اخر الاخبار

منذ الإعلان عن قرار رفع سعر صرف الدولار بالدينار العراقي ووضعه موضع التنفيذ وابقاء المعاشات التقاعدية والرواتب الوظيفية، خاصة الواطئة منها، كما هي دون زيادة على ضوء نسبة التضخم غير المسبوقة.. منذ ذلك الحين اكتوت تلك الشرائح ومعها شريحتا الفقراء وذوي الدخل المحدود، بنار المعاناة المعيشية، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من المواد والسلع. وبدل أن تتخذ الحكومة إجراءات للتخفيف من حدة الأزمة وتدارك ما سيؤول إليه الوضع، راحت تطلق وعودا بتوزيع سلات غذائية على المواطنين، ومنها حصتان تموينيتان قبل حلول شهر رمضان، وأخرى خلال الشهر. لكن اتضح في ما بعد أن هذه الوعود لم تجد طريقها للتنفيذ.

وشكل الارتفاع الجديد لأسعار المواد الغذائية في الأسواق، قبل شهر رمضان، عبئا إضافيا على المواطن، سيما الفقير وذو الدخل المحدود، الذي صار عاجزا عن تأمين حتى الحد الأدنى من حاجاته المعيشية.

غلاء فاحش

المواطنة ايمان الكروي من منطقة السيدية في بغداد، تقول لـ “طريق الشعب”: “حلّ شهر رمضان وتجاوزنا منتصف الشهر وحتى الآن لم نتسلم من الحصص التموينية الثلاث الموعودة، سوى حصة واحدة عن شهر آذار، وحتى هذه غير كاملة المواد!”.

وتتساءل: “أين التصريحات والوعود التي ملأوا بها الدنيا؟! كيف يقضي الفقراء أيامهم في ظل الغلاء الفاحش؟!”.

أما أبو مازن، وهو ثمانيني من حي الإعلام البغدادي، فيتحدث عن حرمانه من راتب شبكة الحماية الاجتماعية. ويقول: “استكثرت عليّ وزارة العمل هذا الراتب ورفضت شمولي به كوني أملك بيتا أسكن فيه مع عائلتي”، مضيفا قوله: “ليس لديّ أي دخل شهري.. كيف سأتدبر أمري وعائلتي في ظل هذا الغلاء الفاحش؟!”.

وبخصوص الحصة التموينية، يقول أن “وزارة التجارة لا تلتزم بتنفيذ أكثر المواعيد التي تطلقها. فأنا لم أتسلم سوى حصة تموينية واحدة من ثلاث حصص وعدونا بها”.

هواء في شبك!

من جانبها، تتحدث المواطنة غنية فاضل، من سكان حي الجهاد في جانب الكرخ، عن صعوبات المعيشة التي تواجهها. وتقول في حديث لـ “طريق الشعب”: “أنا مسؤولة عن عائلة مكونة من خمسة افراد، وراتبي الشهري بائس جدا لا يؤمّن حاجاتنا المعيشية”.

وتضيف قولها: “سعدنا كثيرا بعد أن أطلقت وزارة التجارة قرارها القاضي بتوزيع حصتين تموينيتين قبل رمضان وأخرى خلال الشهر، لكن تبين في ما بعد أن وعود الوزارة أغلبها هواء في شبك، ما اضطرني إلى اقتراض مبلغ من المال لسد حاجاتنا الغذائية، في ظل الغلاء المعيشي”، متسائلة: “لماذا لا تحقق وزارة التجارة وعودها على أرض الواقع؟ أين موقف الحكومة والبرلمان من معاناتنا المستمرة - نحن اصحاب الدخول المحدودة التي لا تتجاوز في أحسن الأحوال ٦٠٠ ألف دينار”؟

عالم آخر

أما المواطن غازي نصيف، وهو من منطقة الدورة جنوبي بغداد، فيتساءل: “هل ان الحكومة والبرلمان في عالم آخر، بحيث يتعذر عليهما معرفة معاناة الناس، خاصة الشرائح التي لا تستطيع أن تتدبر قوتها اليومي؟ لماذا يتجاهل المسؤولون استغاثات الشعب في ظل الأزمات المتلاحقة؟ هل ان ثروات البلد فصلت على مقاسات الطبقة السياسية فقط؟!”.

وعبر “طريق الشعب”، يطالب نصيف على لسان أبناء وطنه، الحكومة بالالتزام بمواعيدها، واتخاذ إجراءات عاجلة لانتشال المواطن من ظروفه الاقتصادية القاسية وواقعه المرير.

عرض مقالات: