اخر الاخبار

لا تزال أزمات المياه والكهرباء تؤرق المواطن في عموم مناطق البلاد، وسط لهيب الصيف الحارق، وكأن هذه الازمات أصبحت حلولها عصية، وفي ذات الوقت يستمر عدم الاستقرار والانقطاع في التيار الكهربائي، ولأسباب مختلفة كما عزتها وزارة الكهرباء، فيما لا يزال الفلاحون يشكون أزمة المياه الخطرة.

“نريد حلاً”

وعن انقطاع التيار الكهربائي شكا الشاب غيث حمدان الذي يسكن في القرية 10 التابعة لقضاء المدائن، من “الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي منذ حوالي ثلاثة شهور، علما ان برنامج التشغيل الوطني محدد بساعتين لكل من الإطفاء والتشغيل، لكن في ساعات التشغيل تكون الكهرباء غير مستقرة، وتشهد انقطاعات”.

وأضاف في حديثه لـ “طريق الشعب”، أن “أهالي المنطقة نظموا أكثر من تظاهرة احتجاجية، وبعد ان يعود التيار الكهربائي للاستقرار، ترجع أزمة عدم الاستقرار أيضا، وبسبب فشل هذه المحاولات توجه أهالي القرية الى ممثليهم في البرلمان لإيجاد حل للمعضلة”.

 وأوضح المتحدث انه “بعد نصب المحولة المتنقلة الجديدة استقرت الكهرباء في القرية لمدة ثلاثة أيام، وفيما بعد احتج بسبب ذلك أصحاب المولدات الاهلية، وتظاهروا امام أبواب المحطة”.

وعن سبب احتجاج أصحاب المولدات قال ان “استقرار التيار الكهربائي، يقابله فقدان المشتركين بالخط الذهبي او مع صاحب المولدة بالخط لاعتيادي، وكانت الذريعة بان الكهرباء غير مستقرة وطالبوا بتبديل كادر المحطة، وبعد انتهاء الاحتجاج تدهورت وضعية الكهرباء كما في السابق علماً بان المحولة قادرة على امداد المنطقة بالطاقة”.

ويعتقد الشاب ان هناك “أشخاصا مستفيدين من عدم استقرار التيار الكهربائي، وانا احمل أصحاب المولدات الاهلية مسؤولية ما يحدث فمن غير المعقول ان الكهرباء المستقرة، تتراجع فجأة بعد احتجاج أصحاب المولدات الاهلية”.

وفي ختام حديثه، طالب المواطن “بإيجاد حل لازمة الكهرباء التي نعاني منها، وتحسينها حالنا حال المناطق المجاورة لنا مثل مجمع الاحسان ومنطقة الدوانم القريبة من شقق مدينة بسماية، كذلك النهروان والمدائن وجسر ديالى والكرغولية”. 

يحفرون الآبار 

ولا تتوقف مشاكل منطقة القرية رقم 10 عند هذا الحد، والى جانب ازمة الكهرباء يعانون من انقطاع في المياه.

وقال المواطن سيف محمد مناشدا “نعاني من انقطاع المياه المتكرر، فقد تمر علينا أيام والماء لا يزور منازلنا، وهو بطبيعته غير صالح للشرب، وفي ما يخص أراضينا الزراعية هي الأخرى تضررت نتيجة انقطاع المياه”.

واسترسل قائلا لـ”طريق الشعب”، ان “هناك مشروع ري حكوميا يسمى مشروع الكرغولية، وهذا المشروع يقع على امتداد نهر ديالى نحو الأراضي الزراعية، ويمر بعدة مناطق الا انه يتعرض للتخريب بشكل مستمر ومتواصل”.

وأضاف أنه “تسبب تخريب هذا المشروع بغرق للمحاصيل الزراعية لبعض المناطق، وعلى أثر ذلك تم قطع المياه لغرض الصيانة، وهذا يتكرر ما جعلنا نعتاد على ذلك، إذ دائماً ما تقوم الجهات المعنية بصيانته لكن بشكل ترقيعي”.

ولفت الى انه “مع كل عملية صيانة يتم قطع المياه، وهذا القطع في مياه المشروع يؤثر على الفلاحين وأرزاقهم؛ فاغلب المزارعين اليوم باتوا يلجؤون الى حفر الابار بسبب عدم وجود بدائل وللحفاظ على أراضيهم ومحصولهم الزراعي من الموت، وفي ذات الوقت الذي تحفر فيه الابار لا يوجد أيضا تيار كهربائي”.

وتابع قائلا ان “أزمة المياه باتت تؤرقنا فمشروع الكرغولية لوحده غير كاف، وفي ذات الوقت لا بديل لهذا المشروع المائي، إنما هو الوحيد الذي يغذي المبازل التي تروي أراضينا، ونحن المتضررون الوحيدون من ذلك”.

وخلص الى القول: “أعتقد ان الأزمة لم تعد متعلقة بالمياه فقط، فالأزمات تعصف بالبلاد من كل حدب وصوب، وفي كل قطاع هناك أزمة وفي المقابل لا توجد أية حلول، وفي الواقع فان كل الازمات التي تحدث اليوم تتحملها الطبقة السياسية التي فشلت في كل شيء حتى في إيصال المياه للمنازل”.

عرض مقالات: