اخر الاخبار

نصيرات كتبن بدمائهن الطاهرة صفحات ناصعة من تاريخ العراق والحزب الشيوعي العراقي. سقط العديد منهن شهيدات على أرض العراق، فرسمن بدمائهن صورة حية لقدرات المرأة العراقية على التضحية بالكثير من أجل مبادئها، ووطنها.

النصيرة الشهيدة فاتن (جميلة محمد شلال)

تشبه الزهرة، كانت تتألق، تزرع الفرح أينما حلّت، جميلة اسم على مسمى هي اسم ورسم. وهل اختيار هذا الاسم كان مقصودا لكي تبقى جميلة وطاهرة بقلوب كل من عرفها!

تعرفت على جميلة (فاتن) في بيروت ونحن نستعد للذهاب إلى كوردستان. كنا شابات مستعدات لنرسم للفرح ألوانا. كنا نحلم بغدٍ أفضل لعراق خالٍ من كل الأمراض. فاتن كانت نحيفة ولكنها قوية بما تحمل من مبادئ وإرادة. في غفلة سمعت أن فاتن ذهبت للعمل الحزبي في الداخل. لم أكن أعرف بأنها تحمل في أحشاها جنيناً، بسبب أن الظروف التي كنا نعيشها لا تسمح بذلك. جميلة كان لها موعد مع الموت، كأنما كانت تعرف نهايتها. أنجبت بنتاَ لتكون امتدادا لسيرتها. ابنتها زينب لم التق بها، ولكن سمعت عنها. تشبه أمها بصفاتها وبصوتها لكي نتذكر جميلة من خلالها. اعتقلت الشهيدة جميلة وعذبت في سجون البعث، ولم يكتفوا بالتعذيب والسجن، وإنما قرروا اعدامها. تقدمت جميلة مرفوعة الرأس شامخة صلبة، ليس فقط الجزائر لديها جميلة، للعراق أيضا امرأة مقاومة أسمها جميلة محمد شلال.

أوصت برعاية ابنتها إلى أمها. وهكذا رحلت كجسد ولكن بقيت روحا ترفرف حولنا.

النصيرة الشهيدة سوسن (وصال محمد شلال)

أخت جميلة. التقيت بها في كوردستان فترة قصيرة بعدها توجهت إلى سوريا عبر الأراضي التركية، وتم إلقاء القبض عليها ومن معها من قبل الجندرمة الأتراك والتي قررت إعادتهم إلى العراق عبر تسليمهم إلى السلطات العراقية في نقطة الحدود.

 اعتقلتهم السلطة ومارست أشد أنواع التعذيب بهم. وتم الافراج عنهم في عفو عام بعدها أعادت اتصالها بالتنظيم في الداخل. كانت كادرا حزبيا متقدما، صفاتها تشبه اختها؛ ودودة عطوفة مثقفة إنسانة طيبة.

اعتقلت مرة أخرى من قبل اجهزة الامن وعذّبت بوحشية، ومن ثم حكم عليها بالإعدام شنقاً حتى الموت، بقيت وصال صلبة قوية عندما أخذوها لتنفيذ حكم الإعدام هتفت بصوت عال “يسقط الطغاة ويعيش الحزب الشيوعي العراقي”.

النصيرة الشهيدة أم لينا (رسمية جبر الوزني)

من عائلة عراقية كادحة. ولدت عام 1949 في كربلاء. توجهت أم لينا إلى كردستان مع زوجها في منتصف عام 1981 وهي من الكوادر المتقدمة في الحزب الشيوعي العراقي وعنصر قيادي في الحركة النسوية العراقية. عملت في أحد مفارز الأنصار في السرية الأولى مع أبو ليلى (صباح). كانت من ضمن قيادة اللجنة الحزبية للسرية. بعدها انتقلت إلى السليمانية في منطقة قرداغ. بعد فتره نزلت للداخل. عملت في إعادة الصلات الحزبية المقطوعة. عام 1984 تمكنت اجهزت الأمن الفاشية من القاء القبض عليها وعلى رفيقاتها لتتعرض إلى أبشع أنواع التعذيب لكسر إرادتها، غير أنهم فشلوا وقد تحدتهم بكل كبرياء مما اضطرهم إلى إحالتها إلى محكمة صورية حيث حكم عليها بالإعدام شنقاً.

إنها واحدة من الشهيدات اللائي عملن بصدق من أجل الافكار والمبادئ التي يؤمن بها الشيوعي.

النصيرة الشهيدة أم ذكرى، (بشرى صالح عباس)

أم ذكرى ابنة القباب الكربلائية، التحقت ومعها زوجها الفقيد ناظم ملك ـ أبو ذكرى. إلى كوردستان، وأرسلت في مهمة حزبية للداخل. اكتشفت أنها تحت مراقبة الأمن. وقبل القاء القبض عليها قامت بحرق كل الوثائق التي بحوزتها، حفاظا على أسرار الحزب وسلامة رفاقها ثم اشعلت النار في نفسها، أية قوة وصلابة تحملين أيتها الرفيقة المحبة للحياة والوطن.

النصيرة الشهيدة أنسام (موناليزا)

كانت أنسام مثالاً رائعا للنصيرة الشيوعية. عملت لفترة في “المخابرة اللاسلكية” مع الأنصار الشيوعيين في كوردستان، وكيفية وضع الشفرة وفكّها، انتقلت إلى قاطع بهدينان حينما انتقل المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي إليه وبقيت فترة تعمل في بهدينان، كسبت ثقة ومحبة واحترام الجميع. استشهدت أنسام في كمين للجندرمة الأتراك وهي متوجهة ضمن مفرزة إلى منطقة “لولان”، استشهدت النصيرة موناليزا ولم يتمكن أحد من إنقاذها وهي جريحة أو أن تسحب جثتها، ولما هدأت أصوات الإطلاقات النارية وبعد عدة ساعات تقدمت القوات التركية الكامنة من أماكنها وسحبت جثة الشهيدة أنسام إلى إحدى القرى التركية القريبة من الحادث فقامت زوجة المختار بتغسيلها وجرى دفنها في تلك القرية القريبة من الحدود العراقية.” كما كتب عنها أخوها أمير أمين.

النصيرة الشهيدة أحلام (عميدة عذبي حالوب الخميسي)

للأسف لم أحظ بلقائها في كوردستان أو حتى أعرفها سابقاً ولكن كنت أعرف أن هناك نصيرة التحقت مع زوجها ملازم علي إلى كردستان. بعدها تم تنسيبهما إلى سوران. استشهدت أحلام في الأول من أيار عام 1983 بعد ما شن الاتحاد الوطني الكردستاني هجومه الغادر على مقراتنا في بشتاشان. أصيبت عميدة في ساعدها، لكنهم أطلقوا النار على وجهها النبيل. فسقطت شهيدة ثم سلبوا قلادتها الذهبية وقطعوا أصبعها طمعاً في خاتم زواجها.

النصيرة الشهيدة رضية ياس خضير عباس السعداوي

مواليد عام 1952 في كربلاء الهندية. خريجة كلية الآداب - جامعة البصرة، قسم اللغة العربية. التحقت بقوات الأنصار عام 1983 قادمة من اليمن الديمقراطية. عملت بين كوردستان والداخل. اعتقلت أواسط الثمانينات واختفت أخبارها، وتأكد استشهادها بعد زوال النظام الديكتاتوري.

الشهيدتان أم سلوان (وفاء عبد السادة) وأم ألحان (سناء عبد السادة)

كانتا في كوردستان وتوجهتا الى الداخل عن طريق سوران. 

اعتقلتا سنة 1986بتهمة اعادة تنظيم منظمات الحزب الشيوعي العراقي بوشاية من خائن اتضح لاحقا أنه كان وكيلا للأمن، وكان يسكن وقتها في منطقة الوزيرية في بغداد. نفذ فيهما حكم الاعدام خريف سنة 1988.

يذكر سربست مصطفى رشيد آميدي في “الحوار المتمدن” وهو كان ضمن الموجودين مع المعتقلين أثناء المحاكمة بدون إجراء أية مداولة أصدرت المحكمة قرار الحكم والذي كان الاعدام شنقا حتى الموت لنا جميعا، وأسند الحكم إلى عدد من مواد قانون العقوبات. وأثناء تلاوة القاضي للقرار نزعت الشهيدة أم سلوان فردة من نعالها وصوبته نحو المجرم عواد البندر رئيس محكمة الثورة سيّئة الصيت، وأصابته في رأسه علما أن الشخصين الجالسين على يمينه ويساره خفضا رأسيهما تحت الطاولة..”

“النصيرة الشهيدة عائشة حمد أمين الحلاق

عرفت باسم ـ (عائشة ﮔﻭلوكة) من مواليد كويسنجق 1931، أم الشهداء محمد وبشدار الحلاق، لقبت بين الانصار بـ “دايكي حزب “ ـ أي أمّ الحزب. عائشة ﮔﻭلوكه وتعني عائشة الوردة ...سميت بالوردة لحسنها وجمالها وخفة روحها.

عملت مع الأنصار الشيوعيين في نقل السلاح والعتاد والمواد الطبية والمنشورات والبريد الحزبي. ألقي القبض عليها من قبل أزلام النظام البائد في مدينة أربيل عام 1988. طلب منها الاعتراف مقابل تخفيض حكم الإعدام، الاّ أنها رفضت بإصرار الأبطال وحافظت على أسرار حزبها ورفاقه. وحاولوا معها وبشتى طرق التهديد والترغيب، الوصول إلى خيط من خيوط أسرار حزبها ولكنها بقت وفية ومخلصة وأمينة لمبادئها ...فأعدمت رميا بالرصاص في 16/ 8 وفي نفس العام.  المصدر ما كتبت شه مال عادل سليم.

الشهيدة نجمة (أم سرباز) زوجة الرفيق (أحمد بانيخيلاني)

للأسف فقدنا الرفيقة أم سرباز بسبب الکوارث الطبيعة القاسية في كوردستان، فقد جرفتها مياه السيل وكانت في الخيمة لوحدها، واستشهدت في الحال. حدثت هذه الفاجعة في شهر أبريل/ نيسان 1982 عند سفح جبل نوکان الوعر.

المجد والخلود لشهيداتنا البطلات! والعار الأبدي للمجرمين أعداء الشعب والوطن!

لنقف بخشوع لشهيدات حركتنا الانصارية الشيوعية في العراق.