اخر الاخبار

لا تزال أحياء بغداد تفتقر إلى الكثير من الخدمات التي تعد أنها حق يجب توفيره دون قيد او شرط، وحتى الأحياء التي توصف على أنها أكثر رقيا والخدمات فيها جيدة، قياسا بنظيراتها ببقية المناطق، إلا أنها هي الأخرى اليوم تعاني كأخواتها. 

وفي منطقة الدورة التقت “طريق الشعب” بعدد من المواطنين، الذين يقطنون هناك، بعد ما وردتنا شكاوى تخص المنطقة.

وتوزعت مطالب الناس بين أمور مختلفة؛ فهناك من يطالب بالخدمات، واخر بإنشاء ملاعب خماسية بسيطة، وبعضهم يئن من تردي حال الكهرباء. لكن ما يثير الحنق والاسف هو وجود ستة حياء “لا تتوافر على شبكات صرف صحي، طبقا لحديث المواطنين”.

شارع صغير ومعبر أكبر

وواحدة من معاناة الناس البسيطة هي الشوارع الضيّقة، إذ يقول المواطن احمد الماجد لـ “طريق الشعب”، ان “شارع المصافي سبب لنا عقدة، فالشارع الذي يبدا من مصفى الدورة وصولا الى العلاوي والمحافظات الأخرى ضيق جدا، وبقربه توجد جامعتان أهليتان وثالثة حكومية (الجامعة التقنية الوسطى وجامعتا الفارابي ودجلة الاهليتان”.

ويشير في حديثه الى ان “اعداد الطلاب الكبيرة جدا وكثرة الخطوط يسبب ازدحاما خانقا في المنطقة، وهذا الشارع تحديداً”، كما يجد المواطن أن هناك سوء تخطيط: “الجزرة الوسطية ربما يزيد حجمها على 10 امتار، وهي بدورها أيضا تضيق الخناق على شارعي الذهاب والإياب، وتسبب ازمة في السير”.

ويؤكد الماجد أيضاً انهم لا يستفيدون من “جزرة وسطية بهذا الحجم وهي تضرنا الان لا تنفعنا، ويمكن للجهات المعنية تصغير حجم هذه الجزرة لفك ازمة هذا الشارع، ولتكون هنالك انسيابية أكثر”.

6 احياء بلا صرف صحي!

وعن مشكلة أخرى كان قد لاحظها المواطن يقول: “عند قدومك من مصفى الدورة وجسر الطابقين باتجاه سوق الدورة، تلاحظ وجود حركة بناء في جنس الاراضي الزراعية الصرفة، فقد تم انشاء 5 احياء سكنية بحجم الدورة القديمة أربع مرات. لكن هذه الاحياء تفتقر لأبسط الخدمات، مثل التبليط والصرف الصحي والارصفة”.

 ويتابع حديثه قائلاً ان “هناك 6 احياء، ومنطقتي من ضمنها، لا تمتلك صرفا صحيا، وقمنا نحن بإنشاء تصريف خاص بنا، عبر بناء خزان اندر كراوند تحت الأرض، وتقوم التناكر الاهلية بسحبها كل فترة مقابل 10 الاف دينار وأكثر من كل منزل. بينما البلدية لا تتدخل”.

ويخلص الماجد الى انه وأهالي المنطقة “لا نوجه مناشدات للمسؤولين لان الكلام أصبح بلا قيمة او جدوى؛ فالمنظومة السياسية الحالية لو تنظر بجدية لأحوال المواطن ومشاكله لوجدت حلولا لمعاناته، لكن لا يعنيها، ولا حياة لمن تنادي”.

لم نجن سوى الوعود

وتشكو المواطنة خالدة يوسف من ارتفاع الأسعار في أسواق منطقة الدورة قائلة “نعي ان دوام الحال من المحال لكننا منذ فترة ليست بالقليلة نعاني من قضية ارتفاع الأسعار، حتى قبل الازمة فلا توجد رقابة ونحن ضحية للجشع والطمع”، مضيفة انه “في فترة السباق الانتخابي زار المنطقة مرشحون للبرلمان وقصصنا عليهم سوء الأحوال، وكالوا علينا الوعود التي لم يتحقق منها شيء بمجرد فوز المرشح”.

وتضيف في حديثها لـ”طريق الشعب”، ان “واحدة من المشاكل البسيطة التي لا يوجد لها حلول هي الطرق التي غالبها يكون سيئا، فالكثير من شوارع مناطق الدورة أصبحت غير صالحة وبعضها يسبب حوادث في السير، وحتى لو كان هنالك إكساء للطريق فانه يعود الى نفي ما كان عليه، لان الجودة غير متوفرة”.

وتؤكد ان الخدمات “تتفاوت من منطقة وأخرى؛ فتارة تجد منطقة متكاملة وأخرى تفتقر الى ابسط الخدمات، ولا نعرف بمن الخلل”.

ابسط الخدمات غائبة 

من جانبه أفصح الشاب زيدون سعد، وهو الاخر من سكنة منطقة الدورة لـ”طريق الشعب، عن احتياجات الشباب هناك قائلاً: “نحن كشباب نفتقر الى المرافق الترفيهية كثيراً، فالموجودة يمكن عدها على الأصابع، اذ نضطر انا واصدقائي للذهاب الى مناطق أخرى للترويح عن النفس والاستجمام. بينما المنطقة تمتلك المؤهلات والارضية المناسبة لكن لا يوجد من يعير أهمية لمثل هذه الامور”.

ويزيد “تكاد تكون المرافق الرياضية (ساحات لعب كرة القدم) معدومة، فهي الأخرى قليلة جداً، فلا يمكن للفرد ان يلاحظ انتشارها حتى في الاحياء الشعبية البسيطة، اذ انها غير مكلفة وبسيطة ويمكن توفيرها”.

وعن الكهرباء يؤكد سعد انها “غير جيدة” اذ ان ساعات الإطفاء كثيرة، ونحن مقبلون على فصل الصيف.

عرض مقالات: