اخر الاخبار

تعّد الحدائق الوطنية والمتنزهات الترفيهية واجهة لأي بلد في العالم، ووسيلة لصيانة البيئة وتحسين المناخ، وقبلة للسواح الباحثين عن الطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة، كما هو الحال في حديقة سنترال بارك بولاية نيويورك الامريكية و حديقة لوزيني القومية في روسيا و الهايد بارك في لندن.

غير إن المواطن العراقي يفتقد، كحال أغلب احتياجاته، ليس للمتنزهات الكبيرة فحسب، بل وأيضاً للحدائق الصغيرة، التي يمكن أن تكون مجالاً للترفيه عن ذوي الدخول المحدودة والشبيبة منهم بشكل خاص، فيما بات ما هو موجود منها، مكبات للقمامة أو حضائر للحيوانات أو مكاناً لتجمع الكلاب والقطط السائبة، أو صار من ممتلكات البعض من “الحواسم”. 

للفساد دوره 

يقول المواطن حيدر خلف (أبو كرار) الذي يسكن في منطقة البلديات حي 9 نيسان، في استطلاع أجرته جريدتنا “طريق الشعب” عن هذا الموضوع “ أن لا حدائق عامة او متنزهات ترفيهية في منطقة سكني. لاحظت عند انتقالي الى منزلي الجديد في البلديات، كيف استغل الناس الأرض التي كان سيتم تخصيصها كمتنزه، وقاموا ببناء بيوت عليها و بشكل يخالف القانون”. ويضيف ان “منطقتنا مفتوحة، لذلك يجب ان يتم انشاء متنزهات وحدائق تليق بها، و توفير وسائل الترفيه والراحة ولعب للأطفال والنافورات. ان هذه أمور بسيطة، وربما تحتاج لتعاون المواطنين مع الجهات الحكومية، صاحبة الامكانيات الكبيرة”. ويعتقد خلف ان “ للفساد دور كبير في عدم تمتع بغداد بالخضرة وعدم احتضانها لحدائق كبيرة، تكون متنفساً للعوائل. إن ما يخصص لهكذا مشاريع يسرق، كما هو حال باقي المشاريع التي يستفيد منها الفاسدون”، منوها الى ان “ عدد الحدائق الموجودة دون المستوى المطلوب، ولا يلبي الطموح، خاصة مع النمو السكاني السريع. العوائل بحاجة الى هذه المتنزهات للتخفيف عن نفسها فلا توجد لدى جميع المواطنين القدرة على الذهاب للأسواق وأماكن الترفيه، غالية الثمن”.

تقصير واضح 

من جانبه يؤكد الطالب سامر احمد الذي يسكن في منطقة بغداد الجديدة على انه “لا يتم إيلاء اي اهتمام بالمتنزهات والحدائق في منطقتنا، فهي تعاني من الإهمال وتملؤها القاذورات والاوساخ، التي يتركها بعض المواطنين المهملين او العابثين، الذين يشوهون مناظر الحدائق، فيما تقصّر الاجهزة البلدية عن إداء واجبها”. ويتابع حديثة لـ “طريق الشعب” فيقول “نحن كشباب نلجأ الى هذه الحدائق عندما نريد أن ندرس أو نستجم أو قضاء أوقاتاً بصحبة أقربائنا. لكننا نهرب منها بسبب ما تحتويه من أكوام الازبال”. ويطالب أحمد البلدية “بتخصيص موظفين للاهتمام بالحدائق ورعايتها وادامتها، حتى تتحول الى قبلة للشباب بدل لجوئهم الى المقاهي والأماكن المشبوهة، ويمكن أيضا فتح مشاريع صغيرة فيها، تخدم الشباب العاطلين عن العمل”.

متنزهات للمواشي 

ويبدو الحال في مدينة الثورة اسوء بكثير، وهي التي تفتقر الى ابسط الخدمات الأساسية، حيث تحولت أغلب متنزهاتها الى مكبات للنفايات ومرتعاً للحيوانات الاليفة، وذلك بحسب حديث الشاب سجاد الوائلي لـ “طريق الشعب” والذي يشير فيه الى ان “ الحدائق محدودة واغلبها تحولت الى مكب للنفايات او مرتع للمواشي، فقطاعات المدينة كبيرة جدا، ويفتقر سكانها الى المتنزهات الترفيهية وساحات لعب الأطفال، ويغيب تماماً دور الجهات المعنية، التي لا تظهر أية جدية لمعالجة هذه المشكلة”. 

اين امانة بغداد ؟

وفي منطقة زيونة والتي تعد من مناطق العاصمة المتميزة، تعّبر الشابة لينا ضياء في حديثها لـ “طريق الشعب” عن امتعاضها الشديد بسبب قيام بعض العابثين، بتحويل الحدائق العامة في المنطقة، من ملتقى للعوائل والشباب الى تجمع من اجل تدخين الاراكيل، مؤكدة على ان “ العوائل قد هجرت هذه الأماكن، بسبب المشاكل التي تحدث في هذه الحدائق، وحالات التحرش و الخوف”. وتشدد ضياء على ضرورة محاسبة وطرد من اعتدى على الملكية العامة وشّوه منظر حدائق ساحة ميسلون ومقترباتها، لأنها تجد الإجراءات العقابية غير كافية، ولا تجدي نفعاً.

عرض مقالات: