اخر الاخبار

من مواليد التاسع من آب عام 1964 في «حي الإسكان» مدينة البصرة. نشأت وترعرعت في ظل عائلة يسارية ومثقفة تناضل من أجل غد جديد وأفضل ومجتمع لا مكان فيه للظلم والاضطهاد.

حينما بلغت السادسة من عمرها دخلت المدرسة الابتدائية في «ناحية البطحاء»، وينقل عن معلماتها بانها كانت تحب الموسيقى وتتميز بذكاء حاد وبمنتهى النشاط والحيوية وترغب بالغناء وتردد الأغاني العراقية الشجية المشهورة. أمضت أربع سنوات في هذه المدرسة التي كانت شقيقتها – مونليزا – والتي تكبرها سناً، إحدى المعلمات فيها. عادت من جديد إلى مركز المحافظة في الناصرية ولتواصل تعليمها في مدرسة حطين الابتدائية القريبة من دارهم.

وفي سن الثانية عشرة من عمرها تم اختيارها بين أربعة أطفال للمشاركة في احدى المهرجانات الفنية للطلائع في المانيا والتي تستغرق أكثر من ثلاثين يوماً.

وخلال وجودها في هذا المهرجان، كانت لها مشاركات متنوعة نالت استحسان الوفود المشاركة والقائمين على المهرجان، كما أتاح لها هذا المهرجان والملتقى، فرصة ذهبية للقاء ممن بعمرها وخوض حوارات ونقاشات وبالتالي التعرف على تجارب جديدة وثقافات أخرى تركت فيها تأثيراً ايجابياً لتكون شعلة متقدة وموهبة متميزة. وكان لاهتمام اشقائها ممن حملوا الفكر التقدمي والثوري له أثر ملحوظ ومهم، فضلاً عن والدتها التي تعلمت منها كيف تضع البريد الحزبي في «شيلتها» وهي تزور رفيقاتها من النساء في المدينة المعروفة بنضالاتها وشخصياتها الوطنية ومع مرور الأيام والاعوام، واضافة لقراءاتها المتنوعة والمستمرة، كل ذلك جعل منها انسانة واثقة من نفسها ومتحدية للظروف الصعبة ولا تعرف المساومة او المهادنة فتنضم إلى صفوف اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية عند دخولها «المتوسطة».

وحين غادر أهلها إلى بغداد عام 1968 بقيت في الناصرية تعمل بكل هدوء وصمت وإصرار وعزيمة، حتى طردت من المدرسة وتفرغت للعمل الحزبي كلياً. ومن هنا تم تكليفها ومن خلال الحزب بالكثير من المهمات السرية ولاسيما نقل البريد الحزبي بين الرفاق في بغداد والناصرية وبالعكس.

وكانت خلال زيارتها إلى بغداد، تشعر بالحنين لرؤية والدتها. ذلك النموذج البطولي والمثل الشجاع في مواجهة ازلام النظام. ولتستلهم منها الكثير في مواجهة التحديات المفروضة.

خلال هذه الفترة، لم تبخل بأي جهد في متابعة الرفاق والرفيقات ممن انقطعوا بسبب الظروف الصعبة.

في خضم هذا الكفاح السياسي، تلتقي برفيق دربها «صباح طارش» الذي تربطهما علاقة عائلية قديمة، وله أربعة من الاشقاء الشهداء.

توطدت هذه العلاقة وتكللت بالزواج لاحقاً، وتم اعتماد بيتهم، بيتاً حزبياً وسرياً. في مكان ناء في «حي سومر». في هذه الاثناء تصاعدت الحملات الإرهابية لملاحقة الرفاق والرفيقات، وكرست السلطة كل ما بوسعها من أجل الوصول إلى مخابئ الشيوعيين.

وكانت الساعة المشؤومة، في صيف عام1984، يوم طوقت القوت الأمنية، منزل المناضلة «سحر منشد» وزوجها من قبل العديد من الضباط ومجاميع من عناصر الأمن والقوات المهاجمة، طالبت من في الدار بالاستسلام. الجميع أبدوا شجاعة فائقة في مواجهة رجال الأمن وتمت مشاغلتهم بالرصاص.

المناضلة سحر قامت بحرق واتلاف ما لديها من ورقيات ورسائل وأسماء وعناوين، وبالتعاون مع رفيقها مهدي النجار، زوجها البطل ظل يطلق الرصاص على رجال الأمن واستطاع ان يقتل منهم ثلاثة من بينهم ضابط.

وقد استمرت تلك المقاومة أكثر من ساعتين، بعدها أطلق زوجها رصاصة الرحمة على نفسه وسالت دماء كثيرة منه. رجال الامن تمكنوا من القاء القبض على رفيقها، وتوجيه الاهانات والضرب له امامها. ألقي القبض عليها ايضاً، عندما كانت تحاول الانتحار وهي حامل بطفلها. أودعت في مستشفى الناصرية مع زوجها لكنه فارق الحياة بعد يومين وليطرز بموقفه البطولي هذا بسالة ما بعدها بسالة. يمضي شهيداً وهو يدافع عن قيمه ومبادئه وحزبه. تعرضت المناضلة «سحر» إلى حفلات تعذيب يومي لكنها ظلت صامدة وقوية وبطلة. لا تخشى سطوتهم ولا تكشف عن أي سر يضر الحزب والرفاق. ولدت طفلاً – محمد – في المعتقل.

تم نقلها من أمن الناصرية إلى أمن بغداد والبيوت الخاصة بالسياسيين. ونقل الطفل إلى اقرانه من الخدج ولاحقاً إلى أحد ملاجئ الايتام. بعد صدور قرار الإعدام من قبل محكمة الثورة وبتاريخ 31/12/1984، وفي سجن الرشاد للنساء قبل اعدامها بقليل تكتب رسالتها إلى أهل زوجها للعناية بالطفل – محمد – ومتابعة أوضاعه.

ينفذ حكم الإعدام بها في نيسان عام 1985. وتهتف بكل شموخ واعتزاز، مرفوعة الرأس بحياة الحزب والشعب. مع إطلاق هلهولة. وتحلق عالياً في سماوات الخلود والمجد.

وقد خصها شقيقها الأكبر «داود منشد الأمين» بقصيدة «سحر».

أحلمت مرة

بسحر تضحك

وعلى خدها الحلو

رصعات

گمت اطحن حزن

واسحگ

وامسح بيدي

أثر دمعات

لن عيني المحب

رگبة طويله

وحس حبل يخنگ

وشبح رجلين

يتلو لحسن

ماكو ثبات

عرض مقالات: