اخر الاخبار

اثنان وسبعون عاماً مضى على استشهاد قادة حزبنا الأماجد، ولا زال الدم الشيوعي منذوراً من أجل الوطن والشعب والمبادئ والقيم العليا التي آمنا بها، ومنذ تأسيس الحزب وهو يناضل بشتى الأساليب، وقدم قوافل من الشهداء،  منهم من استشهد وهو يقاتل العدو الطبقي أو يتصدى لهجماته مدافعاً عن حزبه، أو هو يتظاهر أو يضرب عن العمل أو الطعام، ومنهم من أستشهد تحت التعذيب أو بالإعدام أو التصفيات بمختلف الطرق، وغُيّب العديد من رفاقنا من قبل الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، ولم نعرف مصيرهم ولا أماكن قبورهم حتى اليوم.

إن هذه الذكرى هي مدعاة لتحشيد قوانا وتعزيز تضامننا وتعاضدنا، ومواصلة درب أولئك الخالدين، ممن افتدوا حرية العراق وسعادة شعبه بدمائهم الزكية، في مآثر علمت الدنيا معنى الإيثار. وتأتي الذكرى هذا العام، وحزبنا يتوجه لعقد مؤتمره الوطني الحادي عشر، ويتوجه شعبنا لخوص انتخابات مصيرية بعد انتفاضة جماهيرية عارمة، رسمها شباب العراق بدمائهم الزكية فراح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وتلك الدماء الزكية سوف لن تذهب سدى، بل على شعبنا الوقوف وقفة تاريخية ليعيد العملية السياسية الى سكة آمنة تحقق له طموحاته بغدٍ أفضل.

ان الحزب الشيوعي العراقي، الذي يشهد له التاريخ بالدفاع عن الحقوق المشروعة لكل العراقيين بكل صلابة ومن أجل تحقيق المساواة وصيانةِ مكانةِ المرأة في المجتمع، ووقف مع انتفاضة تشرين المجيدة، وقدم مع أبناء شعبنا العديد من الشهداء والجرحى من رفاقه الأماجد، فهو اليوم يجدد العهد لشعبنا بمواصلة الكفاح الصعب والعنيد من أجل أن لا يغدو العراق ثانية ساحة للموت، ونعاهد الشهداء بأن مآثرهم الوطنية خالدة، وأن مسيرة الكفاح والعطاء ستظل متواصلة، ويبقي عود الشيوعيين صلباً في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن، وبالأخص الكادحين منهم والانتصار لقضاياهم.

ونؤكد بأن ما يعيشه شعبنا وبلدنا اليوم من معاناة جراء سياسة المحاصصة واستئثار عقلية التهميش والإقصاء وتغليب المصالح الشخصية والحزبية والطائفية الضيقة والتماهي مع الأجندات الخارجية، لا يأتي سوى بالدمار والخراب والمآسي والإرهاب والفساد.

في استذكار يوم الشهيد الشيوعي، نجدد العهد على مواصلة مسيرة التصدي لكل أشكال الجور والتجهيل والحرمان، وصولاً إلى بناء عراق حر ديمقراطي، يتمتع فيه جميع أبنائه بالعيش الآمن والحياة الكريمة.