اخر الاخبار

تضم الرقعة الجغرافية لجانب الكرخ الأولى من بغداد، أكثر من 30 حيا سكنيا، تمتاز بكثافتها السكانية العالية، وبضمها العديد من العشوائيات وأماكن التجاوز. 

 معظم سكان تلك الأحياء من ذوي الدخل المحدود والكسبة والفقراء، وهؤلاء جميعا يعانون مشكلات معيشية وخدمية وصحية وتعليمية كثيرة. بينما تتفشى البطالة بين الشباب، خاصة في ظل توقف أعداد كبيرة من المعامل والورش الصناعية الأهلية المنتشرة في تلك الرقعة الجغرافية، جراء الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.  

الشعلة تشتعل بالنفايات!

مدينة الشعلة، تعد إحدى المناطق الشعبية الكبيرة في جانب الكرخ الأولى. فهي تكتظ بعدد كبير من السكان، معظمهم من ذوي الدخل المحدود والكسبة، وممن يعيشون تحت خط الفقر. 

هذه المدينة تعاني تراجعا كبيرا في الخدمات وتدهورا في مقومات العيش. فالنفايات والأوساخ تنتشر في الكثير من شوارعها وأزقتها بشكل لافت للنظر. وذلك بسبب عدم رفعها بانتظام من قبل كابسات البلدية، فضلا عن عدم توفر أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض. 

من الناحية الصحية، تعاني المدينة قلة أعداد المراكز الصحية، مقارنة بكثافتها السكانية العالية. أما من الناحية المعيشة، فسكان الشعلة لا يختلفون عن غيرهم من سكان المناطق الأخرى، لا فرص عمل، لا مفردات تموينية كافية توزع بانتظام!

وبالنسبة للقطاع الكهربائي، فالمدينة لا ترى الكهرباء الوطنية أكثر من ثماني ساعات يوميا، تضاف إلى ذلك معاناتها المستمرة جراء شح مياه الإسالة، وكثرة انقطاعها. 

وتضم الشعلة أعدادا غير قليلة من الأحياء العشوائية التي تضم بيوتا من طين وصفيح لا تصلح لعيش الإنسان، بينما يضطر الفقراء والمعدمون إلى السكن فيها.

الفساد حرم “الحرية” من الخدمات!

تعد مدينة الحرية من مدن الكرخ الأولى الشعبية الكبيرة والفقيرة، بعد مدينتي الصدر والشعلة. وهي تمتاز أيضا بكثافتها السكانية العالية. 

بالنسبة لمستوى الخدمات العامة في الحرية، قد يطول الحديث عنها. فالفساد الاداري والمالي المستشري في بعض الدوائر والمؤسسات الخدمية الحكومية، هو السبب الرئيس لتردي الخدمات في المدينة. فهناك تدهورا واضحا في الطرق. معظم التبليط قديم ورديء تنتشر عليه الحفر والمطبات، وتتجمع المياه الآسنة، خاصة في “منطقة دار الشؤون”.

أما من ناحية النظافة، فحدّث ولا حرج! إذ تنتشر النفايات في الشوارع الرئيسة والفرعية، ما يجذب الحيوانات السائبة والقوارض والحشرات.

وبخصوص الواقع الصحي، فالحرية لا تختلف عن الشعلة. إذ إن هذه المدينة الكبيرة تخلو من وجود مستشفى عام، ولا يوجد فيها سوى مركزين صحيين لا يغطيان عدد السكان الكبير، بينما يعانيان نقصا مزمنا في الأدوية.

ومثل الشعلة، تضم الحرية عددا كبيرا من الأحياء العشوائية، التي تقدم صورة واضحة لواقع مرير تواجهه عائلات فقيرة مهمشة معيشيا وخدميا وإنسانيا، وينتظرها مصير مجهول! إذ يجتمع أطفال هذه العائلات، يوميا وسط القمامة، لعلهم يجدون سلعا صالحة للبيع، كي يجلبوا مقابل أثمانها البائسة لقمة يسدون بها رمق أهاليهم! 

أما بالنسبة للتربية والتعليم. فالمدينة تعاني نقصا واضحا في أعداد المدارس. فهناك 3 مدارس قديمة تم هدمها في ما مضى على أساس إعادة بنائها، لكنها بقيت على حالها منذ ذلك الحين، حتى أصبحت اليوم مكبا للنفايات، ومرتعا خصبا للحيوانات السائبة. 

ولا تتميز الشعلة عن غيرها من ناحية الكهرباء ومياه الإسالة. فالخدمتان متدهورتان فيها أيضا! 

الصالحية تغلق ورش النجارة

منطقة الصالحية تعد من المناطق الشعبية الكبيرة في جانب الكرخ. فهي تضم أحياء كثيرة تعاني في الغالب سوء الخدمات البلدية والصحية. 

واشتهرت هذه المنطقة، على مدى سنوات، بوجود اعداد كبيرة من معامل وورش النجارة الأهلية. لكنها اليوم صارت تفقد هذه الشهرة شيئا فشيئا. إذ اضطر الكثيرون من أصحاب المعامل إلى تسريح عمالهم وإغلاق أبواب معاملهم، نظرا لعدم جدوى العمل، في ظل فتح باب الاستيراد على مصراعيه أمام البضاعة الرديئة الرخيصة. 

وبالنسبة للواقع الخدمي، فهناك ضعف كبير في خدمات النظافة. إذ تتكاثر النفايات والأوساخ في معظم شوارع المنطقة ومحلاتها السكنية وأزقتها، دون أن تتخذ الجهات المعنية، إجراءات للحدث من هذه المشكلة الخطيرة على الصحة العامة والبيئة.

أما من الناحية الصحية، فالمنطقة بسعتها تضم مركزا صحيا واحدا، لا يمكنه استيعاب الأعداد الكبيرة من السكان. ويعاني هذا المركز باستمرار، شحا في الكثير من الأدوية والمستلزمات الطبية، سيما أدوية الأمراض المزمنة، الأمر الذي يرغم المواطنين بشرائها من الصيدليات الأهلية بأسعار باهظة. 

هذه نبذة مختصرة عن أزمات أبرز مناطق جانب الكرخ الأولى من بغداد. يأمل المواطنون من الجهات المعنية تأمل تلك الأزمات جيدا، لعلها تتخذ بعض الإجراءات الكفيلة بمعالجتها!

عرض مقالات: