اخر الاخبار

سجلت أسعار المواد الغذائية في الأسواق المحلية، خلال اليومين الماضيين، ارتفاعاً مفاجئاً، عزته وزارة التجارة وبعض التجار والاقتصاديين الى الحرب الروسية الأوكرانية وعدم استقرار أسعار صرف الدولار. فيما حذر المراقبون من التأثير السلبي للصراع على أسعار القمح والمشتقات النفطية.

وعلى أثر ذلك، التأم اجتماع طارئ عقده رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بحضور عدد من وزراء حكومته، لمناقشة الأمن الغذائي وتأمين مواد السلة الغذائية وكبح ارتفاع الأسعار.

من جانبها، أعلنت وزارة التخطيط، يوم امس، ارتفاع معدل التضخم الشهري لشهر كانون الثاني الماضي بنسبة 0.9في المائة والسنوي بنسبة 5.3في المائة.

وقال الجهاز المركزي للإحصاء في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن “المجاميع السلعية التي كانت الأكثر ارتفاعا في الاسعار الشهرية هو قسم الغذاء والمشروبات غير الكحولية الذي سجل ارتفاعا قدره 0.9  في المائة وارتفاع مجموعة الخضروات بنسبة 3.4 في المائة ومجموعة الخبز بنسبة 0.9 في المائة ومجموعة الدهن والزيوت بنسبة 0.3 في المائة

الحرب الروسية الأوكرانية

وعلل المتحدث باسم وزارة التجارة محمد حنون، حالة الارتفاع في الاسعرا بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لأنهما “من أكبر المنتجين للحنطة ومواد غذائية أساسية في العالم وهما تسيطران على ما نسبته 30 في المائة من انتاج الحنطة والمواد الغذائية العالمي”.

وقال حنون، ان “مواجهة الارتفاع في العراق يتطلب إجراءات حكومية فاعلة لدعم مواد السلة الغذائية، الطحين والزيت والسكر والرز والبقوليات وبقية المواد”.

“طريق الشعب” تتقصى

واستطلعت “طريق الشعب” أوضاع المواطنين في عدد من مناطق بغداد بعد الارتفاع المفاجئ في اسعار المواد الغذائية، والذين طالبوا بضرورة دعم مفردات البطاقة التموينية، والحد من الاستغلال الذي تمارسه مافيات الأسعار.  

تحذيرات من هلاك الفقراء

المواطن اياد محمد، من أهالي منطقة الكرادة قال لـ”طريق الشعب”: ان “الأسواق المحلية شهدت ارتفاعا في اسعار اغلب المنتجات الغذائية، لاسباب غير معلومة؛ حيث ارتفع سعر مادة الطحين من 1000 الى 1500 دينار للكيلو غرام الواحد. كما زاد سعر لتر زيت الطعام من 2500 الى 3500 دينار”.

ويحذر المواطن من أن استمرار الاسعار في الارتفاع يقود الى “هلاك اغلب العوائل العراقية، خاصة من ذوي الدخل المحدود”.

“التموينية” خارج الحسابات

فيما يقول المواطن علي محمد من سكنة بغداد الجديدة، لـ”طريق الشعب”، ان “سعر طبقة البيض قد ارتفع من ستة الى سبعة آلاف دينار، دون سبب مفهوم”.  وأكد علي عدم تمكنه من شراء جميع متطلباته المنزلية نتيجة الارتفاع المفاجئ في الأسعار والذي لم يحسب له حساباً.

ولا يعوّل علي على مفردات البطاقة التموينية في تدبير شأن معيشته، قائلا: “لا تسد شيئا مهماً من متطلبات العائلة العراقية، خاصة مع تقليص حجم وعدد موادها، واستبدالها بأخرى، ورداءة نوعية أغلب مفرداتها، بخاصة مادتي الطحين والرز”. 

وفي منطقة الحرية في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، يقول المواطن عبد الله مجيد لـ”طريق الشعب”، ان “اسعار المواد الغذائية ليس موحدة، فهناك اسواق فرضت اسعارا تصل الى 4 آلاف دينار على عبوة الزيت، واخرى بـ3500 دينار”.

ويعتقد أن “هناك تجارا استغلوا الازمة العالمية، وعملوا على فرض اسعار غير قليلة، بتصرف شخصي”. 

زحام على أبواب الوكلاء

وتقول حليمة عودة، احد وكلاء المواد الغذائية في منطقة الشعب، لـ”طريق الشعب”، ان اغلب المستفيدين من البطاقة التموينية، أخذوا يتوافدون بسرعة على غير العادة، لاستلام حصصهم التموينية، بسبب ارتفاع اسعار المواد في الاسواق المحلية”. 

وتدعو عودة، إلى رفد البطاقة التموينية بمواد اخرى اكثر نفعا للعائلة العراقية، خاصة بعد خطوة تقليص مادة السكر واستبدالها بمواد ثانوية”.

سببان!

ويعزو علي عبد الاله، صاحب أسواق لبيع المواد الغذائية في منطقة البياع، أثناء حديث مع مراسل “طريق الشعب”، صعود اسعار المواد الغذائية كالزيت والطحين والسكر، الى ارتفاعها من المنشأ ما خلق ذلك تأثيراً سلبياً على معدلات البيع وإحجام المواطنين عن التسوق.

ويردف كلامه بأن السبب الأبرز وراء هذا الارتفاع هو تغيير سعر صرف الدولار، ومن ثم تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

تجار الجملة

بينما يلقي عباس رحيم، صاحب محل أسواق في حي القاهرة، في حديثه لـ”طريق الشعب”، باللوم على تجار الجملة “الذين اقدموا وبصورة مفاجئة أقدموا على رفع أسعار المواد الغذائية، خاصة البقوليات”.

وفي منطقة المشتل، يقول صاحب اسواق للمواد الغذائية، يدعى إبراهيم هادي لـ”طريق الشعب”، ان “جميع اسعار البقوليات، وبضمنها مادتا الزيت وزيت الطعام ارتفع ثمنها”، مشيرا الى ان “سعر الصندوق الكامل لمادة الزيت، والذي يتضمن 20 عبوة، بحجم واحد لتر، وصل الى 67 الف دينار بسعر الجملة”.  وبخصوص اسعار البقوليات يقول ان “مادة الحمص تباع بـ 56 الف دينار لكل 25 كيلو غراما، بعد ان كان سعرها 45 الفا”. ويخمن هادي، ان الاسعار ارتفعت بنسبة 15 في المائة وما يزيد.

ترجيحات استمرار الارتفاع

ويرى الخبير الاقتصادي رشيد السعدي ان “الارتفاع المفاجئ في الأسعار جاء نتيجة لاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تعتبر الدولتان من مصادر الانتاج الرئيسية لمواد البقوليات والزيوت، والتي تصّدر الى مختلف دول العالم، إضافة الى تداعيات جائحة كورونا ورفع أسعار صرف الدولار”. 

وتوقع السعدي “أن ترتفع الأسعار ثانية في الأيام القليلة المقبلة، نتيجة لاستمرارية الحرب بين الدولتين”. واستطرد قائلاً “للأسف الشديد، ستستمر معاناة المواطنين من هكذا مشاكل، بسبب الخلل في استثمار خيرات البلد، وتعطل مراكز الإنتاج الصناعي، واهمال القطاع الزراعي، وسوء الإدارة الاقتصادية في البلاد”.

تجار ديالى

وفي تلك الأثناء، حذر تجار المواد الغذائية في ديالى، أمس الاثنين، من أن الاحتكار سيقود 10 مواد غذائية للارتفاع بنسبة 50 في المائة قبل شهر رمضان.

وقال احمد الزهيري تجار مواد غذائية، ان “70 في المائة من تجار ديالى يعتمدون على اسواق بغداد في شراء المواد الغذائية الأساسية”، مبينا ان “الساعات 72 الماضية ارتفعت الاسعار بوتيرة متصاعدة وبلغت 30 في المائة حتى الان وتشمل حاليا 3 مواد ابرزها الزيت”.

عرض مقالات: