اخر الاخبار

بغداد- نورس حسن

 تتعرض المرأة العراقية، في ظل الأنظمة المتعاقبة، ومنها نظام المحاصصة والفساد، لظروف قاهرة، كالبطالة والأمية وضياع الحقوق والعنف الأسري والترهيب وغيرها.

 وتشتد هذه الحالة سوءا لدى شريحة الأرامل والمطلقات والعاملات والفلاحات والعاطلات عن العمل، فيما تُكرس كل يوم مفاهيم متخلفة وبعيدة عن احترام حقوق المرأة ومكانتها الاجتماعية، ما يتطلب تظافر الجهود الخيّرة لدعم نضالها للخلاص من التهميش وتبوء مكانتها الطبيعية في المجتمع.

 حين تنتهك الآدمية

وتشكو زينب خالد، 27 عاما، والتي تعمل بقسم العلاقات العامة في احد الفنادق الاهلية، من ساعات العمل الطويلة مقابل اجور قليلة، فتقول في حديث لـ”طريق الشعب”: ان “حاجتي الماسة للعمل أجبرتني على المباشرة في فريق العلاقات العامة بهذا الفندق، منذ ثلاثة أشهر، رغم الشروط المجحفة التي تضمنها عقد العمل، ومنها أن أكون حسنة المظهر وأن لا يتجاوز عمري الثلاثين، وأن أكون غير متزوجة، بحيث يتم فسخ العقد إذا ما ارتبطت وتزوجت. وكل ذلك مقابل 400 ألف دينار لتسع ساعات من العمل المتواصل”.  وتشير زينب الى الصعوبات التي تعاني منها المرأة، بين حاجتها للتخلص من البطالة وسعيها لعدم التصادم مع القيود المجتمعية المعقدة قائلة: ان “فرص عمل المرأة قليلة، وليس من السهل الحصول على عمل مناسب، خاصة وان اغلب مؤسسات القطاع الخاص تستعين بعمل المرأة، كشيء جذاب، بعيدا عن التخصص والخبرة المهنية”.

عرضة للاستغلال

وفي هذا السياق، ترى الناشطة النسوية بنين الياس، انه في السنوات العشر الأخيرة، باتت المرأة فريسة سهلة لشركات القطاع الخاص الربحية، التي تفرض شروطاً مجحفة لتحقيق أرباح طائلة، كما هو الحال في مراكز التجميل وغيرها.

وتقول لـ”طريق الشعب”، ان “اغلب الفتيات اللواتي تعرضن للإستغلال متعدد الأوجه بما في ذلك الإستغلال الجنسي، هن من المطلقات والارامل، ممن كنّ في أمس الحاجة للعمل لإعالة اطفالهن والبحث عن لقمة العيش”.

وتضيف أن الكثير من شروط عمل المرأة “تتضمن إمتهاناً واضحاً لكرامتها وخصوصيتها، وإنتهاكاً صارخاً لقانون العمل الذي اكد على حماية المرأة وتوفير العمل المناسب لها”.

 معاً لتجاوز الصعوبات

وتؤكد الناشطة النسوية عبير البياتي لـ”طريق الشعب”، تعرض المرأة في القطاع الخاص “لإنتهاكات مختلفة، تبدأ من شروط عملها المجحفة، والتمييز ضدها في الأجور والمهام والعقوبات وغيرها”.

وتحدثت البياتي عن تجربتها في احدى شركات القطاع الخاص، وتقول: اجبرني صاحب الشركة على الدوام لاوقات متأخرة، مع عدم منحي راتب كما الاخرين واعتبرني متدربة لفترة طويلة، ومع ذلك يجري قطع راتبي في حال التأخر عن العمل

وتضيف ان هناك “شرطا اجباريا اخر، ينص على التواجد في مكان العمل في أي وقت تكون هناك حاجة لخدماتي”.

وتشير الى “وجود صعوبة لحصول المرأة على إجازة، حيث يتم إستقطاع ساعات أو أيام تغيّبها عن العمل من الراتب الشهري”.

وترى عبير البياتي ضرورة لأن تكون المرأة اكثر جرأة وشجاعة لفضح هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي واستغلال تأييد الرجال لنضالها ضد الانتهاكات التي تتعرض لها في ميادين العمل وسياقات الاستغلال والتمييز”.

عرض مقالات: