اخر الاخبار

في الرابع عشر من نيسان تحل علينا الذكرى (74) لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق.

ففي هذا اليوم من عام 1948 اجتمعت وفود طلابية من مختلف المؤسسات التعليمية في العراق في ساحة السباع ببغداد لتعلن تشكيل اول تنظيم طلابي يمثل طلبة العراق بأجمعه لكي تكون هذه المنظمة الطلابية المنبر الذي يجمع او يوحد قوى الطلبة لغرض الدفاع عن مطالبهم المهنية وطموحاتهم المشروعة.

وقد تعرضت كوادر وجماهير هذه المنظمة الطلابية بعد ثلاثة أشهر من تأسيسها عام 1948 الى الاعتقال والسجن والمطاردة والفصل، لكن بالرغم من كل هذا بقي اعضائه و كوادره صامدين وصولا الى الشهادة حتى عندما تحول الى العمل السري الشاق، اضافة الى ان هذه الممارسات التي تعرض لها الاتحاد كانت سببا في تقوية عوده وصلبه وامده بالديمومة والتواصل خلال هذه العقود ومن صفوفه خرج سياسيونا ومثقفونا الذين قاوموا الاستبداد والظلم وساهموا مساهمة فاعلة في النضال وبمختلف اشكاله من أجل مصالح الجماهير العراقية الكادحة.

ان التاريخ الوطني لاتحاد الطلبة العام في العراق والذي يمتد لأكثر من 70 عاما يشكل بحق ارثا وطنيا مجيدا لكل فئات الشعب العراقي والوسط الطلابي على وشك الدقة بسبب مشاركة جموع الطلبة في اتون النضال الوطني العام الذي خاضته الحركة الوطنية العراقية ضد الانظمة الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة.. وقد ساهم الاتحاد جنبا الى جنب مع الاحزاب الوطنية والمنظمات المهنية الاخرى في انتفاضتي 1952 و 1956 والانتفاضات الشعبية الاخرى والتي كانت بمثابة المقدمات الاساسية الممهدة لقيام ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 والتي كانت محصلة طبيعية لهذا التحدي والنضال البطولي لكافة العراقيين حيث سادت خلالها اجواء سياسية جديدة تمثلت بمناخ ديمقراطي محدود واتساع نسبي في مجال الحريات العامة.

وفي عام 1960 شكل البعثيون تنظيما طلابيا باسم (الاتحاد الوطني لطلبة العراق) والذي أحدث شرخا وانشقاقا في الحركة الطلابية العراقية، ولكن بالرغم من ذلك واصل اتحاد الطلبة العام نشاطه الطلابي والوطني الواسع حيث انتشرت فروعه في كل مدن العراق وظل مدافعا امينا عن حقوق الطلبة المهنية خصوصا وحقوق الشعب العراقي عموما.. وقد اثبتت التجربة العملية وبصورة لا تقبل الشك فشل كافة محاولات القوى لاحتكار العمل الطلابي لهذه الجهة او تلك وما محاولات الاتحاد الوطني البعثي آنذاك بهذا الخصوص الا دليلا قاطعا على ذلك.

وفي 8 شباط الاسود عام 1963 حدث الانقلاب الدموي الذي قاده ما يسمون ب (الحرس الا قومي) ضد ثورة 14 تموز المجيدة حيث حولوا العراق الى سجون ومعتقلات كبيرة يقبع فيها الشيوعيون العراقيون وخيرة ابناء شعبنا العراقي وكان لقادة اتحاد الطلبة العام واعضائه نصيب وافر من تلك الهجمة الشرسة.. حيث قدموا اعدادا كبيرة من الشهداء والمعتقلين في سجون النظام البعثي الفاشي الذين دافعوا دفاعا مستميتا عن ثورة 14 تموز المجيدة ومنجزاتها الوطنية، ولكن كل ذلك لم يثن من عزيمة اتحاد الطلبة العام حيث استمر في نضاله السري محاولا لملمة جراحاته العميقة واعادة بناء تنظيماته من جديد في الاوساط الطلابية وكان ثمرة نضالاته حصوله على نسبة كبيرة من اصوات الناخبين قاربت من 90% في الانتخابات الطلابية التي جرت عام 1966 في ظل الحكم العارفي وهي نسبة كبيرة  اذ ما قورنت بطبيعة الوضع السياسي آنذاك في العراق ووضع اتحاد الطلبة بشكل خاص.

وفي انتفاضة ت1 عام 2019 الباسلة كانت الشريحة الطلابية السباقة في المشاركة الفاعلة في التظاهرات الجماهيرية التي انطلقت وبمشاركة مختلف شرائح ومكونات المجتمع العراقي والتي كانت تهدف بشكل عام الى ضرورة اصلاح النظام السياسي وتغيير المنظومة السياسية الفاسدة ولكنها في الجانب الاخر كانت تمثل مطالب اجتماعية ومهنية وحتى سياسية لشريحة التي تمثلها اضافة الى انها شريحة الشباب المنتفض تتكون من قطاع واسع من الطلبة في المؤسسات التعليمية (كليات – معاهد – اعداديات ..الخ) وقد اعلنت هذه الشريحة الطلابية عن تضامنها التام ودعمها الكامل لمطالب المنتفضين ولم يهابوا العنف الدموي والقمع الوحشي المفرط الذي تم استخدامه من قبل جهات معروفة بل واصلوا احتجاجاتهم وتظاهراتهم وحققوا انجازا كبيرا.

عاش اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق بمناسبة الذكرى (74) لتأسيسه 

المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية والحركة الطلابية الديمقراطية

عرض مقالات: