اخر الاخبار

يعاني ملف الخدمات من التسويف والإهمال خصوصا في المناطق والاحياء الشعبية والاقضية والمناطق النائية. وتظهر الرغبة والاهتمام بتقديم الخدمات مع اقتراب موعد اجراء أية انتخابات تشريعية أم محلية.

ويعمد المرشحون في تلك المواسم التي تقديم خدمات أساسية للمواطنين، وهي من واجب جهات تنفيذية مسؤولة مثل تبليط الشوارع او ترصيفها او نصب محولات وتوفير الكهرباء او انشاء ملاعب رياضية بسيطة او تنظيف المناطق. وفي أغلب الأحيان يتم استغلال المال العام في مثل هكذا حملات بشكل يخالف القانون دون أية عقوبات لردع المخالفين، ما يفتح الباب امام تساؤلات أكبر حول: هل هذا الإهمال متعمد؟ وما هو دور دوائر البلديات ووزارة الكهرباء؟

في هذا الصدد، أجرت “طريق الشعب” حوارات مع مواطنين من مناطق مختلفة في العاصمة. تحدثوا لمراسلها عمّا تلقوه من وعود أثناء الدعاية الانتخابية، وكيف انتهى بها المطاف الى اللا شيء، بعد اعلان نتائج الاقتراع.

تبليط مقابل الصوت 

ويتحدث المواطن علي حسن، وهو من سكنة حي العامل لـ”طريق الشعب”، “شاهدت العديد من المرشحين للانتخابات يقومون بتبليط الشوارع وينصبون المحولات الكهربائية او يقومون بتشجير منطقتنا او يقومون بتسليك المجاري، بهدف الترويج لأنفسهم وكسب ثقة الناس، لكنهم لم يقدموا برنامجا او مشروعا يخدم الصالح العام”.

وبالعادة يستهدف هكذا نوع من الدعايات تلك الاحياء الفقيرة، التي تفتقر لأبسط الخدمات.

تقصير متعمد؟

وعلى صعيد ذي صلة، يقول الشاب محمد جبار من منطقة الثورة، ان الخدمات في منطقته “سيئة ومتردية جدا، ولا يظهر الاهتمام بها الا في وقت اقتراب الانتخابات، حيث ينشط هذا الملف ويتم استغلاله سياسياً من اجل كسب رضا الناخبين”.

ويلفت في حديثه لـ “طريق الشعب”، الى ان “الشارع العام في المنطقة تملأه المطبات والحفر التي تؤثر على حركة السير وتتسبب بالحوادث”، مضيفا أن مناشداتهم الكثيرة لم تلق آذانا صاغية، انما بقي الحال على ما هو عليه.

ويتابع قائلا: “عند انطلاق الدعاية الانتخابية لاحظنا تهافت أكثر من مرشح لتبليط هذا الشارع وترميمه والتقاط الصور. فيما كان يعاني من الإهمال مسبقاً. وكأن البلدية لا تتحرك الا بوجود مرشحين. وهنا نتساءل: هل هذا التقصير في أداء الواجب والفساد هو عن عمد ام انه نفوذ لبعض المرشحين؟”.

جهود شخصية

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للشاب علي احمد من سكنة منطقة الأمين الثانية/ الحي الزراعي (سكينة ورقية)، إذ يقول لـ”طريق الشعب”: ان “الحملات لم تقتصر على منطقتي فحسب، بل طالت مناطق البياع وجسر ديالى والزعفرانية والكمالية والمشتل وغيرها”.

ويشير الى ان أحد المرشحين كان نصب محولة كهربائية في منطقته، لكنه قام برفعها بسبب عدم فوزه وصعوده الى البرلمان.

ويلفت احمد في حديثه الى ان وضع منطقته متردٍ الى درجة كبيرة، وان بناها التحتية سيئة “هناك شوارع رئيسية تعاني الإهمال، وبحسب اعتقادي هذا شيء متعمد. كما ان النفايات منتشرة بشكل عشوائي، والجهات المعنية لا تؤدي دورها بشكل صحيح، ودائما ما يقوم الأهالي بجهود شخصية بتنظيف مناطقهم والتخلص من الازبال”.

ليست وظيفة المرشح

وعن استغلال الملف الخدمي، يروي الشاب علي احمد لـ “طريق الشعب” قصة أخرى حيث يقول ان “أحد المرشحين وعد بتقديم الخدمات لنا، وأقدم على قشط الشارع بهدف تبليطه، لكنه تركه على حاله، بعد فترة ذهب الأهالي الى البلدية من اجل إيجاد حل كون الشارع أصبح غير صالح للاستخدام، فتبرأت الجهات المعنية من الامر وتملصت، بينما الشارع بقي على حاله”.

ويعد احمد ان “تبليط الشارع او توفير الكهرباء ليس وظيفة المرشحين، بل هو عمل من صلب واجبات البلدية. وكان الاجدر تقديم برنامج انتخابي وطني يقنع المواطنين، وليس استغلال المال العام في دعايات سياسية”. 

وشدد على ضرورة أن يكون هناك قانون ورقابة على دعايات المرشحين؛ إذ لم نشاهد استبعاد من خالف القانون من سباق الترشيح. بينما هناك مرشحون وضعهم المادي ضعيف، لذلك لا يستطيعون عمل دعاية انتخابية حتى”.

عرض مقالات: