تواجه الطلبة في هذا النوع من التعليم”.

وبيّن علي، ان “الوزارة والجامعات عاجزة عن ايجاد حل لمعالجة الوضع بسبب استمرار المحاصصة وتدخل المصالح الحزبية الضيقة في الجامعات وإدارة الوزارة منذ عام 2003، وتواصل إبعاد الكفاءات العلمية والاكاديمية عن مراكز صنع القرار”، مؤكدا على “ضرورة رسم سياسة واستراتيجية واضحة للتعليم في العراق، وايلاء مهمة متابعة تنفيذها للخبرات العلمية دون تدخل من قبل القوى المسيطرة على السلطة”. وأضاف، أن “اسباب كثيرة ساهمت في تردي وضع التعليم في العراق، من أبرزها استغلال الملف لأغراض انتخابية من قبل القوى المتنفذة، من خلال اتخاذ قرارات ساهمت في انحدار التعليم مثل الدور الثالث، وفتح كليات أهلية مخالفة للشروط، واعتماد نظام قبول غير عادل، وتهالك البنية التحتية للجامعات وعدم الشروع في بناء جامعات حكومية جديدة، فضلا عن اعتماد آليات للتعليم غير مجدية وغياب المختبرات وعدم تحديث المناهج الدراسية وطرق التدريس”. ووصف عضو الإتحاد، قانون معادلة أسس الشهادات بـ”الفاشل والمدمر لقيمة التعليم والشهادة العليا، لكونه يفسح المجال لغير الجديرين بالحصول على شهادات عليا”، داعيا، “الوزارة إلى الضغط على مجلس النواب وتعديل القانون بما يضمن رصانة التعليم”.

معاناة طلبة المجموعة الطبية

وحول معاناة طلبة المجموعة الطبية بسبب الاعتماد ألية التعليم الإلكتروني، قال الطالب في كلية الصيدلة عبد الله حسين، إن “طلبة المجموعة الطبية يعانون من القرارات المتخبطة وعدم وضح الرؤية، في قرارات وزارة التعليم العالي، فبعد اصدار قرار منع التعليم الحضوري والاتجاه بشكل كامل نحو التعليم الإلكتروني مع استثناء طلبة المرحلة الأخيرة لكليات الطب البشري بالدوام، وبعد توالي الاعتراضات على الوزارة للمراحل الثلاث النهائية من كليات الطب البشري قبل أن تعود لتلحق طلبة المرحلة الاخيرة في كليات طب الاسنان والصيدلة في هذا الاستثناء وتسمح لهم بالدوام”. واضاف حسين، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “جوهر المشكلة يكمن في أن الدراسة في كليات المجموعة الطبية تحتاج بشكل كبير إلى الجانب العملي أو التطبيقي (العمل السريري وتعلم صناعة قوالب وحشوات الاسنان وانتهاءً بعمل وتحضير الوصفات)”، مشيرا إلى أن “هذه الأمور جرى إهمالها تماما في منظومة التعليم الالكتروني”.

وشكا حسين من “عدم ملائمة المناهج الدراسية وطرق التدريس مع التعليم الإلكتروني ومعاناة الطلبة من تراكم المواد الدراسية بسبب اعطائها بشكل مكثف دون شرح كاف من قبل التدريسيين”.

استهداف للطلبة

من جهتها، قالت الطالبة أنفال أثير، لـ”طريق الشعب”، إن “اعتماد التعليم الإلكتروني تسبب في ضياع جهود الطلبة المجتهدين وتساوى فيه المجتهد والمهمل، وتجربة العام الماضي خير دليل على ذلك”، منتقدة “اعتماد التصحيح الالكتروني في بعض الامتحانات لما يسببه من ظلم للطلبة بسبب اختلاف بسيط في الإجابة أو نسيان حرف ما”.

واضافت أن “هناك من يحاول تدمير التعليم نكاية بالطلبة لمشاركتهم ودورهم البارز في انتفاضة تشرين وتراهم يعمدون على تشويه صورة الطالب الجامعي من خلال اساليب متعددة”.

ونقل مراسل “طريق الشعب” انه شارك في احد المجاميع الطلابية خلال القاء المحاضرات، انه فوجئ بكمية المشاكل التي يعاني منها الاستاذة والطلاب على حد سواء في هذا النوع من التعليم.