اخر الاخبار

يترقب عدد من النقابيين والمزارعين في محافظات ديالى حلولا “سريعة وفاعلة”، لانتشال محافظتهم من خطر الجفاف، وانهيار القطاع الزراعي، وحذروا من أن بقاء الوضع على ما هو عليه، له انعكاسات سلبية كثيرة على معيشة المواطنين.

وفيما يقول فلاحون إن الخزين المائي في ديالى “لا يبشر بخير. وأن الجفاف سيبقى مهددا لبساتين المحافظة، من جراء شح المياه، وفشل محاولات إنعاشها”، تطمئن وزارة الموارد المائية بأنها تعمل حاليا على معالجة المشكلة: “ضخ المياه من نهر دجلة باتجاه نهر ديالى، فضلا عن استغلال المياه الجوفية لمواجهة الجفاف الشديد الذي تعانيه المحافظة”.وتؤكد الوزارة أنها تسعى للاتفاق على آلية تعاون وتنسيق مناسبين مع الجانب الإيراني بهدف إطلاق المياه نحو العراق.  وكانت وزارة الزراعة قررت في شهر تشرين الأول من العام الماضي، استبعاد محافظة ديالى من الخطة الشتوية، نتيجة لقطع الروافد المائية من الجانب الايراني”.  وأكدت أن “الخطة الزراعية في المحافظة ستكون صفراً”.

تحذيرات من انهيار الزراعة

المزارع غانم غيدان ـ صاحب أحد البساتين في ديالى ـ يقول في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “مدينة شهربان، شرقي المحافظة، كانت تمتلك سلسلة بساتين ضخمة، ترفد جميع محافظات العراق بمختلف الأنواع من المحاصيل الزراعية. وأنها اليوم مهددة بالموت الكامل بفعل الجفاف”.

ويشير غيدان إلى أن “خسائر القطاع الزراعي جرّاء حجب المياه من قبل الجانب الإيراني كبّد المزارعين خسائر ماليّة كبيرة، وأن استمرار الوضع على ما هو عليه، يؤدي إلى انتكاسة أكبر للواقع الزراعي وهجرة المزارعين لأراضيهم”.

إجراءات حكومية

وتعليقا على واقع المياه في محافظة ديالى، يقول مستشار وزير الموارد المائية عون دياب لـ”طريق الشعب”: ان “المحافظة تأثرت كثيرا نتيجة لقيام الجانب الإيراني بتحويل مجرى الأنهر داخل أراضيها”.

ويشير إلى وجود جملة إجراءات تعمل عليها وزارة الموارد المائية لرفد الفلاحين بالكميات الكافية من المياه منها: “ضخ المياه من نهر دجلة باتجاه نهر ديالى، فضلا عن استغلال المياه الجوفية لمواجهة الجفاف الشديد الذي تعانيه المحافظة”.

وبخصوص التفاوض مع الجانب الإيراني يؤكد عون أن “هناك مساعي في هذا الجانب، بغية إطلاق كميات كافية من المياه نحو سد دربندخان، الذي يغذي خزان حمرين، لسد احتياجات المحافظة، خلال فصل الصيف القادم”.

مقترحات لمواجهة الجفاف

فيما يقول رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد مغامس التميمي، إن “مزارعي ديالى طرحوا عددا من المقترحات للخلاص من كوارث الجفاف وانهيار القطاع الزراعي”.

ومن بين القضايا التي يتبناها المزارعون، بحسب التميمي، “دمج وزارتي الزراعة والموارد المائية في تشكيل حكومي واحد، وإعفاء المزارعين من بدلات إيجار العقود الزراعية، ودعم المنتج المحلي، ودفع مستحقات تسويق الحبوب من قبل وزارتي المالية والتجارة”.

وزاد التميمي أن “المطالب تضمنت أيضا اعتماد تقنيات الزراعة الحديثة، وتفعيل دوائر البحوث الزراعية، ودعم المزارعين بالأسمدة والمستلزمات الزراعية كافة، وإطلاق قروض ميسرة، والسماح للجمعيات الفلاحية باستيراد الأسمدة والمبيدات عن طريق وكالات شركة التجهيزات الزراعية، الى جانب تسليم مبالغ تعويضات المادة (140) عن طريق ممثلي الفلاحين في المحافظة”.

ديالى.. الأكثر تضررا

ويحدد الخبير في الشأن الزراعي د. خطاب ضامن، في حديث لـ”طريق الشعب”، حجم الأراضي التي تضررت في محافظة ديالى جراء الجفاف تتجاوز اليوم بأنه يزيد على 50 بالمائة “ما تسبب بهجرة اعداد غير قلية من المزارعين”.

ويقول ضامن، إن “معاناة المزارعين لا تقتصر على الجفاف، وإنما هناك قلة في الدعم الحكومي من المعدات الزراعية والأسمدة، فضلا عن المماطلة بدفع مستحقاتهم، الأمر الذي ساعد على هجرة الفلاحين لأراضيهم”.

ويشير الى أن ديالى تعد من أكثر المحافظات تضررا من الجفاف الشديد، “كونها من المحافظات الزراعية، وأغلب سكانها من المزارعين”.

وتختزل الضامن عوامل الجفاف التي تضرب ديالى بأمرين: الأول يتعلق بالتغير المناخي المتمثل بشح مياه الأمطار. والثاني يرتبط بانتهاكات الجانب الإيراني الذي قام بقطع مياه الأنهار تماما، وحصرها في داخل اراضيها”.

ويأمل ضامن على الحكومة أن تتخذ “موقفا جادا” باعتبارها الجهة المسؤولة عن حماية موارد البلاد، مشددا على ضرورة “عرض الانتهاكات الايرانية أمام المحاكم الدولية، فضلا عن ايجاد مصادر بديلة لمياه الامطار كالمياه الجوفية، والعمل على تغيير طرق الري، بأساليب حديثة، للحد من هدر المياه”.

عرض مقالات: